افلام السينما والفن كيف تغيرت... جمال القاضي
أفلام السينما والفن وكيف اختلفت النظرة
بقلمي جمال القاضي
من المعلوم ان اي عمل درامي يقدمه الفنانون والمنتجون والقائمون على هذا الفن سواء كان في صورة افلام سينما او مسلسلات أو مسرح او غيره مما يعرض على المشاهد هو نوع من انواع الفن.
ومن المعلوم ايضا حينما يراه المشاهد في أي دولة آخرى يخلد في ذهنه أن هذا الذي يشاهده يعكس بالضرورة عادات وطباع وسلوكيات المواطنين الذين يقطنون هذه الدولة، ولكي نبرر لهم غير ذلك فلايصدق أي تبرير، فما يشاهده برهان على التصديق لايستطيع أن يكذبه أي تبرير فنرى بعدها وصفاً توصف به النساء بالراقصات والغانيات والسهل النيل من شرفهن ونرى أن صاحب الدين قاتل ورجل الأعمال تاجراً للمخدرات والشباب في صورة مدمنين للمخدرات .
فقالوا فن
قالوا عن ظهور النساء عاريات بنات ليل يسلمن انفسهن بسهولة لرجال الأعمال طمعاً فيما لديهم من مال فن، فكانت نساء الدولة التي تعرض هذا الفن راقصات في نظر الدول الآخرى التي تشاهد هذه الأفلام .
قالوا فن
قالوا فن حينما نجعل معظم شبابنا يروج ويتعاطى المخدرات من هروين ومورفين وخشخاش وافيون وأقراص مخدرة، ليصبح المشاهد من الشباب في تقليد مايشاهده من هذه الأفلام بل ويرى ذلك من مواطني الدول الآخرى أن شباب هذه الدولة التي تعرض هذا العمل الفني هم شباب فاسد مدمن لايقوى على أي عمل وليس لديه غير تعاطي المخدرات وقالوا عن ذلك فن .
قالوا فن حينما نعرض رجل الدين في صورة ارهابي دون عرض الصورة والواجهة الصحيحة له فكان كل متدين ارهابي في نظر غير المسلم حين يرى هذا الفن وحين يخفى عنه سماحة الإسلام في رجل دين معتدل يةعظ الناس ويبن لهم الخير من الشر وكيفية التعامل السمح مع البشر .
قالوا فن
قالوا فن حين قسمنا الشعب في هذا الفن لطائفتين، طائفة تتلاعب بالمال في صورة اغنياء ورجال أعمال ومانراه منهم في سهراتهم الحمراء ومع السيدات الساقطات الاتي يتمايلن أمامهم في كباريهات يذهبن اليها هؤلاء الأغنياء ليلا أو الذهاب بهن إلى شاليهات أو فيلا تايبعة لهذا الغني والقاء الكثير من المال فوق أجسادهن العارية، وغيرهم طائفة لفقراء كادحين تقتلها الحاجة يتسولون المال من هؤلاء الأغنياء رغبة في الحصول على لقمة العيش أو العلاج من مرض أو غيره، ولايلتفت لهم احد ويخفي هذا العمل الفني صفات عديدة من الصفات الحسنة لبعض الأغنياء من عطاء وجود ومساعدة هؤلاء الفقراء والمساكين وقالوا عن ذلك فن .
قالوا فن
قالوا فن حين نرى البلطجي يطيح في المسالمين من البشر ويقتل ويهتك العرض ويسرق ويطارد النساء ثم نظهر للمشاهد مشهد لإعجاب آحد النساء لهذا البلطجي رغم ان هذا ليس واقعا في حقيقة المجتمع لأنه لايوجد منهن من تعجب ابدا بالمفسد القاتل وان كان هناك منهن ماتعجب بذلك فهذه ممن خدعهن كثرة المال والترفيه لأسرهن .
قالوا فن
قالوا فن حين نعرض قصص حياة ممثل فاشل ونترك قصص حياة عالم من العلماء في العلوم المختلفة والذين كانت لهم بصمة عالمية وبصمة لاتنسى في نهضة العالم والعلم، وحين نعرض قصص القتل والأخذ بالثأر أو سرقة منازل وبنوك وتركنا الجانب البناء في العادات والتقاليد وقالوا عن ذلك فن .
وبالمقارنات
وبالمقارنة حين تجلس وتشاهد أحد الأفلام أو المسلسلات الأجنبية أو بأي دولة آخرى ستجد أن معظم مايدور من مشاهد فيها هو يعكس مايدور فعلا داخل هذه الدولة التي صنعت هذا العمل الفني، لكننا نسأل كيف للدول أن تتعرف على ثقافات الآخرى؟ ان كل مانراه يبني فكر واعتقاد عن غيرنا، فكان احد الآطفال حين يتحدث مع رفيق له من دولة آخرى عن ماذا ترانا في نظرك ؟ فماكان جوابه له سوى أن يوصف نساء شعب السائل بأن كلهن راقصات، فمن أين جاء بوصفه ؟ ليس إلا لما كان يراه من أفلام هذه الدولة وما تعرضه من فن .
ولنا مع الفانين والمنتجين والمخرجين والمؤلفين وقفة
ألم تأخذكم نخوة حين يوصف النساء كلهن بالراقصات الساقطات؟ ألم تعلم أيها الممثل الفاسد بأن هناك من يأتي ويقلدك في صور قبيحة يراها على هيئة من قصة شعر وبلطجة ومطاردة ؟ وأنت أيتها الفنانة هل كان لك الرضى عن نفسك بالظهور بمشهد يغمض عين أي عفيفة من أن تراه عليك عارية في فراش رجل أعمال من أجل جني المال من هذا العمل ؟ وأنت أيها المؤلف لهذا العمل هل نسيت عادات شعبك وكم عانى من القهر والذل قديماً وكم ضحى وسعى جاهداً من أجل الحصول على الحرية لتعرض عملاً لايوصف أي حقيقة ؟ هل جاء المال ليعمي عيونكم ويمحي ملامح شعوبكم ويشوهها ظلماً وتزويراً أمام مشاهدي الشعوب الآخرى ؟
واخيرا
ان ماعليه الفن في هذا العصر ومايهدف اليه سوى نشر الفحش والدعوة للرذيلة وجني المال من وراء الترويج لذلك .
لذا يجب علينا أن ننتبه لذلك، فهذا الوجه الذي نراه من هذا الفن هو الوجه الذي يهدم الأمم ويقضي على شبابها بطرق مباشرة أو غير مباشر كما يجب علينا أن نعرض الصورة كاملة من عيوب ومميزات، من خير وشر، من سيء وقبيح، من مشكلات وكيف كانت تحل، من تاريخ يحكي كيف كان الدفاع عن الوطن ومن تضحيات راح ضحيتها الكثير من الأرواح من أجل الحصول على الحرية، علينا أن ننقل الصورة كماهي، لا أن نعرض العيوب فقط ظنا بأن من ينتج هذا العمل سوف يجني الكثير من المال من وراء عرض هذا العنف، ثم نجعل من ذلك فرصة للتقليد من هؤلاء الشباب الذين هم كنز الأمم وأملها في النهضة والتقدم .
تعليقات
إرسال تعليق