فضاء الموت… كتبها الشاعر مصطفى الحاج حسين

* فضاء الموت...*

          شعر : مصطفى الحاج حسين .

أستندُ على كتفِ الموتِ
أشدُّ على أصابعِهِ بضراوةٍ
أطوّقُ خصرَهُ بحبٍّ ونمشي
أحدّثُهُ عن سنواتٍ عشتُها
قبلَ تعرّفي عليه
كانتِ الأيامُ وقتَها جلفةً
لا تشي بالنّهايةِ البيضاءِ
الموتُ ظلُّ حياتي الرّعناءِ
كنتُ إن ضاقت بقصيدتي السّبلُ
أركنُ أوجاعي على صدرِهِ
وأنامُ على سريرِهِ الواسعِ
حتّى أشفى من بكائي
هُوَ ..
مَن أعطاني مفاتيحَ الدّرجِ
وأجنحةَ الأمدِ
ومنذُ أن واجهتُ الاشتعالَ
أدركتُ ..
أنّه الوحيدُ
الذي لن يتخلّى عنّي
الموتُ ..
مدّ لي جسوراً منَ الكلماتِ
سأنثرُها في فضاءِ العشقِ
لأوقظَ حممَ الاشتهاءِ
في نهودِ اليباسِ
وسأعطي لشفاهِ الأشجارِ
حقَّها من قبلاتِ النّدى
وأرسمُ على جسدِ الآهةِ
شبقَ الدّروبِ الواثبةِ
نحوَ أفقِ المبتغى
ليشهقَ قلبُ السّديمِ
وسأخففُ عن الموجِ
عناءَ اللهاثِ
بتقاطرِ الصّهيلِ في بحرِ الجُنونِ
أتسابقُ مع الموتِ
في احتضانِ شهقةِ النّارِ
وأغافلُهُ
حينَ أترسُ بوجهِهِ البابَ
لأحظى بلقاءِ مَن لا تأبَهُ
لنجواهُ
وسنسخرُ من تهديداتِهِ
ضاحكين
حينَ ننفردُ ببعضينا
أنا وحبيبتي *.

           مصطفى الحاج حسين .
                  إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا