القلم سلاح ذو حدين… كتبها الاديبة بهيجة بن موسى

🖋القلم سلاح ذو حدّين🖋

القلم سلاح ذو حدّين،إذا كان صاحبه عاقل ،رصين وفطن سيرتقي به ويسمو إلى أعلى المراتب.
ويجعل منه ذو شخصيّة مميّزة،تقتدي بها الأجيال.
الحدّ الأول هو العلم الذي ينفع النّاس و الحدّ الثاني هو الضّياع.
فإذا أحسنت مسك القلم  واستخدمته لرسم طريقك في النّضال لمصارعة الحياة فإنّك نجحت وتفوّقت على الصّعاب.
وإن أسأت مسكه فإنّك ستتوه بين الحروف وهنا يأتي دور العقل الذي يلعب دور المرشد والحكم ليحمي ويبعد الخطر...

        * عندما نقول العلم فنحن نقصد القراءة والكتابة ومشتقّاتهما...
والكتابة في الواقع هي رسم وإبداع وتفسير وإستشراف...
والقراءة هي المعرفة والنّفع...ودائما العقل هو صاحب العبرة والنّتيجة. لذا عندما يغيب العقل عند ممارسة إحداهما يقع ماسك القلم في أسوء الحدّين.

لماذا؟؟؟

لأنّه بغياب العقل يعيش ماسك القلم لحظة الكتابة ويندمج فيها بكل تفاصيلها ويصدّقها ويستمتع بها كما لو أنّها حقيقة
وفجأة يصحو فيجد نفسه في واقع مختلف تمامًا فيتشاءم ويصاب بالإحباط ومنه إلى اليأس ويدخل في صراع بين خياله وواقعه قد يؤدّي به أحيانًا إلى إرتكاب أخطاءٍ تغضب
ربّه وتدمّر حياته.
ومتى يتحرّر ماسك القلم من قيود العقل و ينحاز إلى هوى نفسه ؟؟؟؟
حين يخضع لسحر الحروف،ويستكين لها،ولا يدرك أنّ صاحب الحروف يكتب حتّى الخيال ويزرع الفتنة في النّفوس.
فإذا كانت ضعيفة يزيدها ضعفًا وهوانًا ويقضي عليها تمامًا
لأنّها غيّبت العقل فإصطدمت بواقعٍ مرير. 
وإن كانت قويّة فستساعدها الأبجديّة على التّحدّي وتحقيق النّجاح.
وفي عصرنا هذا طوّر العلم أساليب أكثر حدّة وقوّة ونجاعة،تعطي نتيجة في وقت وجيز .
وماسك هذا العلم المتطور يجب أن يكون على دراية بأنه إذا إستخدم هذه التقنيّة بعقلانيّة سيحقق الفائدة والمنفعة فهي وسيلة لتقريب المسافات بين الأشخاص والثقافات والحضارات....
أما إذا غيّبت العقل فسيتوه في عالم إفتراضي ويعيش تحت رحمة صائدي الفرص ومفسدي العقول...
والمجال الثقافي عموما يشبه البحر.
ولا يستطيع الصمود أمام البحر وتذليله والإنتفاع بخيراته إلّا صاحب العقل الرّاجح الذي يسيّر السّفينة في الإتّجاه الصّحيح.

         * والعمل الثقافي في الواقع العربي _دون تعميم_ يمارس في غياب تامّ للعقلانيّة،تسيطر عليه العاطفة والوجدانيّات...سفينة بلا شراع تتلاطمها الأمواج في كل الإتّجاهات
حيث يزرع الفتن في النّاس والقلوب ويدمّر الأجيال...
ونحن اليوم نعيش في هذا العالم الإفتراضي الذي من المفروض أن يرتقي بالنفس والعقل ويسرّع مسيرتنا للّحاق بركب الحضارة والتّطوّر...إلّا أنّنا نراه يهدم ويحطّم مكتسباتنا
لأنّ العربيّ قد عطّل ملكة العقل منذ زمن وأصبح يعيش الخيال ويفترض لنفسه واقعًا من سراب...
صار مستهلكًا مجرّدًا من جميع القيم

           * لماذا يلجأ الإنسان للكتابة؟؟؟؟؟؟

يكتب الإنسان ورقيًّا أو إلكترونيًّا
لأنّه يبحث عن حقيقة هي في داخله ولكنّها غير واضحة المعالم بالنسبة له فيحاول إخراجها في أشكال متنوّعة من الكتابة:خاطرة،ومضة،قصّة....وغيرها من المخرجات التي تهدف إلى تجلية الحقيقة أمامه.
لكنّه ينسى أنّ القارء العربي في أغلب الأوقات لا يحكّم العقل فهو ّ في الأساس عقل مستعبَد بشكل من الأشكال.
فيفهم الكتابات وفق مزاجه الخاص الذي تسيطر عليه نفسه المُحبة لذاتها والمُحبة لتملك الآخر....
لذلك أنصح كل ماسك للقلم أن ينطلق من ذاته وواقعه متسلّحا بمبادئ وقيم ترضي الله ورسوله باحثا عن أطروحات تساعده على التغيير والتقدم والرقي دون أن يضيع في متاهات الخيال والتخيّل...
فليس كل خيال إبداع...
بالإبداع الحقيقي هو الذي ينطلق من الواقع ليحميه ويطوره...
 
         * وإعلم يا من تمسك القلم أنه سلاح ذو حدّين فإذا تهت بين حروفه قد تضيّع المعنى الحقيقي للحرف وتصبح حرفًا غير مشكول يتلاطمه الشكل بين قارئ وآخر...
فإستخدم عقلك قبل إستخدام قلمك.

                                     🖊بهيجة بن موسى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا