اليك يا ابي...كتبها الشاعرة ليلى النصر

🌹🌹🌹 إليك ياأبي🌹🌹🌹

أنظر إليك وقلبي مفعم بالأسى
يا من كنت بالأمس كنت كل الحب
توارت خلف ملامحك السنين
فأجدب الوجه وانطفأت شعلة الشباب
وأصبح الوجه مجعدا كأرض شققها
المطر من طول غياب
وكسنبلة قمح ملأى بالحب فطأطأت رأسها من حمل كثير أضناها
         وغليونك الذي مع كل نفثة منه تزفر حصة من سنين عمرك التي ذهبت وتلاشت خلف السراب
وعكازك الممشوق تيها بين يديك
يتلاعب كريح هوجاء ضلت المسير
لتستقر على أرض الواقع بخيلاء
وحمام الدار يطير ويهدي على ركبتك ليشعر بدفيء حنانك
وصرة الحكاوي تقبع في قاموس الذكريات
تحكي لنا ماض تليد مملوء
بالحب والحنان وقصص المغامرات
على شفتيك آلاف الكلمات والحكايات انتحرت وتلاشت 
غارت بين تجاعيد جبينك
 كجدول تعرجت فروعه لتسقي
ما امتد حولها من أتلام ملأى بالشجر والخضروات
وفي عينيك علامات الذبول
تلملم بقايا مجد بالشلل مغمور
يسرح نظرك في صمت إلى سنين
قد خلت عانيت فيها كل ما اجترحته الفصول
أنظر إليك يا أبي وكأني أنظر إلى لوحة رسمها أعظم فنان
رسمها بإتقان لتعيش على مر السنين
كوفيتك تظهر لي حبك وتمسكك بأرضك
وخاتمك الفضي الثمين يشرح لي تعب السنين
فكم عانيت وكم تعبت لتصل بنا إلى بر الأمان
أفتقد حنانك ، نبرات صوتك في
ساعة الفجر بتهليلك وتسبيحك
وأستشعر عظمة الله من نبرة صوتك.
 أراك تعاتب صدى الأيام
تنظر إلى عقارب الساعة
كأنك تنتظر شمس الأفول 
وأنا أراقبك في ذهول  أعاتب ضعفي
أمام قوتك المهول
رغم ما يحيط بك من غموض
أتمنى مثلك أن أكون
وأن أصرف رصيد أيام السنين
وتحت أمرك أكون
تظللني الليالي  والسنون التي أحاطت بك .
أكون عكازتك.  نظارتك خاتمك الفضه
ساعتك التي تنظر إليها لتعبر الزمن
أعاتب رهط السنين الطويله وأكون
نفسك الذي يدخل إلى صدرك بخشوع
يمدك بالأكسجين لكي الحياة بك تطول .
أريدك يا أبي أن تتنفس الحياة
ليطول بك الأمل وتشعر بالإنتصار
وأن تفتخر بي بما زرعت فيّ من أمل
وأن أكون عكازتك التي لا تشيخ

بقلمي ليلى النصر