ايها الحزن... عبد العزيز دغيش

 أيها الحزن ، يا هذا الغم ألفناك

لا حياة لنا إلا من لدنك من سقياك

عشقناك ، عاشرناك منك ننجبُ

بك نفتتح ... ونختم على أعمارنا

منك نأتي ومنك نذهب

تطَبَّعْنا عليك

وبتنا تاريخا يهنأ بك فلا يخشاك

خيارنا أنت الأوحد والأقرب

ثقافتنا أنت

ما وجدناه في بيئتنا

بين يدينا ، في وادينا وتثقفناه

نتطير شؤما إن لمحنا مشهدا راقصا

ونستغفر الله كثيرا إن تناهى

إلى مسامعنا طرب

نولم على وقع رصاص ونعيق غربان

وفي العادة ، نذرف دموعا تكفي

لسقي وديان فلا عجبُ

بفضلك

ومن أجلك إنَّا نحتملُ القهرَ والسغبَ

لا تبارحنا ، بالله عليك فإنّا نموت نموت

إن عشنا لحظة فرح ، فما بالك إن فارقناك

صحبتك أغنتنا عن البصر والبصيرة

وعن عناء ومتاعب الواجبِ والأوجبِ

فما حاجتنا لهما

السواد يلُفُّ نهارَنا تأدباً وتُقَى

لزوم الانصهار فيك والانتماء إليك

وليلنا ظلام حالك

الحياة أخف عبئا لديك

فلا داع لنور سراج أو كهارب

أو لتعمق بحث وتعب استقراء وتجارب

ولا لتطورٍ في فنٍ وفي أدبِ

الحياة لديك تقنعنا ، تتوافق مع روحنا الكئب

فليس يلزمها نظام حق صارم

أو عدل أو خير أو جمال أو لأشراقٍ يشبُ

ننتظر الموت في حضرتك

تتلاشى الحاجة للمآثر واجتراح البطولات

وشق الدروب وركب الصعاب

كما لا حاجة بنا لتمني نعيم ودنيا في الدنيا وللدنيا

فهي زائلةُ ، دار متاعبٍ ، فلما البقاء فيها

ولما التضحية ولما التعب

لا حاجة بنا لحديث عن جمال الصلات

وعن الرقي والتحضر ورفعة الخلق

وعما تدعو إليه الكتب

طُبِعَ علينا الشقاء خُلِقنا له

تَشَكَّلَ وطنا لنا

هو بعض حنانك وعطاك

ما نقوى عليه لا يعدو على

صناعة الموت والقهر والآلام

ذاك ما نُجِيده ، فلا عتبُ

هو ذاك ما تأهلنا له هو ذاك

التكيف والعيش في كنف المهالك

وحياض البؤس والكُرَبِ

.

.

عبدالعزيز دغيش .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلك الزوجة الحكيمة... للا ايمان الشباني

سيدي... فاطمة الزهراء احمد

انا مسافر... محمد حمريط