جرح الشهباء... احمد بالو

 جرح الشهباء

في صباح كل يوم ومع همسات الفجر الأولى وصياح الديك ودبيب حركات المارة في الشوارع تتسلل بخجل بين حارات المدينة القديمة يتحرك صاحب التجاعيد وقد تحول لقصة وعلى وجهه يروي سنين عمره ما مر بحلب لكنها لم تصل من عزيميه وكان يرتاد المقاهي والمراكز الثقافية التي يراهامتنفسا لمواهبه فهو يكتب النثر والخواطر ويستعد ليوم جديديستعد للعمل ويجهز زودته وقوت يومه ويتصل بأصدقائه ويذهب لرؤية أخوته وأقاربه يحاول بخربشاته أن ينزف بجرح المدينة مستطردا..

شهباء من ها هنا تسللوا وعلى أنغام الروك والسامبا وصلوا. ليقرعوا أجراس الشرق، لينزعوا خاتم سليمان وبراءة يوسف ونجاة يونس ونوح. ورنين موسيقا السماء،  يبحثون بين جدارية القلعة عن الأضداد بين المسلم والمسيحي. والعلاقة بين الطالب والمطلوب،  والنذير المتفشي تحت دفاترهم. أتسائل عن التعويض ومدينتي تصرخ لا عزاء رفقا بالأصغربن، ينادي آدم من سرق التفاحة من فم حواء. وهبط للأرض يسعى راجيا الخالق. كيف اكحل عيني بابنائي والمصاب كبير. ياأباأحمدخذني إلىشارعبابالحديدوالفرج وباب الحديدهل سنقطع مئات الكيلومترات لنصل إلىالأحياءالشرقية هل تعلم يا أخي يوسفقصة المعبر والمعاناة لنصل لرؤيةأهلنافي المناطقالغربية والقذائف تنهاللتدمر البيوت وتحصد الضحايا.إذا الصبر ضاق وانكسر، تلهث وراء لقمة  عصرية. أشكو أحبتي المنتظرين عند بوابة قاسيون وينابيع الفيجة  والعاصي والفرات والنيل ودجلة ليرووا ظمأ الملايين للخلاص والنجاة  . تسألني عشتار  أين مكانة الشهباء  بين عشاقها وشهرزاد  عن حكاية جدتي وقنديل أم هاشم وعيسى ابن هشام. عن هبوط الخط البياني بعد أن وضعوا  محورا للتغيير. من ها هنا مدينة سيف الدولة وطريق الحرير  يعرفها تكتب أبجدية العالم لتتذكر 

لو ألف المجد سفرا عن مفاخره

لراح يكتب في عنوانه حلبا

ينظر لها الغرب والشرق معادلة قابلة للتطور  وفق قوانين الساعة  تنطق بالضاد، تجزم وتحرك السكون في ضمائرنا لترفع الحيف عنها.  تستنجد بكان و أخواتها فلا تفتش عن الأسرار. وهل يسخر الشعراء من الحياة. أقول للسائلين تلك البيوت والساحات من ادماها هل سمعتم بخان العلبيةوحماماتالسوقكحمام يلبغا واحمام القواص والقباب الحجريةالتي تتسلل اشعة الشمس . كيف سأعود لذاكرتي وحي الجديدة وساحة فرحات وحديقة السبيل والحديقة العامة ماذا حل بها والجوع حصد أهلها الصامدين والعاشقين لمدينتهم ووطنهم صيحتي بلا ثمن ولون والدولار تغلب على البنزين والماعز ترفض تقديم الحليب للصغار،  والناس يتألمون يحلمون ويغضبون. ولكن متى يتحرك الشراع وتبحر السفينة . أسير بين الأنقاض  أحمل الصور.  يسكنني الوجع  فاكتب الرسالة أقف على منبر الثقافة عائدا للشهباء منشدا لحن الحياة نرش الأرز والأزاهير  نرسم للطفولة أيقونة العشاق نغني في ساحة فرحات والجابري موطني نصلي في التوحيد صلاة الأستسقاء  وفي كنيسة اللاتين عودة المدينة لتنبض بالحب  نقرأ قصص الأنبياء والتراتيل السماوية لنبصم للوطن بأنك أعظم الحكايا

أحمد محمد علي بالو       سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حديث الثريا....خالد احباروش

حذاري من هذه الشخصية.... للا ايمان الشباني

انا مسافر... محمد حمريط