حكاية البستاني…. كتبها الشاعر نجيب بقيقة

حكاية البُستانِيُّ

أنا البستانيُّ
أُولَد من رحمِ الحديقة
تُرضِعني الزهورُ رحيقَها
شذاها أنفاسي العميقة
تُدغدغني نسائمُ الطِّيب
فوق أرائك الأشجار
و بين أحضان السنابل
أكبُرُ و تكبُرُ الأيام
فَصِرتُ أهيم بالأوراق
و أحب الأزهار الغريقة
لكنني أتوهُ عِشقا
في شجرة الياسمين
كل حبة فيها
سَيْل من الرياحين
هي الظل و الحنين
هي الذكرى
في محراب المَنسيين
ما كنت شاعرا و لا كاتبا
بل أنا البستانيّ
خُلِقَ لِيرعى
شجرة الياسمين
ألقي تحية الصباح
فتهديني قطرة ندى
تكفيني لِصَدِّ كل الرماح
تَمُرّ السنون
و أنا أتلمس وجهك الوضاح
يوم تهجرني الغيمات
و تكفّ السماء عن البكاء
تعتصر المآقي
و تتساقط أدمُعِي قطرات
لتسقي عروقك زخات
و ينتفض ظهري لِيحميك
من الرياح العاتيات
أقسِمُ بإسم النخيل
و الأساطير و الحكايات
بالعيون أحرسك
نذْرا حتى المماة
أقص أجنحتي
حتى لا أطير
لك من ريشها
أصنع خيمات
لِتقيك إعصار التفكير
و تحجب عنك
رائحة كل سِكّير
تتلذّذ أقدامي الحافية
شوْكَ الجهل و التنظير
ألفّك بِذِراعيّا
فتحترف أصابعي
فَكّ ضفائرك
لِيتدلّى شَعرك
على أكتاف ما لها نظير
تَلتصقُ أناملي
بِخدود الياسمين
و تأبى فِطام عطرك
و لكن يا حبيبتي
يا شجرة الياسمين
بَعْدِي أنا
ما هو المصير...؟؟
(بقلمي انا نجيب بقيقة /تونس)
30/05/2020

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا