استراحة الموتى..محمد الباشا
قصة قصيرة:
العنوان/ أستراحة الموتى
= = = = = = = = = = =
فتاة طالما عشقت قصص الخيال والرعب ، متابعة مميزة لحكايات ما خلف العقل ، تتقدم بشغف لرسم لوحة تعايش دائم مع الأوهام ، بينما هي فرحة ببيت اهلها الجديد إذا بأحدى صديقاتها تخبرها :
_ هل تعلمين الاخبار ... في تلك الليلة كان في هذا الدار ، مسرحية لجريمة قادها الأشرار ، في هذه الغرفة قتل شاب وجهه كالاقمار ، يفيض محبة وانوار ، زهقت روحه بلا إنذار ، ذنبه إنه كان يعشق بنت الجار ..
بعد تلك القصة المؤطرة بعذوبة الخوف ، والزاخرة بعجائب رواية مبهمة ، بدأت ترسم بأصابع عشوائية وألوان قاتمة مستمدة من خيالها المصاب بشغف الخيال المرعب .
في احدى الليالي جاءها نداء استغاثة من تلك الغرفة ، داعب فقاعات الوهم ، راحت لتلك الغرفة ، اوقدت الشموع لتأملاتها الشاردة ، داعبت سراب الروح المعشعش في غرفة ثرية بضجيج الذكريات ، مخادعة قواها العقلية التي بدأت مرهقة فحدثت نفسها:
_ لا أخشى الغد وأنا ارافقك باجنحتك البهية ، ساعانق روحك الزكية ، سأبحث عن سبب نهايتك القصرية ، لنحمل قنديل الهوى ونتمتع بانواره الزهية ، شذرات عمرك البراقة خير هدية ، أهمس فإني أسمع كلماتك الشاعرية ، وإني استحضر منها صورتك الملائكية...
كانت تقضي اغلب وقتها في تلك الغرفة ، انشغال اهلها بأعمالهم خارج البيت زاد من علاقتها ورسخها مع غرفة الوهم .....
لم تمضي أيام كثيرة الا ومطرقة التحول دكت آخر معاقل الهدوء عندها ، كانت تتزين وتتحضر وتتعطر ، للقاء ضيفها كل يوم ، هدوء معتاد إنتظار طويل لكن دقت باب الغرفة فقالت:
_ من الطارق ؟
ما أجمل دقاتك المبعثرة التي تشبه دقات قلبي ؟
أيتها الروح العائمة بلا دراية ، ان كنت معي من طرق بابي بعناية ، أظنها أجراس الحسد وصخب فارغ النوايا ، أو عيون عاذل ينتظر لنا أسوء النهاية ؟
جاء صوت اخيها من خلف الباب
_ لم تعتكفين ؟ كل يوم وتتركين مجلس العائلة وتهجرين ، هل كنا عنك لاهين ....
فتحت الباب اغمى عليها ايقظها قالت:
_ أخي .. ارحل لا تفسد علي اللقاء ، ها هو قد اتى ها هو قد جاء ، خطاه تقترب بكل صفاء .
وقفت شاردة الذهن ، تائهة الرؤى ، بلا بصيرة ، مترنحة امام الوهم وقالت :
_ يا حبيبي لا احد يهشم كأس غرامنا الابدي ، لا اسمح ان تتيبس أوراق الهوى الندي ، ليبقى عشقنا سرمدي ، تعال ضع يدي بيدي.
أمسكت بيد الهواء وراحت .....
ترقص .... وترقص ..... وترقص
بقلمي .... محمد الباشا/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق