نعمة المجانين... سالم المشني
نعمة المجانين.....
عندما أتذكر الماضي أشعر بشيء
من التعب فأسأل نفسي كيف
ستكون الأيام القادمة ..
هل الأجيال الآتية ستبقى تعيش
على أنقاض أجدادها أم ستسلك
طريقا جديدا يوصلها إلى المستقبل المنشود .؟
عندما يعتلي المنبر دهقان يستريح الشيطان ! إن الجنون في هذه الأيام لهو نعمة على
هذه الأمم الصماء ، فالجنون راحة لمن ذهب عقله وهذا ما إتفق عليه علماء النفس فهذا الجنون يُخلص صاحبه من أهوال
ما يدور حوله فيغلق النوافذ جميعها ولا يرى شيءا يزعجه
ويقول أنا الصواب فيهنأ بعيشه
كيفما شاء . ! تلك هي هبة الله
للمجانين ورحمة لهم من عذاب
الضمير ..... لماذا نحب العيش وكل ما حولنا منجم فحم أسود.؟
وهل يكون العيش سهلا بين دهاقنة هذا الزمن الذي نعيش؟
إن دهاقنة هذا الزمن يدعون الإصلاح والمحبة والرحمة .
تراهم يتنعمون ويأكلون لحوم
غيرهم وبعدها يطلبون الرحمة
لهم والدموع ظاهرة في أعينهم
خوفا منهم أن ينكشف أمرهم فيصبحوا بعدها نادمين.....!
إذا كنت باحثا صاحب فكر ثاقب
فلا ترضخ لأصحاب العقول الرعناء لأن الحقيقة بعيدة كل البعد عن كل من كان مزاجه صلب ويتشح بلباس الواعظين.
دع كل من هم حولك واذهب إلى حيث يعيش المجانين فهم قوم إستقلوا بأنفسهم وما عاد شيء يهمهم إلا ما يوحي به لهم عقلهم
وهم في قمة السعادة وليسوا
بخاسرين شيء ولو كان هذا الشيء شيء عظيم... إحذر يا
صديقي أن يُفكر بك الجمع لأنهم
سيصبون عليك غضبهم ويلقون
بك في مهاوي الردى فاصبر على
المصاعب وانتظر لعل الزمان يقدوك إلى حيث ما بحثت عنه ..
إن من تعتبرهم أقربون يلدغون
جلدك دون أن تشعر وإذا نظرت
إليهم تراهم في غبطة وراحة
وسكون.. أوليس يا صديقي
البعد عن أكلة اللحم غنيمة تغنيك عن كل الأرذلين......!؟
سالم المشني..... فلسطين...
تعليقات
إرسال تعليق