كيف نستخلص السعادة..مرسي يحيى
كيف نستخلص السعادة من بين الركام ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••
السرور والفرح والسعادة والهناء أشياء موجودة بداخلنا مثلها مثل كثير المشاعر والأحاسيس ، لكنها جميعا كالمعادن في باطن الأرض ، تستخرج بالحفر لكن مع ركام وأخلاط من شوائب ومعادن وأتربة كثيرة ، ويحتاج استخلاصها إلى عمل نشط وآلات وآليات مساعدة لتخليصها من الشوائب العالقة واستخراجها من بين الأخلاط والأتربة نقية صافية .
وأهم الأعمال الواجبة لاستخلاص السعادة من بين أخلاط المشاعر الأخرى - كالحزن . الغضب . اليأس . القرف . إلخ - هو ( التركيز عليها ) - فهي المادة الخام التي نبحث عنها - ثم صرف النظر عن الأخلاط الأخرى للمشاعر ، والتقليل من الاهتمام بها ،
ونظرية الجاذبية الكونية تقول ( كل شيئ تفكر فيه بقوة ينجذب إليك بنفس القوة )
فالتركيز على السعادة يجلبها .
وأما الآلات والآليات المساعدة لاستخلاص السعادة فأهمها ( فراغ البال من الشواغل والمطالب ، ومحبة الآخرين )
فإن زحمة المطالب والمتطلبات والحرص على اقتناء أشياء كثيرة وتافهة ، والصراع من أجل أشياء ثانوية غير ضرورية ، كل ذلك يستهلك من الوقت والجهد والطاقة مايفقدك التركيز عموما ، ويشغلك عن منشودك الذي هو ( السعادة )
حدد متطلبات حياتك الضرورية ، ورتب أولوياتك ، فلا تستهلك فكرك وطاقتك إلا فيما هو هام وضروري فتنجزه بشكل جيد ولا تذهب طاقتك هدرا في الفراغ ،
أما ( الآخرون ) فإنهم عامل هام جدا في تكييف الجو العام وجعله بيئة صالحة للسعادة ، ونحن الآن بصدد الحديث عن بيت الزوجية ، والآخرون في البيت هم فقط زوجتك وأولادك ، وهم يشبهونك في كل شيئ ، ويشاركونك همومك وأفراحك وأطراحك ، فساعدهم على التخلص من التوتر ومن الانشغال بتوافه الأشياء ، وأدخل عليهم السرور فتعمكم السعادة .
وإن كانت هناك عقبات في سبيل ذلك ، فأهم هذه العقبات هو سيطرة وتغلب أحد المشاعر الأخرى عليك أو على الآخر ، كغضب أو حزن أو غيره ، وهنا يجب الحكمة في تخليص خام السعادة من العلائق وأخلاط المشاعر الأخرى ، وإن أيسر طريق لذلك هو ذكر الله وتقواه فبذكره تعالى تطمئن القلوب ،
ولست أرى السعادة جمع مالٍ
ولكن التقي هو السعيدُ
والرضا بقضاء الله تعالى ، له فعل السحر على النفوس وتثبيت القلوب ،
دع المقادير تجري في أعِنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
وقال الشافعي:
سر السعادة حسن ظنك بالذي
خلق الحياة وقسم الأرزاقا
فمن أجل تحقيق السعادة للبشر أرسل الله تعالى جميع الرسل ليهدوننا إليها ، ومن أجل سعادتنا أنزل الكتب والشرائع ، "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" "فمن تبع هداي فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون"
إلا أن يكون لك ولد أحمق أو زوجة حمقاء ، فهذا بلاء ليس له دواء .
لكل داء دواء يُستطبُّ به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
(مرسي يحيى)
من كتابي (زيجة سعيدة/أسرار السعادة)
===================
رباعية اليوم
•••••••••••••
★مالك كدا يابدر حضن الليل بيحلالك
غار النهار ياقمر يتهنى بجمالك
وللا عشان الليل بيصاحب العشاق
بتسهَّروا وياك وتغني موالك
(مرسي يحيى)
تعليقات
إرسال تعليق