المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

موعد في الغربة…. قصة للاديب عصام حمي

موعد ٌ....في الغُربة (13) تأليف وإعداد : عصام حمي الحلقة : الثالثة عشرةَ والأخيرة نَزَلَ خَبرُ زواج ِمَها مِن أحمدٍ كالصَّاعقَةِ على أختِها ... صارَتْ مها تُدافِعُ عن إختيارِها قائلةً : يا أختي نَحنُ  بِسَبَبِ الحَرب .. لَمْ تسِرْ الأمُورُ على الحالةِ الطَّبيعيَّة ..بل إنِّي أشكُرُ اللَّه أنّي تَعرَّفتُ على حُبِّ حَياتي ...رَجلٌ بَذَلَ الغاليَ وَالرَّخيصَ لِيَنقذَني أنا وَسامِر مِنَ الغَرَقِ..وكانَ دائِماً بِجانبي ...في أحْلَكِ الظُّروفِ لَمْ يتخَلَّ عَنِّي ... سَكَتَتْ أختَها قَليلاً ..لعَلَّ هذا الكَلام هَدّأ مِن رَوعِها قَليلاً..وَأمسَكَ أحمَدٌ بيدٍ الهاتِفَ .. وَباليدِ الأخرى ..عانَقَ مها ..وَهُوَ يَتَحَدثُ إلى أختِها : أيَّتُها الأختُ ..إنَّ مَها هِيَ حُبُّ حَياتي ..وَلا أتَمَنَّى زَوجَةً .. غَيرَها ..وَلِظُروفِ الفَصلِ بينَ المُهاجِرينَ ..في الكامبات ..استَعجَلنا الزَّواجَ قَليلاً ً..فأرجو التَّفَهُّمَ .. رَدَّتِ الأختُ عليه : حَسناً مَبروك .. وأغلقَتِ الهاتِفِ .. في اليومِ الثّاني ..عَرَضتِ الحُكومةُ النَّمساويَّة ..على مَنْ يُريُدَ البقاءَ في النَّمسا ..فليَبقى ..وَم

هي ليست رحلة…. مقالة للكاتب حامد ابو عمرة

مسائيات كاتب هي ليست رحلة ...! بقلمي /حامد أبوعمرة كنا ونحن صغار وبينما كنت أعيش بأحد الأحياء الشعبية بمصر عندما يتوفي شخصا ما ليس من الجيران الملاصقين لبيتنا أو حتى على مقربة منا بل هو من سكان المنطقة ،يعني ذلك أنه لم تكن هناك اي قرابة أساسا إلا أننا كنا نحزن ، وكنت ألمح تلك النظرات الحزينة بأعين الناس، والتأثر الواضح الذي يبدو في وجوههم البسيطة، و قلوبهم الصافية الطاهرة التي لا تعرف الحقد أو الحسد أو الإيذاء  ،وكان الكثير من أهل الحي يشاركون في إعداد الطعام لأهل المتوفي والتلفاز لا يفتح وخاصة لوكان المتوفي من أحد الجيران، ولو تم فتحه بعد أيام ، يكون ذلك خلسة بتخفيض الصوت مراعاة لمشاعر أهل المتوفي  وحتى  الراديو كذلك ولو كان هناك عرسا يؤجل على عجالة... تلك هي روح التضامن والمؤازرة والاحساس بمشاعر  الآخرين والمحبة والوفاء ،وأما اليوم بعد هان الإنسان على أخيه الإنسان ولما صارت الدنيا هي أكبر همنا إلا من رحم ربي حينها تغير كل شيء فينا ، فاليوم نجد الرجال اللذين يشيعون الجنائز يشاركون ،وكأنهم ذاهبون لرحلة صيد أو للاستجمام على شاطيء البحر، وذلك وسط حالة من الضحك لدى البعض ، ووسط الصوت

قسة كتبها الأديب عماد كورشي

قصة قصيره _________ كان يستتر تحت ظل شجرة وارفة الظلال و الناس تنظر من حوله و تفغر فاهها و تمشي على عجل لتبتعد عن المكان الذي هو فيه , بينما كنت أسير و أحث الخطى كي أسقط نظري على حالة فريدة إنسانية تعكس موت المشاعر في الصدور. هو شاب بالغ لا يستطيع الوقوف على قدميه ليسير بشكل متوازن , فيفضل السير على مؤخرته العارية و أكفّ يديه... لم يكن يرتدي سروالاً و إنما قميصا ممزقا فقط يستر صدره العاري الذي تغزوه غابات من الشعر , و في نصفه السفلي كان عاريا تماماً و عورته البالغة تظهر للجميع ..تطاول شعره الأشعث الذي يملأه الكثير من القش و غبار الأرصفة ليغطي معظم وجهه و بعض الخصل منه كانت تلمع من كثرة الأدران المتراكمة . الذباب الذي بات متعايشاً معه لم يكن يعنيه و إنما يدور و يقف على أي منطقة في وجهه دون أن يهتز له جفن أو يحاول طرده... مما يدل على أن الصداقة بينهما باتت حميمة ,الجراثيم التي تعجّ بالمكان الذي يتواجد به بالآلاف.. ولذلك عذرت كل من مرّ بقربه و فرّ بسرعة خشية انتقال وباء قاتل من هذه الكتلة البشرية المحطمة. دفعني الفضول في هذا اليوم كي اتابع هذه الحالة عن بعد و اعرف مدى صدقها

الجزمة… قصة للأديب وليد علي العايش

_ الجزّمةْ _ _________ وليد.ع.العايش كم كان موحلاً هذا الصباح ، فالمطر لم يصعد إلى السماء منذ ساعات الليل الأولى ، مما جعل طيور السنونو تختفي خلف أكمة لا جدار لها ، بينما خرجت المرأة إلى تنورها حافيةَ القدمين بعد أن شمرّت بقايا ( بيجامة مهترئة ) .  استيقظ الزوجُ على أنغام موسيقى المطر وهي تطرق نافذته الصغيرة ، كان عارياً تماماً ، لعلّهُ لم يكترث كثيراً للبرد الآتي من الجهة الغربية ، نظرَ إلى السرير ، لم تكن المرأة هناك : ( يالك من امرأة ... كيف تغادري دون أن تُخبريني ) ... اِرتدى ثيابهُ المُتناثرة في أرجاء الغرفة ، تحسسَ شعرهُ المائل للبياض ، تمطّى كريحٍ عاصفةْ ، ثُمّ قفزَ إلى الأسفل ... في الغرفة المجاورة يرقدُ أطفالهُ الثلاثة ( ولد وابنتان ) ، لم يشأ أن يُزعجهم ، فالوقت مازال باكراً       ( دعْهم ينامون أكثر ... ليس لدينا مدفأة ... إن استيقظوا سينال منهم البرد ). للتوّ حطّتْ رحالها رائحة الخُبز ، لعقَ شفتيه الغليظتين ، توجّه إلى التنور ( الدفءُ يثورُ منه كرائحة الخبز ) ... تناول رغيفاً وبدأ يلتهمهُ على معدةٍ خاوية ، كانت المرأة تراقبه رغم انشغالها بما تبقى من العجين : ( كانت ل

خواطر… للاديب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٧١ ) إن أخطر مرحلة تصل فيها المجتمعات إلى ذروة الهبوط والانتهاء ، بل إلى محوها من على الأرض بكاملها  .... هو إنهيار صفوف الدفاع الأخيرة وهم الدعاة الذين يدعون إلى الله تعالي ... وانظر إلى كل الحضارات الساقطات في تاريخ البشرية وتأمل سبب سقوطها ... وما قوم لوط ببعيد ، تواصوا وتواصلوا على الفاحشة فكان أن خسف بهم الأرض التي يعيشون عليه ... مع تسليمنا المنطقي والعقلي للأمر بأن ميزانيات الحروب ... أو المجاعات ... أو الظروف الاجتماعية ... أو السياسية ... أو الاقتصادية ... بأنها عوامل مساعدة فعلا إنما مرجع هذا كله ... والسبب الحقيقي والخفي فلا تقع تبعاته إلا على أصحاب القلوب المستنيرة ... يتمثل السقوط . . في أن يتخلى أهل الله عن الله فيميلوا ميلة عظيمة تكون هي القاصمة لظهر كل حضارة ... فإذا صار المنكر معروفا وأخذ الناس يتواصلون ويتواصون به بعيدا عن الحلال والمعروف ... وإذا تواصى الناس بالرشوة دون الحلال أو بترك الحلال والاتجاه والنظر إلى الحرام ... فالويل كل الويل لأهل الأرض من رب السماء ... { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ، فا

هذا التميز… خواطر الأديب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٦٨ ) هذا التميز ... وهذا النموذج الانساني البشري الفريد الرائع لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته ... إنما هو الشيء المبهر الذي يجب أن يكون عليه الإنسان ، بل كل إنسان . فالطابع البشري بكل ما يحمله من بساطة وانفعالات وتلقائية ومنطق عقلاني يتخذه منهج تفكير .. هو ما يتمتع به كل البشر على سواء . فمن ذا الذي استطاع بطريقته المثلى أن يكون بعقله ووجدانه تحت عين الله ورعايته أن يتجاوز كل حدود الثناء والمدح ليرتقى إلى سقف الإنسانية الراقي ليكون رسولا ... ؟؟؟ كلما درست عظمة شخصيته صلى الله عليه وسلم أدرك أن حتى حديثه ومواقفه إنما تعكس خبيئة نفسية وحكمة مستنيرة ... استنبط منها معالم إنسانية باهرة لا تصلح بحق إلا أن يكون أنموذج ليس له مثيل لرسول يجب أن يكون خاتم الرسل . فإن لم يكن هو الرسول الخاتم لرسالة السماء فمن كان سيكون إلا هو ... ؟ إنه رسول الله ... سليمان النادي ٢٠١٩/٩/٢٦

موعد في الغربة… قصة للاديب عصام حمي

موعدٌ ..في الغربة  (8)   تأليف وإعداد : عِصام حَمي                               الحلقة : الثامنة كانتْ فرحةُ الجميعِ كبيرةً بصُعودِهم إلى المركِبِ اليونانيّ .. وإنقاذِهم من الموتِ الذي كانَ يُطاردُهم ..من كُِّلّ مكانٍ ..لكن فرحةُ أحمدٍ ومها ..كانت لا تُوصَف ..فقَدْ اعترفا ..أخيراً بِحُبِّهما ....نشأ هذا الحب في الغُربة ..في أحلَكِ الظُّروفِ صُعَوبَةً ..في لحظاتٍ كادَ الموتُ أن يُفَرِّقَهُما ..في الضِّيقِ وليسَ في الرخاء ..فأصبَحا في مَرحلةٍ جديدةٍ ..ومسؤوليةٍ جَديدة ٍ..وكُلّا مِنهما يحلمُ....بالمُستَقبلِ والبيتِ الذي سَوف يجمعُهما بِرِفْقَةِ سامِر ٍطبعاً.. اقتربَ المركِبُ مِنَ الشاطئ ..فقالَ لهم أحدُ البحّارة ..سوفَ يكون موظِفو الأمَمِ المُتَّحدةِ في استقبالكُم ..كي يقوموا بتَسجيلكم ..وهُناكَ ستعلمونَ ما بعدَ ذلك توقَّف المركِبُ ونزلَ المهاجِرونَ ....وشكر الجميعُ البحارة والقُبطان ولوحوا لهُم بأيديهم ..ونَزلَ أحمدٌ ثُمَّ أمسَك َبسامرٍ فأنزلهُ .. بعدَها أنزَلَ َمها ..التي صارت تبتسمُ لهُ كلَّ حينْ....فلنْ تَستطيعَ اخفاءُ مشاعِرَها بعدَ اليومِ ..وكانَ رجالٌ ونساءٌ الإممِ المُتّ

التضحية… قصة للأديب عز الدين أبو صفية

قصة قصيرة التضحية ::: ،،،،،،،،،،،،،،،،،،، كانا يعملان في نفس مؤسسة الضمان الاجتماعي وكانا قريبين من بعضهما البعض ، يجلسان في نفس الغرفة ويخرجان سوية لأناجز بعض الأعمال الميدانية وكانت وجهات نظرهما متقاربة عندما كانا يتناقشان في المواضيع الخاصة بالعمل وأحياناً يتطرقان في حديثهما عن علاقة المرأة بالرجل وعن الحب والزواج والأبناء . أصبح يدور في خلد كل منهما تفكير خجول بمصارحة الآخر عن إعجابه به وأن هذا الإعجاب يرقى لدرجة الحب  . وأثناء مهمة عملهما خارج المؤسسة دعاها سمير لتناول القهوة في أحد المقاهي ، وبدون تردد وافقت سعاد لتلبية هذه الدعوة ، جلسا قبالة بعضهما والخجل يطفُ على وجنيهما ، تعمد سمير بملامسة أطراف أصابعها فتبسمت له سعاد ، لتشجعه ، فقال لها أنا معجب بك سعاد ، ضحكت ضحكة خجولة وخافتة كضوء شمعة صغيرة ، وشجعته للأفصاح أكثر عما بداخله ، فبدون تردد قال لها تتزوجيني سعاد . تزوج سمير من سعاد وعاشا حياة هنيئة ملؤها السعادة والحب ، ولكن كل منهما تفاجأ بقرار رئيس المؤسسة عن نيته تقليص عدد العاملين بالمؤسسة نظراً للوضع الاقتصادي الذي تمر به الشركة ، وكان سمير أحدهم ، تأثر سمير وحزن

حب على الفيس بوك… قصة للكاتب بركات ساير العنزي

الكاتب القاص : بركات الساير العنزي من مجموعتي القصصية الثالثة (هو ..وهي – حوارات وأفكار ) الحلقة الرابعة – هو .. وهي ( حب على الفيس بوك ) سافر سامر إلى جدة بعد انتهاء إجازته، وقرر أن يستقدمها إلى جدة، بعد شهر أو شهرين. وصل جدة وراح يجهز بيتا جديدا له ولزوجته وبعد شهرين أستقدم زوجته. واستطاعت منال أن توجد لها عملا في مدرسة خاصة في جدة ، كانت علاقة الزوجين هادئة ولكن ليست متميزة، استمر سامر بعادته التجسس والتنصت ومراقبة الوتساب، وتركت ذلك له حتى تقطع ظنونه وأنشات حسابا على الفيس باسم وهمي حيث سمت نفسها نسيم الزهر، تفتح حسابها في المدرسة، وتخفيه في بيتها، لم تضع لهاتفها رقما سريا، تركت هاتفها دون رقم سري لتشبع فضوله في التجسس ، وليقتنع أنها لا تملك حسابا على الفيس، استمر هو في حسابه، ثم قال في نفسه ماذا لو عملت حسابا باسم وهمي كي لا يعرفني أحد ، لنفرض أن لديها حساب آخر ، باسم وهمي – وأنا لا أستبعد ذلك - لنفرض أنها صادقتي، وكشفت أمري، علي أن أسجل حسابا آخر ، فسجل حسابا وهميا باسم الصقر الجارح . كانت تعامله كزوج ولكنها لم تعطه قلبها ولا جسدها، وتشعر باشمئزاز عندما يقترب منها، وبعد

الهيكل البشري المظلم… مقالة للاديب فيصل كامل الحائك

.             )( الهيكل البشريّ المظلم )(                   ) الإنسانية تفحص من بهم تحتربون (         ( فاقد الإنسانية هيكل بشري مظلم )                         -------                    كلمة من ضوء قلمي                 فيصل كامل الحائك علي                         ------- -إنها متاهات العبثية ، تلك ... وهذي الحروب الدموية ، التدميرية ، البشرية ، بذرائع ، جلها باسم الدينية ، مابين محب ، أو مناصب العداوة ، لسالف أشخاص ، من الخيال ، أو الحقيقة ، في التاريخ المكتذب ، أو الصادق !!!؟؟؟. -وذلك ، على دَيدَن غوايات ، طغيان التجهيل ، والجهالة ، والجهل ، في التعصب الأعمى ، المسعور ، الذي يقدس تقسية القلب ، وتعطيل العقل !!؟؟. -ليبدو الإنسان ، أضَلُّ من بهيمة الأنعام ، فاقدا لإنسانيته ، التي هي مصباح آدميته ، رسالة الله العلي العظيم إليه ، ليحيا حريَّةً ، محبَّةً ، سلاما ، بجمال ربوبيته ، أمنا وأمانا واحتراما بالحسنى لكافة أطياف البشر !؟. -فالإنسانية تَفحَصُ من بهم تحتربون . - فياأيها المُحتربون ، فيما بينكم ، باسم الدين خاصة ، وباسم المدنية عامة ، حول صحة ، أو خطإ، مناهجكم ، وطقوسكم ،

موعد في الغربة… قصة للاديب عصام حمي

موعد في الغُربة (7) تأليف وإعداد : عِصام حَمي الحلقة : السابعة صاحَ أحدُ الرِّجالِ ..ماءْ..ماءْ ..نَظَرَ الجميعُ إلى مَصدَرِ الصَّوتِ ..فقالَ صاحِبُ الصَّوتْ ..هُناكَ بعضَ الماءِ ..في القارِب ..يبدو أنَّ القاربَ يَغرَقْ .. ما إن ْسمِع َجابرٌ بهذا حتى أمسَكَ بخِناقِ السائِقْ ..قائلاً : فَعلتهَا يا ابنَ (..) ماذا أفعلْ بكَ ..  هه ..قُلْ لي ؟؟؟ السائِقْ : أرجوكَ أنا عبدٌ مأمُور .. جابِر : لماذا فعلتَ ذلك ...كيفَ تُطاوِعَكَ نفسُك قتْلَ الناسِ الأبرياء .. قبَع َالرَّجلُ في مَكانهِ ..ورأسُه إلى الأرض .. هاجَ الناسُ ..وسَرَتْ فَوضى ..فاتّفق جابرٌ وأحمدٌ أن يتولاّ الامورَ ..فبَقي جابرٌ عِندَ السائِق ..أما أحمدٌ فحاوَلَ أن يُهَدِّئ رَوعَ الناسِ ..في مُحاولةٍ لرفْعِ ِمعْنَويّاتِهم ..تَمَسَّكَتْ مها بأحمَد أكثرَ وأكثرَ ..ودُموعُ الخَوفِ تَنهمرُ مِنْ عَينيها .. صَعُبَتِ. تِلكَ الدُّموعُ على أحمد ..قال لها : بإذنِ اللَّه لنْ  يُصيبكَ أنتِ وسامِر أيُّ مكْروه ..ثُمَّ خاطَبَ الناس : يا ناس أصبَحنا في المياهِ الإقليمية اليُونانية  بذلِك تَخلّصْنا مِنْ خفرِ السواحِل التُّركية ..ابقوا في أم

صباحيات كاتب.. للاديب حامد ابو عمرة

صباحيات كاتب الذين يظنون بأن النعيم هناك ...!                                                                    بقلمي /حامد أبوعمرة                  انتشرت في الآونة الأخيرة في بلادنا وبلاد العرب أوطاني ظاهرة أو طفرة جديدة وهي إقبال الكثير من الشباب على الانتحار مجرد أن يتجرع كأس ضيق الحياة فيشعر أن الدنيا قد اسودت بوجهه ولا ملجأ ولا خلاص سوى بأن يفني أولئك الشباب أعمارهم بأيديهم فيقتلون النفس التي حرم الله ويقنطون من رحمة الله ولو سألناهم لوجدنا منهم من يقول فات قطار العمر  ولم أستطع أن أكون حياتي، فلا أي بصيص أمل يمكن ان يلمع في الأجواء وسط أكوام البطالة المتفشية كالسرطان ووسط الوظائف التي لا ينال منها سوى ذوي المحسوبيات والرشاوي ..ومنهم من يقول اذا كنت لا اقدر على ان أرتبط بمن أحب فماذا تبقى إذا ..؟! ومنهم من يقول أنه قد حصل على شهادة الثانوية العامة وبعد مجهود شاق ، وبتقدير ممتاز ،ولكن لظروف عائلته المادية لم يتمكن من تحقيق طموحه وحلمه الذي ظل يراوده منذ الصغر ولذلك قد عكف على الوقوف بالشوارع والسهر في الليل والنوم طيلة النهار ومنهم من لم يستطع ان يساعد أهله في توفير الطعام وا

حكايات طائشة.. للكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة الحكاية رقم ( .٢) سنتان مرت علي بعد الخمسين .. اعتدت ان اقف على باب داري ، اقايض الناس عن بعد حبا بحب ، سلام بسلام ، الى ان يبدأ الليل بالنزف .. فأضطجع في فراشي احلم في ان اكون مرة .. واخرى الا اكون . اعتبرها البعض عادة سيئة .. ربما لهم الحق ، الا اني ما ان امسي الا اكون كما كنت ، مشنوقا في باب داري استلهم من الظلمة الممتدة امامي رؤى الوكها في نومي لا حقا ، كي اسحق ايامي رويدا رويدا حتى الانتهاء لما تبقى من ايامي . مرة قلت لرجل اثناء وقفاتي الليلية تلك — يا أخي .. لاتغبط القمر على ضوءه .. فأنك ان دخلت فيه لاترى حتى اصابعك المنهكة .. !!! لم يكترث لنصحي المجاني وراح يبحلق في القمر وكأنه يراه لاول مرة . وعلى امر يثير الغرابة والدهشة فقد تكررت زيارات ذلك الرجل الليلية .. يمرق امام منزلي في عين الوقت .. حتى امست الامور وقد اكتسبت موقفا مألوفا ، مرورا سريعا كل ليلة وفي نفس الوقت ، قامته طويلة متعامدة مع السماء ، ورأسه مرفوعا للاعلى ، وزوج عينيه مشدودتان نحو ( القمر ) شدا . حاولت ان استوقفه عدة مرات لكنه لم يقف ، ناديته مرة : — ايها الرجل الطويل .. يا عاشق القمر .. يا ا

صباحيات كاتب… للاديب حامد ابو عمرة

صباحيات كاتب بين القاعدة العمرية والقاعدة اللصوصية...! بقلمي /حامد أبوعمرة في زمن أمير المؤمنين الخليفة عمر بن عبد العزيز لما قيل له :فاض بيت مال المسلمين بالأموال والجبايات يا أمير المؤمنين هذا بعدما امرهم بتوزيع الأموال ..فقال هل نظرتم في اهل الكتاب فينا فلهم عهد وذمة فقالوا : لا ..فقال أرزقوهم منه ففعلوا ،وكما امر الولاة بتتبع الفقراء حيث كانوا في ظل الإسلام ولما قالوا كذلك زاد المال ..قال لهم :"أنثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع الطير في بلاد المسلمين " سبحان مغير الأحوال أين نحن اليوم من ذاك الخليفة الذي ملأ الأرض عدلا ..؟! اليوم يا أمير المؤمنين طلت علينا في بلاد العرب أوطاني وجوه كالحة مستبدة تمص دماء شعوبها بكل جبروت وظلم ،فجعلت تلك الشعوب حفاة عراة ، وحرقت قلوبهم وهم المعذبون في الأرض قبل أن تحرق أراضيهم ، هي وجوه شيطانية هدمت البيوت فوق رؤوس ساكنيها ،فلم يعد هنالك أساسا بيت مال للمسلمين ..كانت قاعدتك تنص على نثر القمح حتى لايقال جاع الطير ..ولكن قاعدة تلك الوجوه الطاغية اليوم ، هي السطو على أموال الشعوب بالباطل وسرقتها  ،ونهب محاصيلهم الزراعية من  قمح

ضرب الملائكة… مقالة للاديبة قمر حسين احمد

مقال بعنوان ضَرب الملائكة...... . انتشرت ظاهرة ضرب الأطفال في المُجتَمع كالوباء بل أشَدُ سوءا منه فلا يَترتب على الوباء فقدان الإنسانية لكل من يصيبه لكن الجريمة الكبرى هي ضَرب تلكَ الأرواح النقية بأكفِّ الحنق والغَيظ النابِع من فقدان الإنسانية. فَمـا هو الداعي الذي يُجبرُ البَشر على أذية تلكَ المخلوقات الضَعيفة؟ ما هو السبب في عَدَم تَقبُل تلكَ الأطفال البريئة؟ لاشَيء سوى إشباع للروح الشيطانية التي تُسيطر على البَعض. أو تَغلغُل الشَر داخِل البشرية. جَميعنا بَشر لكن أقلُ من القليل من يكونُ إنساناً بكل ما تَحمِلُهُ الإنسانية من مَعنى. قَد تَكونُ تلكَ الملائكَةُ الصَغيرةِ هي بابُ الرَحمَةِ التي فَتحها اللهُ لَنا بدونِ أَن نَعلَم..... قَد تَكونُ سَبباً في الرجوع إلى الله وغَسل أرواحنا من دَناسَةِ ما اقترَفناهُ سراً كانَ أو عَلانية. أعتذر!!! لكن ضَربهم لا يُثبتُ قوتكَ الظاهرة..... بل يُثبِتُ قساوَةَ ذلكَ القَلب الساكِنُ بينَ الجَنبين..... ولا يُزيد من قوةِ شَخصيتِكَ الضَعيفة والهزيلة. إن لَم تَكُن قادراً على تَحمل تلكَ المسؤولية الكبيرة بصَدرٍ رَحِب فلا اعتقد ان هنالكَ داعي لانجاب ت

حكايات طائشة… للكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة الحكاية رقم (١٩) غاص بين الناس هذا الرجل ... في رحلة ٍأُريد منها الهروب والتيه ، الانفلات من أصطدام الافكار بجمجمته التي تحمل كل جحيم الارض . هاهو يبدأ رحلة التسكع  اليومية هذه ، ليس بحثا عن عمل ، يسد به لوعة  وعوز عائلته ... بل بحثا عن عن كارثة .. او سقوط في ساعات  الالم المجاني .. والانتحار القسري . زوجته النفساء خلفها في البيت مشعة بفقر الدم .. واطفال بات اليأس تسليتهم . —  انت الوحيد الذي أُحب .. اشار اليه والده - رحمه الله - يوما ، وانه ليتذكر كيف رقص ابوه يومها في الشارع مزهوا ، مفتخرا بأبنه . — تخرج ولدي من الجامعة .. —  اعمى ، افتح عيناك .. احس ببلل يسيل على وجهه .. وتناهت الى سمعه كلمات تتدفق كما النهر .. شتائم لاحصر لها .. وقبل ان يفيق من ذهوله ، شعر بأن رأسه يؤلمه .. وان ثمة دما دافئا يخر على وجهه ، وادرك بأنه نجى من الموت بأعجوبة .. وتمنى لو ان السيارة سوته بالاسفلت عظما ولحما .. رجع الى رصيفه يبعثر الحصى بقدميه المتعبتين ، حيث تطايرت كأنها الجماجم التي خلفها في بيتهم .. ولو ان احدا من المارة استوفقه اللحظة لانفجر بالبكاء ، وتدفقت الانهزامية منه كالم

ان حكمها العقل… مقالة للأديب حيدر رضوان

إن حكمها العقل جلت ياموسى للجسم فترة بقدرة معينة على العمل والكد والحمل  بأشكاله المختلفة  إلى آخره خلاف العقل  قد يستمر كماهوا حتى الموت آذا العقل هو القضية والطلب وصانع الحياة وقائدها .الحياة كتاب والعقل تاليها كلما كبر العقل كلماترفع ناظرا سفاسف الامور التي كان هو يوحي بها  ليداولها على الواقع صاحبه ناهيك عن غيره الذين كبرت اعمارهم وهم على نسيج واحد ونمط معين وروتين ممل إلا انه يداول وكأنه قداسة.من تعلم الشر الفه ومن صنع السموم مارحمة يداه عواقبه وسلبه لنفس الحياة وتطويرها. لذا تجد الجندية او طلاب العلم الديني اوالتعليم التربوي يهتم بصغار السن لتطبيعهم في مسار الحياة المرسومة لها. فيغلب الطبع التطبع لتغير ما يطرئ ولوكان عين الحقيقة والصواب. لأن تربية الأفكار تأقلمت بثقافات مغلوطة دخيلة بعلم التجهيل المنحط مزلزل الأفهام وقاصف العقول بعدسة التزيف الناظرة لماتحت القدم ليضل الفرد والجماعة منشغلين بوهم مقطوعين عن الإتجاه الحقيقي والمسار في شتى سبل الحياة ومن باب الخير يدخل ليحقق مئارب الشر كله هذا ماسم له أعداء الإسلام في الأمة ،،،،وليس الكل لا يتغير ولكن بنسب متفاوته ولكن الأغل

محمد وجرجس في حرس الحدود… قصة للكاتب سيد عبد المعطي

قصه قصيره بعنوان محمد وجرجس في حرس الحدود بقلم سيد عبد المعطي ..... نظر محمد الي صديقه جرجس وأخذه بالأحضان وأخذ بقبله لقد جمعتنا االصداقه من جديد ولكن هذه المره في الجيش المصري فضحك محمد وقال لجرجس هل تتذكر عندما كنا أطفالاً ومات أبي فقمت بكسر حصالتك وأحضرت لي علبة الحلوي فضحك جرجس وربت علي كتف صديقه  قائلاً وهل تتذكرعندما جاء عيد الميلاد وقمت أنت أيضاً بكسر حصالة نقودك وأشتريت لي شجرة عيد الميلاد وهدية قيِّمه فأنا أحتفظ بهذه الهديه حتي الآن وها نحن الآن تجمعنا الصداقه من جديد ولكن هذه المره ليست في المدرسه الإبتدائيه هذه المره في الجيش المصري . ..... إستمرمحمد وجرجس في حرس الحدود يقضيا خدمتهم العسكريه وكانت خدمتهم دائماً مع بعضهما وكانت خدمتهم تمروكأنها ثوان معدوده من كثرة الأفشات والذكريات الجميله ،حتي جاء خبر غير سار فقد قام الإرهابيين بضرب كنيستين مصريتين راح ضحية هذه الضربه أطفال ونساء ورجال مسيحيين وطاقم الحراسه المسلم وجاء ميعاد خدمةمحمد وجرجس ولكن الوضع هذه المره أصبح مختلف ،نظرجرجس الي محمد والحزن والغضب يتملكه ولم يسلم علي محمد فحزن محمد وقال لجرجس ما الذي أصابك؟:- فقال ج

الجنيرال والمعتوه… قصة للكاتبة فاطمة حشاد

قصة قصيرة بعنوان "الجنيرال و المعتوه" بقلمي أنا فاطمة حشاد الجزء الثالث: ...و لأول مرة يترك المعتوه رأسه بين أحضان امرأة، تحركت فيه وقتها أحاسيس مضطربة.. متمردة أحيانا، مستسلمة أحيانا أخرى، متألمة تارة، متحملة تارة أخرى... لم يكن المسكين يقوى على الحراك، كانت قشعريرة الموت بدأت تدب في أوصاله. و لكن سرعان ما استفاق من قفلته ليجد طيف "فتحية" قد اختفى من أمامه و تاه بين زحمة الوجوه الواجمة. ضم إليه رجليه القرفصاء و زحف ببطء إلى الطرف المقابل من الطريق، حيث الرصيف ذو الطلاء الأبيض و الأحمر، ذلك الرصيف الذي لطالما جمع على قارعته أفكارا برأسه المملوء شيبا ثم بعثرها في لحظات ليحاول جمعها من جديد فتضحك منه بنات أفكاره تاركة إياه في بحر من التوهان و الغياب رغم الحضور. نادى بالمدى: -"فتحية" أين نظاراتي و قداحتي، ألم أقل مرارا بأن تتركيهما حيث الجريدة؟ و لكن هيهات، أين هو من "فتحية" فالمسكينة بين المطبخ و الجلي و الكنس و نزع الغبار قد ضاقت ذرعا من أصحاب المنزل. كانت تنظر هنا و هناك لتحترق كل يوم بحقيقة أنها صارت خادمة بفيلا كانت يوما سيدة بها...

