ملامح الشوق... حسين حطاب

 ملامح الشوق

عدت يا حبيبتي أجلس لديوان الحب وبين الإبهام و السبابة القلم يسطر جنون الشوق ، ومقاصدك تطوف حولي ، تشعر وتحط على جرح البعد ، وقد أيقظت اللهفة وأشعلت نيرانها ،لأن كل ما عرفته فيك مأواه في  قلبي وساكنته لا يمكن نسيانها .

وهذه نظراتك النقية ترتسم عليها تساؤلات عن أمر ، لأن خلفها روحا تتغافل ترفض ان تقبل ، أو مبهمة تخفي شيئا غامضا ، أو قلقة يسكنها الإرتباك ، أو عنيدة لا تريد إظهار الوضوح ، أو أنك تعيشين الحقيقة وخلف نفسك المتغافلة التردد و الإرتباك ، القلق والعناد ،أو أنك تعرفين نفسك أنها محبوبة معشوقة ، لهذا لا ترغبين في التفسير .

يا ويحنا من مخالب الحب ! إنها لجروح غائرة لا تندمل فكل هزة من الهزات الإنكسارية بالصدر تشقق القلب . وهذا الشوق زارني محموما شاكيا ، نزع النفس وحرك الهوى إليك ،وما هو إلا شهابا يطلقه دوي الحب في الدورة الدموية فترتفع أمواج الدم ويزداد الضغط ، حينها تنفجر قنبلة الشوق بالقلب ويسمع دوي صوتها وترتجف أجزاءه من هول الإنفجار .

آه لتلك النظرة الساحرة من عينيك المستفسرة عن إستفهام غامض يخنقها التردد يقلقها الإرتباك ، كم كانت في حاجة إلى تفسير الحقيقة المبهمة ، كانت صامتة ناطقة و وحوش الأحزان الهائجة تسكتها .

ورغم ذلك كنت ترددين مخنوقة  يا ليته يدرك ما أدرك ، ذاك الإستفهام هيج رقة الشوق في أنحاء حيث إعتدنا الوقوف على أمل تتسارع نبضاته لفهم معاني النظرات ، فأحسست مثقلا بالإشتياق ، أن روحي كالأفنان المتمايلة المظلة المخضرة أحناها تفتح الأزهار ، وتهدي النسيم العليل هدايا الربيع من عبقها و أريجها وجمالها و زهوها وتقدم إليك إشتياقها و لهفتي .

فهل تدركين من انت ؟ أنت مقيمة بأفراحي و أحزاني و أحزاني منك هي لهفتي ، و إحتياجي إليك هي رحلة العمر ، و رحله العمر هي ذاتك في نفسي ، و كل ما فيك و في نفسي أحزاني و لهفتي و رحلة العمر ، هو الحب يا حبيبتي .

صرت في بعدك لا أشعر بأي شيء إلا بفناء الزمن من كل فصوله المتعاقبة بشهورها و أسابيعها و أيامها وليالها و نهارها و ساعاته و دقائقه وهل تشعرين ان الصبر يرغب في الإنتحار وحياتي ترقب وقت الفناء .

هذا كتابي إليك مليء بالأشواق  أخبريني إن بعث في نفسك السعادة و السرور ، وغرس النشوة في حواسك ، جميعها ، و ألهب مشاعرك من عمق الأعماق .

إقرئي كتابي بتمعن وكل حرف من كلماته قبلة إشتياق ، وإسمعي من خلال سطوره دوي إنفجار قلبي وصوت أمواج دمي ، وهزات صدري ، لعل صدى  شوق أنفاسي يتررد في مساكن أنفاسك .

بقلمي / حسين حطاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي