المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٩

ولذلك ستبقى… مقالة للكاتب حامد ابو عمرة

مسائيات كاتب ولذلك ستبقى ...! بقلمي / حامد ابوعمرة أجمل ما في الحياة أن نضمد جراح ، وأوجاع الأخرين رغم أوجاعنا وويلاتنا ، وأروع البشر هم الذين رغم كآبتهم إلا أنهم يرسمون البسمة فوق شفاه البائسين ، أولئك الذين ينثرون عبق الزهور بكل مكان ، فما استنشق شذاهم ،إلا وقد دبت فيهم الروح من جديد هي لوحة حب خالدة لا يمكن أن يصيبها ما أصاب عنتر وعبلة ولا وروميو وجولييت أوجميل وبثينة ، لأنها برأيي لوحة حب لم تنقش إطاراتها المزركشة في العراء أو في كنف الظلام ..ولأنها لوحة تحت قبة الغطاء الشرعي للحب حتما ستبقى لطالما في الأجساد نبض وأما الذين يفتشون عن الحب خارج تلك اللوحة فحالهم كالظمآن في صحراء قحلة يلهث وراء السراب بعدما أغواهم الشيطان ...!

شباب الثورات… مقالة للاديب وصفي المشهراوي

( سمعنا في السنوات الأخيرة أوصافاً عن الشباب المسلم أثناء الثورات بأنهم ظلاميون وغربان الظلام . في الحقيقة هذا الوصف غير دقيق . قد نصف البعض منهم بالمخطئين أو بالمغرر بهم . هذا الوصف يجوز أن يُطلق تجاههم من قِبل علماء مسلمين ثقة وعدول . وليس من قبل دولة ظلمتهم واقتاتت على دمائهم . لأن المؤمنين بشكل قاطع قد أخرجهم ربهم من الظلمات إلى النور بمعنى أننا يجوز تسميتهم بالنورانيين . أما أن يُطلق وصفُ الظلام عليهم ممن أخرجهم الله من النور إلى الظلمات والذين من الجائز أن نصفهم أصحاب الظلام . فهذا لعمري في القياس شنيع . اللهم إهْدِ قومي فإنهم لا يعلمون . لكن في حكم المؤكد سوف يعلمون حين يرون العذاب ( يقولون ربنا أخرجنا منها فإنا ظالمون .)

الحكاية رقم 29… للكاتب صباح خلف عباس

الحكاية رقم ( ٢٩) الى / ابي : عفوا لقد قتلناك مبكرا تجاوزت الستين سنيني .. الذكريات والمشاعرالمرتبطة بأبي لا تزال باقية مطبوعة على جمجمتي .. وها انااليوم استدعي تلك الذكريات التي انقضت منذ زمن طويل . الوالد ( رحمه الله) ارتحل الى السماء بسفرة مجيدة قبل هذا العمر بكثير كانت حياته صعبة جدا ونحن( اولاده) زدناها صعوبة والما .. كان لايكل ولايمل من البحث والكد ليسدافواهنا المفتوحة دوما . كنت واخوتي الكثيرون لانستشعر بألمه ولا نتحسسه وهو يذوب كالجليد ، وكانت هذه احدى حكاياته : كنت في السابعة من العمر .. داهمني مرض كاد ان ينهي حياتي مبكرا .. يغمى علي بين الفينة والاخرى .. وحرارتي مشتلعة كجهنم .. كل هذا يجري تحت انظار الرجل الذي يسمى ( خلف) وهو ابي رجل لاحول ولاقوة له .. يحاول المستحيل لانقاذ حياتي من موت واقف يترقب في الدهليز امامي .. الفقر ثوب تسربل به والدنا بأجحاف .. فكانت ( الكمادات) وتلك الخرق المبللة بالماء وسيلته الوحيدة لأطفاء النار المشتعلة في جسدي .. واحيانا اشعر بدموعه وهي تقطر على وجهي.. — (صباح) ابق معي .. لاترحل ارجوك .. ماذا افعل بني ؟؟ وانا يوم بعد يوم احس بأروحي وجسد

المرأة الحياة… للأديب جرجس لفلوف

المرأة الحياة .... الحيآة معجزه الكون ليس لأحد الحق في رفضها أو قبولها  وليس لأحد دور في أن يولد  ذكرا أو أنثى وما علبنا إاًلا  محاولة فهم الحياة واكتشاف أسرارها  إن روح العالم أنثى والنساء كالكلام فكم من الكلام ما أنار الطريق وكم منه ما أطفأ النور فيه ومن أظلم عقله فقد رؤية الطريق إذا كانت الحياة مسرحية فالمرأة هي البطل فيها وان كانت هناك حقيقة فهي كلمة الحق فيها لو لم تكن لم يكن للبشر وجود  وبدونها لم يتمكن الإنسان من الاستمرار والإكثار والإعمار  هي الزوجة الأولى والأم الأولى والابنة الأولى والأخت الأولى    إذا غاب القمر واختبات النجوم في عب الضباب  علينا أن ننتظر  النور من نجمة الصبح والدفئ من الشمس  المرأة هي الحياة والحيآة جميلة طيبة كالخبز الطيب  المرأة والرجل واحد كما هي الروح والجسد واحد  فليكن عقلنا شعلة نار تجفف دموعنا وشعاع نور يضيء طريقنا وليكن الحب هدفنا لأن الحب اكسير الحياة ومن يملك طاقة الحب في ذاته لا يخاف الحياة  المحبة امرأة ومن ملا قلبه الحب والأمل فهو من أبناء الحياة جرجس لفلوف سورية

ليلة عاصفة… قصة للكاتبة امال قزل

ليلة عاصفة/قصة قصيرة ********** كان الطقس شتاءً حينما غضبت السماء وبكت على الأغصان ورقاء وتحول الغيم أسوداً حينها هرولت الشمس لتختبئ وراء الأفق ليصبح الجو قاتما  مخيفاً ما جعل قلبي يرتجف  خاصة حين صوت هزيم الرعد الذي تلاه البرق، كان  وميضه يخترق زجاج الغرفة  وبدأ المطر يهطل بغزارة  مما جعل الشارع المقابل لبيتي  يخلو من المارة في ثواني حتى التيار الكهربائي قطع وبدت البلدة كأنها مدينة اشباح،  في تلك الليلة لم يتوقف صوت المطر وكانت تصاحبه رياح شديدة الهبوب تبدو كأعصار قادم من حيث المجهول ليعطي قصاصاً للبشر الذين تمردوا على تعاليم الله، لم أنم تلك الليلة ولم تترك لي الطبيعة مساحة لأغمض عيني التي تأبى النوم  في جوٍ مرعب كهذا،كنت أنصتُ للصوت في الخارج وأنا متلحفة غطاءً سميكاً من الصوف ورغم ذلك أرتجف من البرد ،لا زلت أذكر حينما قطع حبل خوفي صوت قطة تموء بدا لي صوتها وكأنه صوت طفل صغير تركته أمه ورحلت كان قلبي يتقطع شفقة على هذا المخلوق الذي كان يستجدي ويتوسل لأنقاذه من تحت وابل الأمطار الشديده لم أستطع أن أمكث في فراشي  أكثر فأنتفضت ونسيت الخوف من الظلام ومن صوت غزارة الأمطار والرياح  الهو

الارق… مقالة للدكتور حيدر

السلام عليكم:: الأرق:: Insomnia اضطرابات النوم أو الأرق تشمل صعوبة النوم والنوم المتواصل لساعات طويلة. وهي واحدة من المشاكل الطبية الأكثر شيوعا. الذين يعانون من الأرق، يستيقظون من النوم ويبقون غير نشطين وغير مرتاحين، الأمر الذي يؤثر على أدائهم خلال اليوم. الأرق لا يضر بمستوى الطاقة وبالمزاج فقط، ولكنه يضر أيضا بالصحة، بجودة الأداء في العمل وبجودة الحياة. كل شخص يحتاج إلى عدد مختلف من ساعات النوم. الكبار يحتاجون، غالبا، إلى سبع – ثماني ساعات من النوم كل ليلة. أكثر من ثُلث البالغين يعانون من الأرق في فترة معينة، 10- 15 بالمائة يشكون من اضطرابات النوم طويلة المدى (المزمنة). كما ونجد مشاكل النوم عند الاطفال شائعة جداً! على أية حال، لا داعي للمعاناة ليالي طويلة من مشكلة الأرق وتبعاتها. ذلك إن تغييرا بسيطا في العادات اليومية قد يحل مشكلة الأرق ويعيد الراحة الضرورية. أعراض الأرق تشمل أعراض الأرق ما يلي: صعوبة الخلود إلى النوم في الليل الاستيقاظ أثناء الليل الاستيقاظ باكرا الشعور بعدم الراحة الكافية بعد النوم في الليل التعب أو النعاس خلال النهار العصبية، الاكتئاب أو ال

أسباب قتل الحب… مقالة للاديب عز الدين ابو صفية

أسباب قتل الحب قبل وبعد الزواج  ::: كثيراً ما يتوج الحب النابع من أحاسيس صادقة يتوج بالزواج، ويستمر هذا الزواج لعدة عقود وقد يمتد إلى مدى الحياة وذلك إذا لم تُعكر  صفوه أزمات ومطبات الحياة أو المشاكل الصعبة التي ينتج عنها الكراهية والحقد وصعوبة استمراره، فهنا ينتهي الزواج بالإنفصال أو الطلاق الذي يكون ضحيته البنيان الأسري نفسه والأبناء . وينسحب ذلك على باقي الزيجات التي لا يكون أساسها الحب بل يرتبط الزوجان نتيجة عوامل أخرى وهي الرغبة في تكوين أسرة فيبحث الزوج عن زوجة مناسبة له ولتفكيره وبيئته وظروف حياته الإجتماعية والنفسية والفكرية والإقتصادية، وإن قَصَدَ الزواج خارج تلك الشريحة الإجتماع فسينهار الزواج خلال أشهر أو خلال سنوات قليلة لاسيما وأن الفارق الطبقي والمعيشي يتفوق عند أحد الزوجين عن الآخر . وينطبق ذلك على زواج المصلحة ، من جهة حاجة الزوج لزوجةٍ عاملة لتوفر له مصدر دخل أو لتتعاون معه في بناء الأسرة وتربية الأبناء، فإن زواجاً كهذا إن سكنه التفاهم والقناعة فقد يعم الاحترام والمحبة بين الزوجين فيستمر الزواج ، ولكن إذا ما كان الهدف من الزواج الفائدة المادية التي يسعى لتحقيقها أ

الكتابة… مقالة للاديب ابو عمر

الكتابة عشق دائم         بقلمي أبو عمر لاشك ان البعدعما يحب الانسان مرير على النفس البشرية، ومن الصعب تقبله، ومما اعانى منه كثيرا البعد عن هوايتى المفضلة ،ألاوهى الكتابة، فأحيانا أكتب كل يوم، واحيانا تمر الشهور دون ان اكتب سطرا واحدا ، فالكتابة هى حالة خاصة بين الكاتب وأدواته، ولا أنكر أننى فى حنين دائم للكتابة، والعودة إلى القلم، فبمجرد ان امسك بقلمى أشعر ان الأفكار تتداعى بين يدى ،لأعبر عنها من خلال السطور ،فالكتابةهى الصديق الذى أشكو إليه همى، وأطلب منه العون والمساعدة، وهى عكازى فى الشدائد،عن طريقها أفرغ ما اعانيه من آلام، فهى لا تصدنى ولا تردنى يوما ما، لم تغلق أبوابها فى وجهى أبداً ،تشعرنى دائما بأنني ضيفا غير ممل ،تقابلنى ببشاشة دون عبوس، تقدم لى أسمى آيات الكرم لم تكن بخيلة يوما ما ،وهاهو قلمى دائما ينادينى قائلا… . لا تبعد عن بيتك،. فبيتك هو الكتابة، وحجراته الورق والقلم، واستحلفك بالله ألا تهجرنا ،فنحن نفرح لقدومك، فأنت المسؤول عنا ،فلا تحرمنا رؤياك ابدا، ونحن معك ولن نخذلك يوما ما، فسر على بركة الله، واصنع منا صفحات جميلة مضيئه على مر الزمن ،اصنع منا حروفا وكلمات وجملا ر

حوار الطرشان 4… للكاتب بركات الساير العنزي

أبو مروان العنزي / بركات الساير العنزي من مجموعتي الثانية ( حوار الطرشان ) ط- دار النوارس للنشر -القاهرة ، مصر حوار الطرشان  ( 4  ) الكويت : الأحد 7/11/2004 ..... أقام الزوجان حفلا كبيرا بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على زواجهما ونجاح ليث ابن حلا . حيث تعهدت لواحظ بحفلة خاصة إذا ما نجح في الشهادة الإعدادية بمجموع مشرف . حضر الحفل الأصدقاء والأهل والأخوان وجميع صديقات لواحظ ، وقد أصرت عليهن بإحضار أولادهن لأنها تحب أولاد صديقاتها وتسأل عنهم باستمرار .. كان حفلا رائعا ..  لقد تجدد زفاف لواحظ .. لم ينس الجميع يوم زفافها .. و لن يتكرر ذلك اليوم في حياتهن حتى في زواجهن . لا حظ الجميع تغيرا في صحة لواحظ إنها تتعب بسرعة ، ويميل وجهها للاصفرار، فقد بدت شاحبة  نحيفة،، وأخذت تفقد بريقها الجذاب .. حرصت الصديقات على الإطراء والثناء كي لا يجرحن مشاعر صديقتهن ، ولكنهن تهامسن فيما بينهن وقد أصابهن القلق . وأوعزن الأمر إلى ظروفها الخاصة بها  من ناحية الإنجاب لا حظ نادر خمول زوجته ، وتغير في نفسيتها وقد نبهته حلا ، حيث قلقت على وضع صديقتها ، إذ كانت توصي أخاها كثيرا بها وتطلب منه حسن معاملتها  .

حوار الطرشان2… رواية للكاتب بركات الساير العنزي

الكاتب الأديب القاص : أبو مروان العنزي / بركات الساير العنزي من مجموعتي القصصية الثانية ( حوار الطرشان ) حوار الطرشان ج 2----الكويت : الأحد 7/11/2004 فقاطعتها لواحظ : - غيري الحديث الآن ، وتكلمي في موضوع آخر .. لم أسمع كل كلامك .. لقد شرد فكري بعيدا . هل سمعت آخر نكتة : يقولون أن ثلاثة شباب من حماة يضربون شابا من مدينة حمص وهو يضحك ، قالوا له : لماذا تضحك وقد أوجعناك من الضرب ؟ قال : أعرف أنكم من الكاميرا الخفية .. ضحكت الصبيتان وقد سمع ضحكتهما الهستيرية كل من في الشارع . قالت حلا نعم أنا أكلمك في موضوع وأنت تتحدثين في اتجاه ، لا تريدين أن تسمعي كلامي ، حديثنا مثل حديث الطرشان . ....تكرر اللقاء بين الصديقات في نفس المكان في كفتيريا الجامعة ، وقد طلبت حلا من أخيها نادر الحضور بعد الموعد بساعة ..كانت حلا تجلس بالقرب من لواحظ وفي المقابل جلست ضحى وميثا وشخص جديد أثار انتباه حلا فقالت : عرفينا على الأخ ياميثا ، ضحكت ميثا وقالت هذا خطيب ضحى ، وعلى ضحى أن تعرفك عليه ، رد الرجل بسرعة وقال : هايل مجد الدين سعد ،، سنة أخيرة من كلية العلوم سأ تخرج بعون الله في نهاية الفصل الثاني . - أه يا

بساط الجن…. قصة للاديبة اركان القيسي

بساط الجن..... اعتاد حمدان في كل يوم و مع صياح الديكة أن يستيقظ من نومه مبكرا ، يتناول إفطاره على عجالة ، ثم ينطلق بقطيع غنمه للرعي وهو يمتطي ظهر حماره تغمره الفرحة قاصدا سفح الجبل المعشوشب ، يقضي نهارا مفعما بالحيوية بين الأغنام وصوته ينفجر بينها بأنغام مختلفة ، لا يعود للبيت إلا مع حلول المساء ، و بأعدادها يغص الطريق ، تتلقاها زوجته بسرور  وهي مصدر رزقهم ، تدر عليهم حليبا طازجا ولحما شهيا و مالا وفيرا ، وفي أحد الأيام رجعت الأغنام مساء برفقة الحمار ومن دون صاحبها تعجبت الزوجة !!! لطمت وجهها وخرجت للسؤال عنه استغاثت  بالجيران  للبحث عنه ولكن بلا فائدة...مرت ليلة ثقيلة  على المرأة أثقل من جبل أحد.. ذهبوا في اليوم التالي للبحث في كل مكان ولكن لم ينفع ذلك ،ومضت الأيام والشهور والرجل مازال أمره غامضا  ولم تحصل على خبر يرويها  ، قطعت الأمل أخذت ترعى الأغنام بنفسها على سفح ذلك الجبل ، تتذكر زوجها و أملا بأن يصلها خيط  من خبر   ، وبعد مرور خمس سنوات وهي في الرعي يغلبها النعاس فتنام ، رأت حلماغريبا . فهناك رجل يرتدي البياض يقبل نحوها يتعكز على عصا غير واضح المعالم ، خافت كثيرا وهي وحيدة ب

وسرقت عمري سماح ج 5… للكاتب بركات الساير العنزي

أبو مروان العنزي _ بركات الساير من مجموعتي الثانية  ( حوار الطرشان ) الناشر : ذار النوارس للطباعة والنشر- القاهرة وسرقت عمري سماح ج5 -ميساء أريد أن أكلمك في موضوع خاص . - تفضل أستاذ عبدو - المكان غير مناسب، ما رأيك لو خرجنا إلى مطعم في مكان جميل - أنا أفضل مكان العمل . - حسنا ، ما رأيك بالزواج ؟ - سنة الحياة ، يكمل فيه الإنسان نصفه الآخر . - هل توافقين على الزواج مني ؟ -شعرت بهزة في جسمها لقد صدقت توقعاتها . ارتبكت في إجابتها ، ابتسمت ثم قالت : الأمر عند أهلي ، يمكنك أن تطلبني منهم . - أأفهم من ذلك أنك موافقة ولا تمتنعين ؟ - أنت أمنية كل فتاة يا أستاذ عبدو . - لا أريد كلمة أستاذ , عبدو فقط . لكن حددي الموعد لمقابلة الوالدة والأخوة . كاد يطير من فرحه ، شعر بنشوة غريبة ، ستتحقق أمنياته هذه المرة، هذه سماح تعود إليه لن تفلت منه هذه المرة ، الطير لن يطير منه سيمسك بجناحيه ويمنعه من الطيران . ستعوضه ميساء عن كل سنين عمره الضائعة . خرجت ميساء من المكتب تكاد تطير من فرحتها ، كانت مسرعة في مشيها يلفحها الهواء الشديد ولكنها لا تحس به ، أحست أن الدنيا لا تتسع لفرحتها، ستزف لأ

وسرقت عمري سماح… للكاتب بركات الساير العنزي

أبو مروان العنزي - بركات الساير العنزي مجموعتي القصصية حوار الطرشان وسرقت عمري سماح ج4 - هل أنت متزوجة ياميساء ؟ . - لا ، يا أستاذ عبدو أظن أن قطار الزواج قد فاتني . وابتسمت ابتسامة مكراء. خجل عبدو ورد على ابتسامتها بهز رأسه . تعجبت ميساء من سؤاله وقالت : يا إلهي ، أيحبني الرجل ؟ وماذا وجد عندي غير الفقر والحالة البائسة ؟ حافظي على نفسك أيتها البنت ، ولا توقعي الرجل في حبالك . ثم تساءلت : ولكن لماذا لم يتزوج ؟ هناك سر يقف وراء تأخره عن الزواج . وهو لا يكره النساء كما فهمت . إنه لطيف معي . لهذا حرصت ميساء على عدم التزين والتبرج في عملها ، فهي كما جاءت أول مرة لم تغير من أحوالها. كأنها تريد أن تقول للرجال : هذا القلب لا يحب ، ولا يعشق . كانت لا تريد أن توقع أحدا في حبالها . ولكن هذا ما زاد من إعجاب عبدو بها ،واحترامه لها . انتبهت لصوت عبدو وهو يكلمها : - أين أنت يا ميساء ؟ أين شردت ؟ أكلمك ولا تردين . على كل لا تفكري بشيء، وعندما تشعرين بالحاجة اطلبيني أكن عند حسن ظنك . شكرته ، وامتنت له ، وسبحت في بحر من الخجل ، ثم دوى الصمت بينهما وأردف عبدو : أريد أن أقول لك كلاما ، إذا سم

من ينقذ إنسان… مقال للاديب عادل عبد الرازق

مقال ( من ينقذ اإنسان ؟!!! ) ********************** بقلمي / عادل عبد الرازق ---------------------- أحياناً يشعر الإنسان أن مشاعره قد داستها خطى الحياة الثقيلة والزمان العنيف وسط زحام وضوضاء الحياة ، يشعر أنه قد صار قزماً ضئيلاً مثلما يقول الشاعر : ( أنا امرؤ نحول جسدي .. لولا محادثتي إياك لم ترني ) ، يشعر الإنسان أنه أصبح يسير في مفترق طرق، وسط سرابات المدن يسير .. يتوه .. أقدامه حائرة .. عيناه تائهتان .. الأرض من تحت أقدامه تهتز .. الأصوات ضائعة .. الأصداء تائهة .. ويظل يحيا الإنسان المآساة ..وتظل قوانين ” داروين ” في النشوء والإرتقاء والتطور .. وتظل تلك الجملة السرمدية الأبدية معلقة فوق لافتة عريضة … ” البقاء للأقوى “. وتمر الأيام ، والشهور ، والسنون ، أعواماً تلو أعوام ، والطرح العام للقضية الحياتية كما هو ، الأمل المجروح يجرح كل يوم ، العذابات الدائرية تختوي الأنفاس المتحشرجة اليائسة البائسة ، إجبارية العدم تطيح بالأحلام الوردية الدنياوية ، ينزلق على محاور سفلى ،يغوص للأسفل وفي الأسفل ، يبحث عن هوية .. في زمن اللاهوية ، بطاقة تحقيق الشخصية مسروقة .. أو مفقودة .. ليس يدري ؟!،

اصدقاء الطفولة… مقالة للأديب بكيل معمر الشميري

أصدقاء الطفولة... أصدقاء الطفولة لا يمكن أن ننساهم مهما طال الأمد ودارت الأيام.... وإذا جلست مع نفسك وحاولت أن تتذكر أسماء أصدقاء الدراسة على سبيل المثال، فإنك وبلا شك ستستطيع أن تستحضر أسماء أصدقاء الطفولة والمرحلة الأولى من التعليم بسهولة وبأضعاف مضاعفة مقارنة بأسماء أصدقائك في الجامعة، والسبب بسيط.. وهو أن الذهن يكون في مراحل الطفولة صافيا ونقياً، وأن الصداقة لا تحمل أي صفة من صفات المصلحة بل هي كمرحلتها صافية وبلا شوائب أو عوالق، والذاكرة قادرة على الاستيعاب والتركيز الذي لا تمحوه السنون.. وبعد ذلك تبدأ  الذاكرة في الاستيعاب بدرجة أقل  نظراً لكثرة ما يتم تسجيله فيها من أحداث. والشيء المثير حقاً والجدير بالذكر أن صداقات الطفولة تصبح أقوى الصداقات إذا استمرت دون انقطاع.. وحتى إذا انقطعت أخبارنا عن أصدقائنا القدامى "أصدقاء الطفولة" فبمجرد مكالمة تلفونية واحدة يمكن خلالها استعادة وهجها وكل ما فيها من ذكريات جميلة والتي لا يمكن أن ننساها.. ويساعدنا في ذلك حنين كلٍّ منا إلى الماضي الجميل؛ والذي نعتبره دوماً جميلاً؛ سواء كان جميلاً حقاً أم أصبح جميلاً لأنه انتهى. فهل توافقو

حوار الطرشان… للكاتب بركات الساير العنزي

أبو مروان العنزي / بركات الساير من مجموعتي القصصية ( حوار الطرشان )                                            ط- دار النوارس للنشر - القاهرة -مصر وسرقت عمري سماح الجزء 3 ..... عندما سافر عبدو كان الموقف صعبا للغاية ، لم يتمالك الجميع نفسه في مطار دمشق ، الكل بين مصدق ومكذب ، شيء أشبه بالخيال ، لوحت الأيدي للمسافر والدموع منهمرة من العيون . دخل الطائرة ليبدأ حياة جديدة وتاريخا جديدا من حياته . .... بدأ عمله في مدينة الكويت ، وانهمك في عمله، وقد عرف بالنشاط والنظام والعمل . وقد سيطر العمل على عقله  ، حاول أن يضع مشاعره تحت سطوة عمله ، لكن أحاسيسه كانت تخرج من سور الحصار، وتتأجج العواطف في قلبه فتصبح كالنار المشتعلة وكلما استرجع الماضي زاد من إضرامها . كانت نفسه تتوق للعودة إلى وطنه منذ الوهلة الأولى ، ولكن كلما تذكر سماح يتراجع عن موقفه .صبر وتصابر، وكبح جماح شوقه لأمه ، وشعر بنفسه كسمكة خرجت من الماء . لكن الرجوع صعب ، سوف يستصغره الناس حسب تفكيره . يريد أن يترك السنين لتمحو الذاكرة وما بقي عالقا فيها من حب سماح . بقي في الكويت ثلاث سنوات لم يسافر فيها إلى أهله ، لكنه كان على

الوحش… قصة للكاتب حمادي آل حمزه

نوفمبريات قصة من الواقع. الوحش كلفته الثورة بنقل الأسلحة من الحدود الشرقية المتاخمة لتونس وليبيا، نظرا لأمانته وما عرف عنه من معرفته للمسالك الجبلية بالمناطق الشرقية للبلاد، وكان حريصا على إيصالها سالمة وفي وقتها، وأصبح مطلبا أكيدا لزعماء الثورة في المنطقة الأولى،وأثناء عودته من سفرياته الكثيرة، كان يعدّ مآدب للعشاء لمجموعة من المجاهدين تربطه بهم علاقات الجهاد، فيتجاذبون أطراف الحديث عن مآثر الثورة وأخبار المجاهدين و المداشر وما تفعله فرنسا من أجل الوصول إلى المعلومة حتى تضيّق الخناق على الثوار وتسبقهم بلحظات إلى مكان الحدث. كان يسكن البادية، يملك رؤوس أغنام ترعاها زوجته الحامل وأختيه المقبلتين على الزواج، بالإضافة إلى أمه، وفي أوقات فراغه يرعاها بنفسه ويستغل الأمر للاتصال بالمجاهدين والسؤال عنهم من حين إلى آخر. وحدث أن استدعى مجموعة منهم لشكواهم من البرد والجوع إلى بيته ليعدّ لهم ما طاب من الأكل، ثم ودّعهم ليلتقي بهم بعد عودته من سفره الذي كلف به لينقل الذخيرة إلى ولاية في الشمال حيث جبال بني صالح. استغرق سفره هذه المرة أسبوعين كاملين نظرا للشتاء القارص الذي يضرب المنطقة وت

الوفاء غلب التحدي… للكاتب كمال الدين حسين القاضي

قصة قصيرة بعنوان  الوفاء غلب التحدي أستيقظ نجاد ذات يوم مبكرا، وأخذ يفكر تفكيرا عميقا ومجهد،ا ويسأل نفسه لقد حصلت على  المؤهل وطرقت كل الأبواب فلم أجد أي فرصة عمل حكومي  لكي أبني نفسي واستطيع أن اكون أسرة  ولو أنتظرت أي عمل رسمي ومكتبي  لمضى العمر بدون فائدة . فما هو الحل   فخطر على باله السفر إلى الخارج ثم  تذكر من أين أحصل التأشيرة  و أنا اكثر من العدم وليس لدي ما أبيعه للسفر. فكاد يصل إلى حالة اليأس  والقنوط، ثم أستراح لحظات من التفكير  . فجاءة هبت عليه فكرة أن يعمل بائعا متجولا في القرى المجاورة ولكن وجد مشكلة صعبة جدا وهى رأس المال وهو لا يملك  أبيضا ولا أسودا ولا كثيرا من المال ولا قليلا. فأخذ يبحث عن الحل وقبل أن يقوم من مقامه تذكر صديق له من أيام الجامعة  كان هذا ألصديق أغلبية  أهله يعملون بالتجارة  ليأخذه كضامن  ويستطيع أن يحصل على البضائع   فذهب اليه  في المدينة  فقالوا له غير موجود الأن  قد  سافر إلى القاهرة. وسوف يحضر بعد أسبوع فعاد إلى بلده  واليأس حوطه من كل جانب فتذكر مقولة  لايأس مع الحياة  ولا حياة مع اليأس ورسمت عل وجهه الأبتسامة بعد أن مر  أسبوع ع

نبض الشهيد…. كلمات الشاعر عبد العزيز بشارات

قصيدة مهداة لأرواح   شهداء  الإنتفاضة بعنوان ----------- (نبض الشّهيد ) ----------------------- سأكيلُ في هذا المساءِ ثناىي ..............وأُسجّلُ الأشعار للشهداء يا من تركتُم عزةً وكرامةً ..............وأنرتم الساحاتِ بالأضواء يا أيها الشهداء أنتم نورُنا ................أنتم حماةُ الدّار والأرجاء في أرض إسراء النبيِّ تسطًرت ....... رحماتُ ربّي عندَ كلّ بلاء قاومتمُ الظلمَ اللّعينَ بأرضِكُم .............. فتنٌ تحاكُ بحنكةٍ وذكاء تلك القنابل لا تفتتُ عزمكم ......... فالحُرُّ لا يخشى من الرّمضاء وتردُّ أمٌّ قد تحشرجَ صوتُها .............لا تنـحنوا أو تهربوا أبنائي أنّ الرُّجولة في المعارك نبضُها ..........لا ينثني عزمٌ من اللأواء فدمُ الشهيد على التراب مضمّخٌ..........ودم الشهيد كرامةُ الكُرَماء يكفيك فخراً يا شهيدُ وعزّة ً.................يـوم القيامة سيدَ الشُّفعاء شُفِّعت في سبعين من أهل التُّقى .......وأنرت درب الحقِّ للشُّرفاء ناديت ربَّك مَن مبلِّغ دعوتي ............ لينال أجر شهادَتي رُفقائي فأجابَ ربَّك في الكتاب بآيةٍ ...............أن الشهيدَ بزمرة الأحياء وترى

بقايا امرأة…. للكاتب علي السيد

قصة قصيرة ... بقايا امرأة .... بقلم / على حزين أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً , ولم تضعف , بل واجهت الحياة بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً , أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود لأفراخها الصغيرة , مرهقة .. والشمس تجنح للغروب , كانت تخلع  كل متاعبها أمام البيت .. وتتقمص السعادة في عنت لتؤتيها الصغار .... وظلت تستطرد ... تحكي لهم .. عن مغامرتها مع أبيهم , الذي رحل فجأة عن الحياة .. وظلت الرأس تشتعل شيبا .. وصفحات وجهها قد تشققت .. والزوج الذي يتهادى في كل شيء وكيف تعلمت منه الصبر , والجَلد .. وكم رفضت من أجله الكثير .... وكيف ..... وكيف ..... شعرت بالتعب يفُت في هيكلها الضعيف , الهزيل .. التقطت أنفاسها الصعداء .. ابتلعت ملوحة الأيام التي هي غصة في حلقها ... الدموع كانت ساخنة ... والنوم كان يأخذ طريقه إلي عيون الصغار .... أطرقت قليلاً ... وبدأ الصغار يكبرون .. كم كانت السنون ثقيلة .. والمرض كان يسلبها كل يوم شيئاً من شبابها

حكايات طائشة 27… للكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة الحكاية رقم ( ٢٧) الى الاصدقاء الاعزاء الذين طواهم الموت في ظلامه الدامس ... ومنهم ((عادل)) وحيدا في الليل (عادل) ليس معه سوى افكاره ... وأمرأةممددة جواره كالخشبة ، تصدر اصواتا غريبة .. وفي الجهة الاخرى من السرير منضدة عليها اوراق مبعثرة ، بقايا قصائده ... واقلام رصاص يقول عادل عنها : —- كثرما سمعتها تبكي وانا اشحذها بالموس .. لذا غالبا ما اتركها غير مدببة . يكتب عادل كثيرا باقلامه الرصاص تلك وكتاباته في الحقيقةتجسد أختياره لوجوده ، ليكون حاضرا باستمرار احلامه التي لاتنقطع ، في ان يرحل بعيدا عن الزمان احيانا  او المكان اكثر الاحايين .. هاهو بعيد وان كان هنا .. نحيلا كالشعر ، يسافر في مساحات واسعة كالشروق ليكون في اللاوجود ، في الليل .. والنهار .. اللانهائي ، ينطلق مرتحلا حيث افكاره تمر بتغيرات هائلة كل لحظة ، وكأنه ينشد تجاوزا لمأساة ضميره ، في محاولة للعثور على ذاته المرتبكة في عالم ضائع تماما .. — لماذا انا هنا ..؟؟؟ ماهي الروح ..؟؟ متى انام ؟ ومتى انهض ..؟؟ شغف في الاحلام عند عادل يتشكل بشكل فطري ، صدى يتردد في منامه وأستيقاضه ، رفضا للواقع بكل تفاصيله ليسرق وب

كل شي في المشاعر… كلمات الشاعرة بتول العتربي

كل شئ فى المشاعر قلبى هوه يحس بيه قلبى شاف كل الجراح حتى يوم عمرى إللى راح رحت أدور ع القلوب تاه مصيرى فى الدروب والتقى قلبى بحبيبى بس كان لحظة يادوب دبنا فيها فى قلب واحد والتفت فى لحظة تانية قوم لقيت واحدة ثايرة كات فى قلبه وفى عينيه حتى فى لمسة ايديه يومها منها عرفت إنه يمتلك سحر ابن أيه من كلامه الحلو يأسر كل واحدة تميل إليه عقلى قال لى خللى بالك طب ومالك خايفة ليه ابعدى لو يوم يقابلك اهربى لما تشوفيه بس لو طاوعنى قلبى كل شئ ح أقدر عليه وانتبهت كنت غارقة وفى حياتى قصة ليه أعمل إيه لو يوم قدرنا جمع الأشواق فى دارنا قلبى مش ح أقدر عليه هيه كلمة قلتها له انتهت كل الحكاية م البداية للنهاية وانتهى أمرى دا كله والمشاعر ساكنة لكن ذكرى ح تفكرنى بيه # بتول العتربى

وسرقت عمري سماح للقاص بركات الساير العنزي

بركات الساير العنزي من مجموعتي القصصية الثانية ( حوار الطرشان ) ط- النوارس للطباعة والنشر- القاهرة -2019 وسرقت عمري سماح الكويت الجمعة 25/3/2005 ..... نسي الشاب نفسه في غمرة العمل والحياة ، فقد استحوذ العمل على كل وقته ، نهارا وليلا . وجد لذة في عمله الجديد ، وفي مكتبه الهندسي المتواضع . وقد نجح في عمله بسرعة بالرغم من حداثته في التخرج . وعمله وسط حيتان المقاولين والمتعهدين . تيسرت أحواله فاشترى سيارة صغيرة تزيد من وجاهته أمام الناس .لم يفكر بالزواج أبدا . ربما انشغاله بمسؤوليته تجاه عائلته ، أو أن شريكة المستقبل لم تظهر أمامه بعد .أدرك الفتى المسوؤلية الملقاة على عاتقه بعد وفاة والده ، لا زال أمامه أخوة يدرسون في الجامعات ويحتاجون إلى المصاريف الكبيرة . فقد كان مسئولا تجاه أمه وأخوته الثلاثة . استيقظ مبكرا، واغتسل بهدوء وارتدى طقم الجينز الأزرق ، ثم وقف على المرآة ليحلق ذقنه ويصفف شعره ولبس سترة الفرو ، الجو شديد البرودة لاتزال ثلوج الأمس تغطي طرقات الشام ، وعليه أن يخرج إلى المشروع . بدا جميلا وسيما على غير عادته . فقد كان لا يهتم بهندامه كثيرا . استوقفته أخته منال وقالت له

اجازة… قصة للكاتب علي السيد

أجازة قصة قصيرة بقلم / على حزين **************** لا أدري كم مضى من الوقت وأنا داخل القطار .. أطل برأسي من النافذة المكسورة أرصد كل ما يدور من حولي , أتابع , أتأمل , أرقب على طريقة الاستقراء والتتبع كل شيء , مع شدة الملاحظة , أرسل عيناي على العمارات الخراسانية الشاهقة الممتدة علي جانبي الطريق تارة.. وأخرى مرصوصة تحتها , وأخرى على العربات التي تقطع الشارع بأزيزها المزعج , الذي يمخر الأذان , ويوتر الأعصاب , ويقلع الهدوء من النفس , وهى تجري بسرعة مجنونه , ذهاباً , وإيابا , مخلفة ورائها سحب من الدخان الأسود الكثيف ,واليافطات العريضة , والناس التي تملأ الشوارع , والمحلات , والمقاهي , والزحام , والصخب , والضجيج الذي يملأ المكان ...... وتخيلت للحظة باني من سكان هذه المنطقة , لكني لم استطع أن أواصل في خيالي , فكيف بالواقع لو كان , فأنا أحب الهدوء .. وأكره الصخب , والضجيج لأنه يجلد أعصابي , ويجلب لي التوتر والعصبية والضجر ........ " يا لها من مدنية جمعت كل المتناقضات إنها " القاهرة " يا سادة دولة " المعز لدين الله الفاطمي" الدولة التي لم تنحني عبر التاريخ إلا لخالقه

رصيف رقم 11… قصة للكاتب علي السيد

قصة قصيرة ..   بقلم / علي حزين رصيف رقم 11 ********************* وقفنا أمام عنبر المستجدين .. في صفوف ثلاث .. ننتفض كالعصافير المبلولة من شدة البرد .. والأسنان تصطك .. يُسمع لها صريراً.. والشويش " فراج"يلقى علينا التعليمات , في حزم , وقوة.. بصوت أجش - كل واحد منكم يتأكد من تمام مهماته.. ويضعها في "مخلته " حقيبته .. واتبعوني في صف واحد .. معكم خمس دقائق , من الآن فقط , لتفعلوا ذلك , هيا بسرعة .!... أذكر يوم ما أقلتنا عربة المشروع .. ودلفت بنا في قلب الصحراء .. حينها انتابني شعور غريب وغامض .. فأنا لأول مرة في حياتي أشعر بالغربة.. وأبعد عن بلدي , وأهلي وناسي , ومسقط رأسي .. وكانت تلك هي المرة الأولي التي أري فيها الكثبان الرملية منثورة وموزعة علي مرمى البصر بطريقة هندسية الشكل , لترسم لوحة فنية رائعة , لا تضاهيها يد فنان .. وكان الجو شتاءً .. وكنا في أول يناير .. و في عز طوبى .. وكنت أتصفح الوجوه الشابة .. التي ركبت معي , وقد رسمت عليها أشياء غامضة .. وغريبة , تشبه غموض الصحراء .. وكنت أنظر من النافذة العربة لأتابع قرص الشمس البرتقالي  وهو يسير بمحاذاة العربة ..