المحطة الاخيرة… قصة للأديب عصام حمي

المحَطَةُ ...الأخيرة قِصَّة قَصيرة تأليف وإعداد : عِصام حَمي عادَ مِنْ عَملهِ مُتْعَباً كَكُلِّ يومٍ ..يَجُرُّ جَسَدَهُ ..وَبِالكادِ تَحْمِلُه ُخَطواتُهِ   وَصَلَ مَحَطَّةَ القِطاراتِ ..َتنبَعِثُ مِنهُ رائِحةُ عَملِه ِ..مَهْما حاوَلَ إخْفاءَها وكَذلكَ مِنْ ثيابهُ ..رَتَّبَ ما تَجَعَّدَ مِنها وَأصْلَحَ ما يُمْكِنُ إصْلاحَهُ ..وَجَبينـُهُ يَلمَعُ تَعَباً.. ما إنْ وَصَلَ القِطارَ ..وَفُتحَتْ أبْوابُه حَتَّى قَفَزَ إليه .. ألقى بِجَسَدِهِ المُتعَبُ على أقْرَبِ مَقعدٍ وَصَلَتًّهُ قَدَماه .. أغْمَضَ عَيْنَيْه ..لِلَحظاتٍ ..سَرَعان ما فَتَحَهُما فَقَد هَبَّتْ عليهِ رائِحةُ عِطرٍ نِسائيٍّ قَويٍّ جَعَلهُ يَتماسَكُ قَليلاً ..بَل يَنشَط .. فَرأى إمرأةً حَسْناءَ ..تجْلُسُ بِجانِبه ..تَلبَسَ أفْخَرَ الثِّياب ..وَتَحمِلُ  بِيدِها حَقيبةً جِلديَّة مِنَ الجِلْدِ الأصلي الفاخِر .. وتُمْسِكُ باليدِ الأخرى و بِرِقَّةٍ ...الله كَمْ بَشَرتُها ناعِمة بَيضاء ( قالَها في نفسِه ) هاتِفاً نَقّالاً غالي الثَّمن ..وَهِيَ تَلمِسُهُ..بِلَمَساتٍ سَريعاتٍ ... بَشَرَتهُا نَقِيَّةً ..مُستَديرَةَ الوَجْهِ ..ط

الجينيرال والمعتوه…. قصة بقلم الكاتبة فاطمة حشاد

قصة قصيرة بعنوان "الجنيرال و المعتوه" بقلمي أنا فاطمة حشاد. الجزء الثاني: ... و في أحد أيام حزيران، جاءت برقية إلى الفيلا مفادها أنه يجب إخلاءها في أجل لا يتعدى ثمان و أربعين ساعة. تجمدت أوصال كل من بالمكان عند سماع الخبر الجلل، و سقطت نجمة الدار سقطة لم تقم منها و انطفأ نورها و تلاشت بذلك أحلام خدمها. أضناه السفر و الترحال بين الهواجس و الأفكار، صار باهت الهيأة، شاحب الوجه، أشعث الرأس.. ينظر إلى طيفه بزجاج المغازات تارة و المخبزات تارة أخرى.. إنه مجنون المدينة الحزينة. كان هذا دأبه كل يوم، و كان لا ينسى أن يطرق باب فيلا "الجنيرال عزيز" فيقبع على العتبة برهة حتى تفتح له "فتحية" البوابة الحديدية الكبيرة. فتحنو عليه بقطعة رغيف من صنع يدها و كأس من اللبن، كان يشربه في لهفة حتى يرتسم شيب مأتاه بياض اللبن المتخثر على أطراف شعيرات لحيته و شاربيه. وترمقه "فتحية" بعينين ذابلتين و تتمنى لو تدخله الفيلا أو تجلسه قرب المدفأة حيث يجلس سيدها على كرسيه المتحرك. كانت الساق تلتف بالساق، عندما كان يمشي وسط الشارع و هو يردد أنشودة حربية لطالما كررها بصوت

علاقاتنا الحياتية… مقالة للكاتب حامد ابو عمرة

صباحيات كاتب علاقاتنا الحياتية بين التجاذب والتنافر ...! بقلمي /حامد أبوعمرة قال لي ذات يوم : أنت قلت أستاذي أن العلاقات بين البشر من حيث الإنسجام أو التوافق من عدمه يشبه قطبي المغناطيس ثم هز برأسه وكأنه قد اكتشف سر نحنيط الموتى أو انه قد اكتشف كوكبا جديدا للمجموعة الشمسية حيث قال :أليس التنافر بين الأقطاب عند التشابه ،والتجاذب بينهما عند الاختلاف ..؟! قلت : نعم ..فاستطرد بقوله هذا يثبت عكس حديثك تماما ..! قلت :لولا الاختلاف بين أبو البشر أبونا آدم عليه السلام وأمنا حواء لما كان التجاذب وهما أساس البشرية جمعاء يعني ذلك هو اختلاف فيه سكينة ورحمه ، وتلك سنة الله في الكون وذاك الاختلاف هو اختلاف تنوع وليس بتضاد أقصد تنوع أي مثالا وليس حصرا كما فصول السنة فهناك الخريف والربيع والشتاء والصيف ،ولكل فصل جماله ، وهناك كذلك البساتين الملآى بالورود والرياحين والأشجار المثمرة تخيل لو كانت كل تلك الروائع شيئا واحدا شكلا ولونا  ..! حينها ابتسم وقال التجاذب وقد علمته لكن ماذا عن التنافر كيف يتنافر  الناس وهم متشابهون ..؟! قلت تخيل ،لو أننا جميعا بفكر ورؤية واحدة وكان سائق القطار الذي يقودنا قد

صفعات القدر…. قصة ل نيفار احمد عبد الرحمن

قصة/صفعات القدر بقلم الكاتبة الشاعرة/نيفار أحمد عبد الرحمن                   الجزء الاول كانت عقارب الساعة تشير إلي السابعة صباحاً وهناك مصباح مضيئ داخل غرفة ضيقة بها ثلاث اشخاص وكانت اكبر الابناء ريهام التي تبلغ من العمر سبعة عشر عام وكانت تتهيئ للخروج مبكراً للذهاب إلي إعلان وظيفة قد قرأته بالامس علي موقع التواصل واستطاعت تدوينه وقد قررت أن تحظي بهذا العمل لانها بحاجه كبيرة للمال من اجل مساعدة امها وشقيقتها التي لم تكمل عامها العاشر وبالفعل اغلقت الباب وانصرفت الي وجهتها وهي تسرع الخطى كي لا تتأخر علي موعد المقابلة المحدد وكلها أمل أن تنل القبول ورأت علي اطراف الشارع ميكروباص واقف به سائق يتراوح عمره ما بين الثامن والثلاثين والاربعين سألته ريهام هل منتظر احد ام أنك ستنصرف مسرعاً قال لها انه منصرف ولن ينتظر ركبت ريهام خلف السائق مباشرتاً وبادرها السائق بسؤال اي مكان ستنزلين استاذة لم تكمل ريهام اجابتها واحست بدوار شديد فقدت علي اثره الوعي واقتربت الساعة علي منتصف الليل ولم تأتي ريهام خرجت الام ومعها ابنتها الصغري تبحث عن إبنتها الكبري ولم تهتدي الي سبيل ومر خمس

الفارسة الشيبانية… قصة للكاتب بركات الساير

الكاتب : بركات لافي الساير الفدعاني من كتابي ( البشاير في نسب آل الساير ) فارسة عنزة- الفارسة الوائلية الفارعة الشيبانية ....الشاعرة الوائلية :الفارعة الشيبانية وهي من قبيلة عنزة من بكر من بني شيبان ، واسمها فاطمة وقيل ليلى بنت طريف بن الصلت التغلبية الشيبانية ، توفيت سنة 200هـ أي 815 م ، وهي شاعرة محاربة من الخوارج . وهي شقيقة الوليد بن طريف الشيباني ، لما سمعت بمقتل أخيها الوليد ، لبست لباس الحرب ، وخرجت تقاتل لتنتقم لأخيها .حزنت لمقتل أخيها ورثته بأبيات حيث مرت على شجر الخابور، ورأته مورقا أخضر ، فتعجبت من الشجر الأخضر ، كأنه لم يسمع بمقتل أخيها فيحزن مثل حزنها : فتقول : أيا شجرَ الخابورِ مـالَكَ مُـوْرِقاً كأنَّك لم تَجْزَعْ على ابنِ طريف فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى ولا المال إلا مـــــــن قناً وسيوفِ فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ ولا المالَ إلا مـــن قنًا وسُيوفِ فَدَيْناكَ مِـــنْ دَهْمائنا بأُلـــوفِ فقـــدناك فـقدان الشباب وليتنا فدينـــاك مــن ساداتنا بألــــوفِ وما زال حتى أزهق الموت نفسه شجىً لعدوٍّ أو نجا لضعيفِ ألا يا لقــومي للحِمـ

خواطر… للأديب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٥٦ ) إذا جاءك الموت وفي يدك عمل فأتمه ... رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمنا عن أهوال يوم القيامة ... عن يوم يشيب له الولدان ، وتطرح الام وليدها لتسأل عن مصيرها .... رغم كل هذا الهول والذي لا يشبههه أهوال ... نجد أن رسولنا يثبتنا ويقوي عزمنا بأن لا تسلبك أهوال اليوم ... تفاؤلك ... وروحك ... وسكينتك ... وإقبالك ... مغتبطا في تقديم العمل ... يقول لنا فليغرسها ... أيها الاحياء .. الذين تتمنون الموت ، ظانين أنه يخلصكم من المتاعب ... إياك أن تطلق زفرتك المتشائمة وأنت تحت ضربات الزمن أو شظف عيشك أو ضراوة كسب لقمتك ... مثل هذا اليأس هو ممقوت ... مرفوض ... لا يقبله رسول الله أبدا لأنه يضعف التفاؤل في قلب المؤمن ... وضعف تفاؤلك يعني ... ضعف إيمانك ويعني للأسف ... ضحالة فكرك وضحالة ثقتك في الله تعالى .. [ لا يتمنين أحدكم الموت  ... إما محسنا ، فلعله يزداد ... وإما مسيئا فلعله يستعتب ] منطق رائع .. فلا مبرر أبدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لليأس ... فاجعل مشوار حياتك طمعا في مزيد من الفوز ... واجعل تجاوزك الإحباطات واليأس طريقك ا

حكايات طائشة…. قصة بقلم الكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة الحكاية رقم ( ١٧ ) الجدة تشعر بالخوف .. الخوف الذي ينخر العظام .. وايضا بأنها غير سعيدة اليوم بالذات .. ليس لديها فكرة عن سبب ذلك ، ولكنها تقول دائما : — لا ادري .. قلبي اليوم ، ( محصور ) .. اما حفيدها ( محمود) يتجول الان في شوارع مدينة ( الفاو) الحارة ، لايدري كيف يوصل اليها الخبر ، تمتم مع نفسه : — سيكون المها بدون حدود .. كان ( محمود ) جزأ لايتحزأ من ( حبوبته) منذ السابعة من عمره عندما توفيت والدته وارتبطا معا ارتباط الدم بالقلب قال ( محمود ) عنها يوما : — انا كل العالم لديها .. انا سعادتها ، ابتسامتها، وكل آمالها ، كيف يسوق اليها خبر فصله من المدرسة وطرده ايام الامتحانات بالذات ، ذلك لايمكن ان تتحمله العجوز على الاطلاق ، لقد خرج صباحا من عندها مشفوعا بدموعها ، ودعائها .. فكيف يرجع اليها وأثر صفعة استاذ عودة واضحة على عينه ، وفصله لمدة اسبوع كامل .. هذه كارثة تقع على رأس العجوز .. كيف يوصل اليها الخبر اذن ؟؟ محمود ليس من هؤلاء الذين يستطيعون اخفاء الامور ، وجدته ليست بالساذجة ، وستعرف ذلك حينما تراه بكل تأكيد . الوقت يمر ضدا .. وامامه نهر شاسع من الالا م ، وا

العبور للضفة الاخرى…. قصة للكاتب حمادي آل حمزة

خاص بالمسابقة العبور إلى الضفة الأخرى1 الفصل الأول: انتقال العدوى خالد واحد من شباب ثمانينات القرن الماضي ، حباه الله بالوسامة والقدّ من بين أقرانه ، رغم بدويته إلا أنه نال قسطا من التعليم في مدرسة البادية القريبة منهم ، أتقن فيها قراءة القرآن والحساب وعملياته ، وتعلّم فيها أيضا مبادئ في اللغة الأجنبية وحاول الغوص في قواعدها لكن انقطاعه عن الدرس حال دون ذلك ، بسبب الانتقال إلى جهات أكثر خصوبة لرعي المواشي ، ولكنه كان يردّد دروسه ، بينما يدير أغنامه في جبال الأطلس لتحظى بأعشابه وكلئه فلا ينسى دروسه وأمسى يغنيها كأغاني الرعاة ، فيسمعها الكثير من أنداده فيسألونه ماهية ترانيمها ولغتها في بعض الأحيان ، فيقول لقد حفظها في مدارس القرية . عاد خالد إلى دشرته بعد سنوات من الهجرة بأغنامه ، فالتقى برفيق زميله في الدراسة الذي واصلها في المدينة وانتقل إلى أوروبا للعمل هناك وحدّثه طويلا عن الحياة هناك وعن البذخ والشوارع والأضواء والسيارات والبنات وحتى الأغنام ، فانبهر خالد لما سمع وراح يسأله في عفوية عن دقائق الأمور بل وفي بعض الأحيان يتحدث إلى رفيق باللغة الأجنبية ويتقنها فقد كان المتفوق عل

العبور الى الضفة الاخرى…. قصة للكاتب حمادي آل حمزة

خاص بالمسابقة العبور إلى الضفة الأخرى 4 الفصل الرابع: شروط الإقامة والحجز. كان النهوض باكرا كالعادة ، وترتيب المحل أصبح عادة عند خالد ، قبض أجرته في آخر الأسبوع واشترى بعض الملابس ومستلزمات اللباس ، وكان اللقاء بروبرت الذي حدّثه عن الإقامة وشروطها ، على خالد الزواج من أهالي راغوزا وقد حتى يكتسب إقامة في المدينة وبالتالي يصبح حرا ولا تطارده الشرطة ، فقبل الأمر ، وجاءه روبرت في اليوم الموالي بامرأة تكبره خمسة عشرة سنة ، ولكنه تفرّس وجهها فرآها عجوزا شمطاء ، تجمعّت تجاعيدها حتى أصبحت أخاديد ، فهاله ما رأى ولكنه قبل الأمر على مضض وفكّر مليا في مصلحته ،وكان شرطها الأول التخلي عن ديانته وقبول ديانتها الكاثوليكية فاهتز ووقف قائما واحمرّت عيناه ، قائلا إلى روبرت: ظننتك تبحث عن مصلحتي التي فيها مصلحتك ولكنك تتعدّى الحدود بهذا المطلب الغريب ، لم لا تتخلى هذه المرأة عن دينها وتدخل معي ديانتي أم أن الأمر عجيب عندكم ، وجمع ملابسه في الحين في حقيبة صغيرة ، وأردف قائلا: سيدي روبرت شكرا لك لكل ما فعلته من أجلي في الأيام الخوالي ، أنا راحل سيدي الوداع . حاول روبرت إقناعه بالعدول عن فكرته ، ولك

تأملات… قصة للكاتب زياد محمد

قصة قصيرة بعنوان تأملات ,,, قلم ,,,, سار بهدوئه الى نهاية شارع قديم , فلمح مقهى عتيق تأكلت صفحات جدرانه . وترك عليه الدهر اثاره بما حوت , من كلمات وحكايات مرت عليها سنين ,  فرأى ركن هادئ منعزل , وكانت تزين جدرانه لوحة سفينة تمخر في بحر , وأريكة قديمة شارفت على نهايتها , جلس وطلب فنجان قهوة . فرحلت به صورة تلك السفينة , ومنظرها الهادي الجميل ,وهي تمخر بين الامواج الهادئة , حينها اطلقت عنان أفكاره بكلمات خطها قلمه الصغير ... رحلة اخذتني وكنت كقبطانها فرحلت ابحث بين طيات حياتي , عن ذكريات , قد تكون عابرة , الى أفلاك بعيدة , في علوها وتحليقها البعيد , لتبقى معلقة , بين الماضي , والحاضر , تبحث عن مرسى , لها لكي تحط عليه , رحالها , لأنها تعبت , من قساوة السنين المتواليات , كانت تسير , بلا هوادة تصارع كل الامواج التي تحيط بها , حتى وطئت , أرض ميناء منعزل , عن الأماكن , البعيدة والقريبة , بقعة تكاد مهجورة , لكنها ساحرة , في رونقها , وجمالها , الذي رسم , بيــــد , تعرف كيف تنسق , المطارح والاماكن , المحاطة , بها من جبال وسهول , لتقول لك , اني هنا , فأقترب مني , وخذ بيدي , الى يدك وضمها , بكل

زينب… قصة للكاتب وليد .ع.العايش

_ زينبْ _ ______ وليد.ع.العايش ارتدت زينب ثوبها الأسود مُبكراً ، حملت بعض الماء وباقة وردٍ كبيرة ، كان أطفالها الثلاثة مازالوا يغطون في نوم عميقٍ هذا الصباح ، بينما تكبيراتُ المُصلّين تخترقُ أشعةَ الشمس الأولى ... صبيّةٌ في مُقتبل العُمر ، سمراء ك تُربةٍ خصبة ، لم تدع الجمالَ يمرُّ من بابها ، أسَرَتْهُ واقتادتهُ إلى حُجرها . منذ سنة أو أقل كانت تعيش في هذا البيت مع زوجها ، لم يكن هناك ما يشي بأمر غير اعتيادي , الحياة تنقلبُ يوماً إثر يوم على حالها , فجأة ودون سابق إنذار خرج الزوج ولم يعد ... انتظرت أياماً عديدة لكن الحال لم يتغير ...: (هذهِ لكِ يا زينب) , دفع لها الرجلُ المُلتحي بورقةٍ مائلةٍ للاصفرار ، وبِظرفٍ فيه مبلغ من المال ، قرأت شهادة وفاة زوجها ، لمْ تكن لِتُصدّقَ عيناها : ( أين زوجي أيّها الرجل ... با لله عليكَ أينَ زوجي ) ، نظر إليها وهو قاطبٌ لحاجبيه ، زمّ شفتيه ، ثُمّ غادرها دونَ أن يُجيبْ . مازالت ذكرى ذلك اليوم تطرقُ رأسها الجميل، سألها أحد أطفالها عن أبيه (كان المدلل  لديه) ... متى سيعود، لماذا اختفى فجأة، أجابته بدمعةٍ باردة , لكنها بقيت على صمتها الذي تجاوز عمر

ذلك الجب… قصة للكاتب عبد الله دناور

ـ ذلك الجب ـ          قصة قصيرة ـــــــــــــ أحبها وأحبته.. كانت في نهاية المرحلة الثانوية وهو في السنة الأولى من دراسته الجامعية.. يسكن في بيتهم بغرفة منفصلة.. يساعدها في دراستها عندما تطلب..كانت سعيدة فقد جاء من يعوضها عن الدروس الخصوصية.. هكذا بدأت الحكاية.. كان مشتت الأفكار.. تمنى لو درس الفرع الذي يحبه غير الذي أجبره عليه مجموعه في البكالوريا لولا علامة واحدة..تجاهل نظرات عينيها ودقات قلبه ليس كرها..لكنه ينظر إلى واقعه ومستقبله .. الواقع مرير.. فقر مدقع والآتي بعيد يحاول رسمه ليصبح منتجا.. كيف يرتبط ولا شيء يملك وبالكاد يؤمن مصاريف دراسته كان هذا الصراع يؤرقه.. قلبها يناديه.. مرت السنة  وما زال في الخطوة الأولى من الطريق الطويل..يزيد حبها وتزيد المصاريف أكثر.. حبها الطاهر العفيف يدعوه ويرى أنها الإنسانة المناسبة.. وأمام سيل المعاناة أسقط في يده.. لم يعد قادرا على الاستمرار بالدراسة في هذه المدينة السياحية.. ولكي ينتهي من هذا الصراع المطبق اختار اسوأ الحلول قرر الهروب. حتى لا تتعلق بأمل ربما لا يتحقق.. قرر الانتقال إلى جامعة قريبة من ضيعته ليوفر ما أمكن.. يوم علمت بالخبر ..بكت

بداية مابعد النهاية… قصة للكاتب سيد عبد المعطي

قصه قصيره بعنوان بداية ما بعد النهايه بقلم سيد عبد المعطي .....صعد الأستاذ صادق إحدي مركبات النقل الجماعي (السوبر جيت) مسافراً من مدينة القاهره الي مدينة أسوان مسقط رأسه فجلس علي أحد المقاعد وأخرج من حقيبة يده مصحفاً وإبتسم قائلاً حقاً مصحفاً في جيبك كنز في قلبك وقال إن هذه الرحله طويله تستغرق أكثر من أثني عشر ساعه سوف أستغل هذه الفرصه وأختم فيها كتاب الله وأخذ يتلوا قراءة سورة الفاتحه ثم بداية سورة البقره وإذ يجلس بجواره احد الشباب حالق راسه حلاقة غريبه مرتدي تي شيرت الوانه غريبه مرسوماً عليه صورة شفاه فتاه فقام الشاب بفتح هاتفه المحمول علي أنغام موسيقه غربيه فنظر اليه الأستاذ صادق وإبتسم إبتسامه هادئه قائلاً له هل أغلقت هذه الموسيقه يا بني فإنها إحدي مفاتيح الشيطان وأعلم يا بني أنّ الدين النصيحه فهل تقبل مني النصيحه فقال له الشاب بالطبع يا عماه فماذا تريد ؟ ...... فقال له الأستاذ صادق يا بني إنّ مسافة رحلتنا طويله فهل إستغرقت هذا الوقت في تلاوة القرءآن فكل حرف من آيات الله بحسنه ويضاعف الله لمن يشاء فإذا بدأت القراءة من الآن سوف تختم كتاب الله في نهاية الرحله وسوف تجني حسنات لا ح

لكنه قد احترق… للكاتب حامد ابو عمرة

صباحيات كاتب لكنه قد احترق..!! بقلمي /حامد ابوعمرة هو شاب لما ضاقت به الحياة ،كما ضاقت شوارع روما بصدر نيرون ووسط الأوضاع الكارثية الكئيبة كآبة أحوال كل بلاد العرب أوطاني، قرر أن يسير على درب الذين قاموا بما يفكر به الآن وما يجول بخياله المشوه عسى أن يجد من يتطلع إليه أحد من المسؤولين فيتعاطف معه  ،وقف في ميدان عام حيث خبأ تحت معطفه الممزق قنينة بلاستيكية معبأة بالبنزين  وعلى مرآى من الناس ووسط الزحام،قام على عجالة بسكب البنزين على جسده النحيل كما يفعل البعض من بؤساء الشعوب المطحونة مهددا بحرق نفسه ، لكن العجب كل العجب أن أحد المارة دنا منه ، و كان يحمل بقايا بنزين بصفيحة معدنية سكبها على ذاك الشاب ، واشعل به النار ،وسط ذهول الجميع والذين قاموا بإلقاء القبض على الجاني ،والذي تبين أنه مختل عقليا.

خواطر… للكاتب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٥٢ ) العلل النفسية تصاحب الصغير وتبدأ معه حتى يكبر عليها ... وإن لم نلتفت نحن إليها فستكون وبالا على حاملها في كبره إذا لم تذهب بها التربية الراشدة الواعية ... ولننظر الى رجل كأبي سفيان - رضي الله عنه- كان قائد مكة وزعيمها المقدم قبل إسلامه ... وكان رجلا يحب الفخر وإن أي إشارة له من قريب أو بعيد لجديرة أن تؤثر في حكمه ... وقد قرأ العباس رضي الله عنه ذلك واقترح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطمئنه على مكانته وعلو شأنه . واستجاب النبي لعمه فقال : [ من دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن قعد في بيته فهو آمن ] واستراح أبو سفيان لذلك ومهد مكة للتسليم يوم فتح مكة دون حرب . وما يجب أن يقال الآن ... أن طبائع بعض الناس قد تحول الدين كله عن وجهته إلى الجهة التي يرونها هم ، فبدل أن تهدي الى الحق إذا هي حائط سد منيع لإقناع الناس وهدايتهم . وهذه العلل جعلت بعض المرضى تفسد الفطرة السليمة وتصطاد أي منفعة فقط لمصلحتها الخاصة . { إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله } المطلوب ... أن تتجاوز

حوارات…. مجموعة قصصية لبركات ساير العنزي

بركات الساير العنزي من مجموعتي القصصية الثالثة  (حوارات) الحلقة الثانية قالت له اريد اسمك كاملا وعنوانك،حتى يسأل عنك أبي.السؤال حلال في الشرع، قال لها :    أنا من الفيوم منطقة ابشواي في مركز يوسف الصديق ، قريب من بحيرة قارون.وأعطيك رقم هاتف اخي هناك.عائلتنا معروفة ،اسألي عن عائلة حلوم متولي. قالت نعم..أبي سيسأل معارفه هناك.قال لها أريد أن أسأل عنك أعطيني عنوانك.                                                                              - أنا منال عبد العزيز طنطاوي والدي  مستشار في محاكم المنصورة.حي الجامعة ،قرب مجمع حمام السباحات قال حسنا،وخرجت من الشات.قال في نفسه يآإلهي حتى كلمة حلوة لم تتكلم.تظهر نفسها لي ثقيلة..ولكن سأتعرف عليها وأخطبها..راحت تفكر فيه.                    -قالت شكله جميل.ومهندس ويعمل في السعودية..أكيد حالته جيدة.سوف يتعرف عليه ابي .معارفه في القضاء كثيرون.سيتعرف على تفاصيل عائلته.ولكن كيف أوصل الرسالة لأبي.   هو لم يسألني يوما عن الفيس بوك.ولم يحاول أن يتدخل في خصوصيتي.والله إني خجلة من آبي،سوف أسارر أمي وهي تهيء الموضوع ، المشكلة في أخوتي سيقولون تتكلمين

حكايات طائشة… كلمات الكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة الحكاية (١٥) :- لاح له المحراث كالسيف وهو يقطع رؤوس الكلمات ويمزج دم القلب بالرماد .. عينا تدمعان أمن الحزن ؟ أمن الغضب ؟ أمن الدخان الذي يحمل معه عصارة الروح والعقل ..؟ النيران تأكل كل شئ.. وعلى القرب منه تقف والدته مندهشة تماما : — امجنون انت ..؟ لماذا تفعل ذلك ..؟؟ كيف تفهم بأنه مرجل يغلي .. ؟ ولو لم يفعل ذلك لجن فعلا — فارساكنت ( موجها كلامه لامه ) ثم تابع : — لم يأسروني ولكنهم اسروا جوادي ... ومنذ ذلك اليوم هجر القراءة والكتابة .. وارتضى بان يهوي بدون اطلاقة رصاصة واحدة عندما تهدأ الارواح ويلقي النعاس بثقله فوق الجفون المتعبة يرى عائلته فوق السطح ممددة كالاضاحي هنا .. وهناك .. حينها يحس بالحرية والانفلات ، فيلعب مع النجوم ، يحاصرهابدوائر دخان سجائره مرة ومرة يغلق عليها بؤبؤ العين . وكثيرا ما يقلق عندما لايجد احدى نجماته في مكانها ، وانها تحركت دون ان يدري .. وتراوده احيانا فكرة لكتابة قصة او قصيدة تجبر له خاطره ، ولكن قبل اعلان الولادة  : — بابا .. بابا .. ماء فتخر الفكرة كأنها نجم ساقط .. ثم يضيع كل شئ . — الا تعود ..؟؟ حاول مرة .. ان يعود ، هرول الى ح

لم يكن حب…. قصة للأديب زياد محمد

قصة  قصيرة . بعنوان لم يكن حب .. لكنها كلمات أقرب الى واقع الحياة .. كانت حياته فارغة من كل إثارات الحياة ، كان إنسانا صادقا مع نفسه ، ومع الغير  بكل تعامله ، لايقبل الخديعة ولا إستغلال المحيطين به ، من قريب أو من بعيد . كان يحاول أن يكون إنسان مستقيم ، لأنه يعلم بأن هناك رقيب لا يخفى عليه خافية ،  يمضي يومه كبيقة الأيام  بكل هدوء ورزانة ، كانت أموره المادية متوسطة أو فوق ذلك ، شأت الأقدار أن تلفت إنتباهه فتاة ، جميلة جدا وعرف أنها على خلق , فعلم أنها كانت تلاحقه ، في البداية لم يعر لها أهمية ، لأنه كان هذا نهجه مع الكثيرات ممن حاولن إشغاله ، لكن إصرار تلك الفتاة وإلحاحها ، جعلته يذعن لرغبتها بالتفاعل معها ، فكان حديث مسترسل ولقائات يومية  ، فأعترفت له أنها تحبه ، لكنه حاول أن يتجنبها ،  فهو يعرف وضعه جيدا ، ويعرف أن قلبه النقي إن أحب ، إما سعادة أو إنهيار ، وكم وكم إرتعب من ذلك الإنهيار . فأبلغها بأنه لا يستطيع حبها ، فهي ميسورة وهو متوسط الحال ، وأن هناك فرق كبير بينهما ، لكنها كانت دائما تقول له الكلمة ، التي تقولها كل فتاة ميسورة عندما (( تحب ))  بأنه ليس مهم لديها موضوع المال

خواطر…. مقالة للأديب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٤٩ ) ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه إذا كان الله عندما يحازينا يترك لنا فلتات الطباع أو زلات الاقدام طالما نحن لا نصر على فعلها قاصدين ... فإنه جميل من الناس أن نعاشر بعضنا بعضا بمثل هذه القاعدة الأخلاقية الجميلة . فإذا ضقت لغلطة من إمراتك فتذكر كم لها من صواب ومزايا فذلك أحكم وابقى لعلاقتك معها . إذا حزنت لشيء بدى منها فانظر إلى مساراتها .. كم أسعدتك ؟ وكم ضحكت لك لتضحكك ؟ فلا تعصف بك التوافه .. وتفقدك رشدك .. وتقوض بيتك وتهدمه .. ثم تنضم لفريق الحيارى المحسورين في همومهم . إن الصغائر في الحياة الزوجية جديرة أن تشل عقول الازواج والزوجات ، وتسبب نصف أوجاع القلب التي يعانيها العالم . وما أروع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ لا يفرك - أي لا يكره - مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضي منها آخر ] إنه رسول الله ... سليمان النادي ٢٠١٩/٩/٧

عمى ألوان….. قصة للأديب أكثم جهاد

(قصة قصيرة_ق.ق.) عمى ألوان ارتدى بدلته الأنيقة، بدا كرجل أعمال حقيقي...جاءت إليه لتودّعه وعلامات الأسى ظاهرة على وجهها. خاطبها قائلاً: _أما زلت غاضبة منّي؟...أنت لا تعلمين خطورة الموقف بعد، كيف لي أن أشتري لكِ بيتاً في بلدك؟ وهناك الأحداث الدّامية ما تزال في أوجها، والوضع غير مستتبّ بعد. قالت: _ولكن أريد أن أكون قريبة من أهلي بامتلاكي ذاك البيت. قال: _عزيزتي أنا لم أحرمك من الذّهاب إلى أهلك كلّما اشتقت لهم، فلمَ المجازفة بشراء ذلك البيت؟...عزيزتي كلّ ما أملكه هو لك وفي القريب العاجل سيرزقنا الله بأبناء يملؤون عليك حياتك...في نهاية الأمر كلّ ما أملكه هو لك ولأبنائنا من بعد. قالت: _حسناً، رافقتك السّلامة. قال: _لا عليك في رحلتي هذه بعد ان أنهي أعمالي سوف أمرّ على أهلك وأبلغهم تحياتك، وأعدك في المرّة القادمة سوف أصحبك معي لزيارة أهلك ونقضي هناك إجازة طويلة عندهم. استودعها ثمّ مضى مسرعاً نحو المطار لكي يلحق موعد الطائرة المغادرة. وصل بلد زوجته، اتجّه نحو الفندق الّذي سوف يبيت فيه لحين الانتهاء من أعماله. في اليوم الأخير له حجز للعودة إلى وطنه في اليوم التّالي، لكنّه تذكّر أ