مدد… بقلم طارق الصاوي خلف

مدد
زجت به مسغبته للمحظور، أزال مزلاج  حجرة الخزين، غمس كفه الملوثة بقلقه فى جرة الجبن، أبتلع من قطعها بلا حساب، مزق  قيود رهبته، رفع طاجن اللبن،شاهدت شراهته، فار رأسها، غرست أسنانها فى كتفه، تلبسته غصة
، استدار، سقط الإناء من بين شفتيه،  سبها،  استماتت فى  انقاذ حصيلة شقائها، حرق أنفها بتكسيره جرار السمن، لطخت ثيابه بروث بهائمها، انتبه لمأزقه، ايقن أنها ستبلغ رجلها بالواقعة، تحرضه بأنينها، تثيره بادعائها جنونه، سيعالج الموقف كثور  ولح حلبة مصارعة، ينطح الصبى فى بطنه، يقوده للحائط، يصلبه من يديه بالجدار، يشبحه، يتشنج جسد الولد، يتطوع المارة طالبين العفو عنه، يأبى قبول شفاعتهم، ينهرهم : أعيد له عقله.
  وصل الهارب لنقطة فاصلة ، حال جسر منصوب على مجرى مائى دون  تحقيق وعد أهداه لنفسه، أن يعيش فى رحاب مدينة تحتويه، يجد بشوارعها الدفء، يتكسب من حرفه  يمتهنها الزاد، يطعم من الأكل الفائض قططا تطادرها الكلاب .
   اعتراه الفزع من اجتياز عقبة أخيرة، تحول دون مبتغاه،  لمح خيالا، أصدر صوتا يتوعده، حسم سريعا قراره، تحدى الوحش أن يدركه  أثناء تخطيه الجسر، داس  بقدم مهتزة أول عارضة،  تخطى الثانية و الثالثة، وصل منتصف رحلته للمجهول، أتاه  نفير الموت، دنت منه الكارثة، أسرع، ذاب لحم وجهه من ضجيج القطار، أوشك أن يسافر من  الحياة حزينا بينما تنبسط أمرأة أشقته انشراحا.
 صهل فرس من خلفه، ارتجف، قبضت يد قوية على  شعره ، جذبته، حملته، أفلتته  غلى جزيرة خضراء وسط النهر، فتح عينيه ببطء، دار عنقه  بكل الاتجاهات ،  توكأ على ساق نخلة قصيرة، انفرطت على رأسه ثمارها. نظر بسعادة  للجسر المثقوب، تهزه عربات القطار، عض على لسانه ندما، لفقد فرصة مرافقة  فارس شق بحصانه لجة الماء لساحل المدينة  .
طارق الصاوى خلف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا