صدفة....رجاء المولوي

 صدفة  !!

اجتمعنا  معا في  رحلة 

كان ينظر لي خلسة 

 وأنا جالسة  في المطعم 

المطل على البحر 

كلما التقت  نظراتنا  معا 

يدير وجهه إلى البحر 

،،،،،،،،،،،،،

شيء غريب كان يشدني إليه

لست أدري ؟ 

هل وسامته جذبتي ؟ 

أم أن نظراته  التي كانت توحي

لي أن في أعماقه

  أسرار وأسرار 

،،،،،،،،،،،،

فاجأني  حينما اقترب مني 

وسألني 

نحن في الرحلة معا 

ولكن من أين أنت ؟ 

نظرت إليه بفضول واستغراب 

ولكني أجبته بكل شموخ 

أنا من دمشق بلد الياسمين 

سألني دون خجل 

اتهوين أحدا ؟؟ 

قلت له نعم  أهوى وابتسمت 

قال لي هل هو حبيب ؟ 

أجبته نعم  حبيبي هذا البحر

هو الوحيد الذي أبثه  أسراري 

تجرأت  وقلت له 

وأنت  من أين ؟ 

أراك  وبكل صراحة 

تنظر  إلي وكأنك  في بحور 

العشق الأزلية 

تحاول  قراءتي  في سرج 

خيول قلبي 

رغم كل تشوهات  الواقع 

،،،،،،،،،،،،،، 

لا أدري 

أحيانا نرى أننا بحاجة  إلى 

أشخاص نحتاجهم  عقليا 

وأحيانا  نحتاج لأشخاص 

نشعر بأن قلوبنا هي  التي 

تحتاجهم لأننا ببساطة 

نصبح بدونهم  بلا غياب 

،،،،،،،،،،،،،،،

في  اليوم الثاني 

اجتمعت معه في نفس المكان 

على البحر  ولكن   كانت معه 

شابة جميلة جدا 

قلت في نفسي لعلها  خطيبته

ولكن فضولي جعلني  أتأملهما

كانا ينظران  إلى البحر 

دون حديث  بينهما 

كل منهما  ربما كان يتكلم 

مع البحر  يحدثه عن أسراره 

،،،،،،،،،،،،،،،،،

لحظات  واقتربت  الشابة 

من طاولتي  وسألتني 

إن سمحت لها  بالجلوس 

ابتسمت وقلت لها 

هلا ياجميلة الجميلات 

قالت  لي أنا شقيقة  خالد 

شعرت بأن قلبي اطمأن 

وحدثت نفسي  إذن ليست 

خطيبته  

حدثتني عن نفسها 

أنها تعيش في ( كندة ) 

مع زوجها  الدكتور 

وأنها حاملة شهادة  الصيدلة 

وأنها جاءت  لزيارة  والديها 

وأخيها الوحيد  حدثتني عنه 

وأنه  فقد زوجته  وابنه الوحيد 

في حادث  سيارة  منذ عام 

وهي ترغب أن تزوجه 

قبل سفرها 

قالت  لي 

مدام ( رجاء ) 

حدثيني عن نفسك 

ضحكت  وقلت لها 

أنا من امتلأ  قلبي  ألما 

وما عاد للقلب متسع  لأي 

مكان لآخر 

أنا بقيت كوردة في كتاب 

مهجور  وضع على رف مملوء 

بالأتربة 

أشبه نفسي ياجميلتي 

كقطعة أثرية  مدفونة  منذ 

آلاف  السنين 

أجابتني  لا ،،، لا تتحدثي هكذا 

بصراحة  أخي معجب بك 

منذ أن رآك  وشعر نحوك 

بشعور غريب 

وقال لي !

هي التي أبحث عنها 

فأجبتها  !

آسفة  ياجميلتي 

سأكون  أنا وهو 

كالهواء والسحاب 

كلانا  عاشا الفقد  والحرمان 

فمهما حاول  أن يحرك 

كياني  ومشاعري 

فلن يزهر قلبي  من جديد 

ولن يستطيع  أن يمطر  على قلبي  الميت  حبه وحنينه 

واعتذرت  مني  وذهبت 

ولم يعد  يأتي إلى نفس المكان

رغم أنه موجود معي في هذه

الرحلة 

،،،،،،،،،،،،،،

كنت عندما أجلس   أمام البحر 

أنادي عليه في صمتي 

فيجيبني قلبي 

وأدركت أن قلبي أحبه 

،،،،،،،،،،،،،،،،

بحثت عن ذاتي  من حولي 

فوجدته في وجداني 

وظللت حائرة  في أمري 

إلى أن قررت أن أذهب إليه 

في حديث معه 

بعدها  محوت عني خارطة طريقه  ولكن  إلا طريق قلبي

،،،،،،،،،،،،،،،،

تلك  كانت  البداية بيننا 

وانتهت  رحلتنا  

وذهب كل منا  في طريقه 

،،،،،،،،،،،،،،

يتغير  كل شيء  بموقف واحد 

وربما بكلمة أيضا 

حينها  لاشيء يبقى كما  كان !!


من مذكراتي 

رجاء المولوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حديث الثريا....خالد احباروش

حذاري من هذه الشخصية.... للا ايمان الشباني

انا مسافر... محمد حمريط