قراءتنا... محمد الدبلي
قراءتُنا
كفى بالعلمِ في الدّيْجورِ نورا
يُفسّر بالبيانِ لنا الأمُـــورا
فكمْ أضحى الفقيرُ به غَنيّاً
وكمْ أمْسى الجبانُ به جَسـورا
تزيدُ بنورهِ الأفكارُ نُضْــجاً
وتبتكرُ الشّعوبُ به العُصورا
وتعشقه العقولُ فلا تُبالي
بغيرهِ كيْ تُنـــيرَ بهِ الصُّدورا
وما التّحليقُ في الأجواء صعبٌ
إذا الإنسان قرّر أن يَثورا
فقدْنا العلمَ في فقهِ الحسابِ
فصِرنا في التّعَلُّمِ كالسّرابِ
قراءتُنا تقهْقرَ مُسْـــــــتواها
فنامَ الفقْهُ في جَوْفِ الكـــتابِ
نُصَعّدُ في الجدالِ إذا اجْتمعْنا
وَننْبحُ في التّواصلِ كالكـلابِ
وإن نحْنُ اخْتلفْـــــنا حوْلَ أمْرٍ
تعذّرَ أنْ نعودَ إلى الصّـوابِ
فهلْ يُجْدي التّعلّمُ في شعوبٍ
تربّي الطّــفلَ ترْبـــيــةَ الذّئابِ
كفى بالعلم للإنسانِ زادا
يُجنّبهُ المهالكَ والفســـــادا
ألمْ ترَ كيفَ أصْبحْنا صِغاراً
وصِرْنا في ثَقافـــتِنا جَمادا
مَدارسُـــنا تُدارُ بلا ضميرٍ
وقد جلبَ الهراءُ لها الكــسادا
تسيرُ إلى الوراء بكلّ عزم
وتزعم أنّها تســـمو اجتهادا
فيا أُطُرَ المدارسِ في بلادي
لقد تركتِ لنا النّــــارُ الرّمادا
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات
إرسال تعليق