جنون الحب.ح٣..ل.القاص بركات الساير العنزي

 الكاتب القاص

بركات الساير العنزي

من مجموعتي القصصية الثالثة

حوارات وأفكار

جنون الحب عند حسن الأحمد البكيري

ح٣


.. بعد سنة من طلاقها تزوجت هدى من أول رجل طرق بابها، وكانت وفية في وعدها لنفسها، كان همها أن تجرح مشاعر طليقها وهي أعرف به، سيندم كثيرا، ولكنها لن تترك له بابا يعود منه، إن كان غادرا فهي لن تتنازل عن كرامتها، تزوجت من رجل أرمل، لاجئ سوري يعمل في الأردن، أكرمها كثيرا، وكان محظوظا بها، داست على قلبها وقلب أولادها من أجل عزة نفسها.. وقالت.. 

لاعاش من هانك ياقلب

ولاعاش من يذلك ويتحداك


ماقلت لي تقدر تحدى المقادير وراك بدلـت التحـدي بالأعـذار 

ماكل من يبعد به الوقت ناسيك بعض البشر قدام عينك وينساك؟؟


.. سنتان مضت على زواج حسن، وبدأت العلاقة مع زوجته تفتر يوما بعد يوم، أحس بفرق كبير بين زوجته هدى وبين زوجته مودة،

كانت هدى تحترمه ولا تناديه إلا ياابو سامي،وتزرع محبته في قلوب أبنائها،،وكثيرة الاهتمام بملبسه وغذائه،تتلقاه عندما يأتي من عمله بابتسامة وكلمة طيبة،أما مودة فلا تهتم به ولاتناديه إلا ياحسن وتعامله كأنه طفل صغير.شعر بفرق المعاملة تنهد بحسرة،وتذكر

زوجته هدى

،وقال،،لاحول ولا قوة إلا بالله،هذا ماصنعته نفسي،لم أحسن سياسة ملكي،ولم أشكر نعمتي،ولم أعرف قيمة زوجتي،أي ندم هذا؟! ولات حين مندم.

قال لها..ألا تتركين هذا الموبايل وتجلسين معي؟

ألا يصيبك الملل من هذه المحادثات؟

أريد أن أعرف مع من تتحدثين وماالذي يشغلك؟

ردت عليه بعنف،،أرجو لا تتدخل بخصوصيتي،أنا أدردش مع صديقاتي،هل تدخلت في خصوصيتك؟

ضحك على نفسه بسخرية وقال في صوت رخو مكتوم..

يموت الزمار واصبعه تلعب،

ثم سخر من نفسه مرة ثانية،ألم أكن أنا الزمار.؟!

آه يازمن البراءة

عندما يرتسم على وجه هدى،فهي

لاتعرف الكذب ولا الخيانة

جبلت على الوفاء

بعض النساء نعمة من الله

وبعض الرجال لايستحقون هذه النعمة،،

هدى وردة تخجل من الهواء إذا لامس محياها.

صوتها الناعم كهديل البلبل.

وجد نفسه.كخروف المرياع يهز رقبته مع أجراسه.

ثم قال.. الحمد لله،زوجتي هذه  لم تنجب،

سأحاول الخلاص منها في أي وقت،ولكن أين هدى،،؟ آه ياهدى،،ابتلع ريقه شعر بتيبس حلقه وتكسره،أصيب بدوار،نام على فراشه كجثة هامدة متيبسة،وغط في نوم عميق..وراح يشخر شخير البعير.

..قالت له بعنف،... تصرف مع أولادك لقد كبروا.زوج ابنتك الكبيرة،وطالما اولادك يشتغلون معك،استأجر لهم بيتا يعيشون فيه.

قال لها..ولماذا أطردهم هل ضايقوك في شيء؟،

البنات خادمات عندك،وانت تقضين أوقات فراغك في النوم والموبايل، لن أطرد أولادي،

قالت له بعنف،.. منذ زواجنا وأنا لم أجد السعادة،اولادك كبروا،وانا لااستطيع أن آخذ راحتي في البيت،

قال لها،،وماهي راحتك؟.

.قالت له..لا أستطيع أن ألبس كما أريد ولا آخذ حريتي معك،،افهم  يارجل أولادك كبروا،،لايجوز ان يروا زينتي في بيتي،اختر إما أن تستاجر بيتا لأولادك،وإما أترك البيت لك ولهم،والمحكمة أمامنا،ولا تنس الأوراق التي وقعت عليها،اصفر وجهها من شدة الغضب،ورمقته بنظرات استصغار واحتقار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا