كاميرة المراقبة... د. عبد الله دناور

 كاميرة المراقبة.                    سرد

__________________

بدا لي بطوله الفارع وأناقته  الواضحة بغاية التهذيب والأخلاق..لكن بائع الخضار كان يوبّخه ويقول له كم مرّة سأعفو عنك وأسامحك..لقد رأيتك بأمّ عيني فضلا عن كاميرة المراقبه ألا تستحي من طولك وشبابك لديك عضلات وجسم تستطيع به أن تغلب أكبر مصارع في العالم وبإمكانك أن تعمل وتجني وتكسب وتشتري ما تريد من فواكه وخضار أمّا وأن تحمل أكياسك مليئة وتهرب دون سؤال او جواب فهذا عيب وحرام عليك..ثارت ثائرة الأنيق وقال بكل صفاقة سجّلها على الحساب غدا أدفع لك بدون خجل..انتبه الناس الحاضرون بين مستغرب ومعنّف ومضى في سبيله  وكأنّ شيئا لم يحدث..قال أحدهم للبائع لو كنت مكانك لسلّمته للشرطة ليكون عبرة لمن يعتبر..وقفت مشدوها متأسّفا على هكذا شباب ربما دفعتهم الحاجة لفعل ذلك بما يوصم شبابهم بالسوء وبما يشين حياتهم للأبد ومع ذلك هذا ليس مبررا..حملت أكياسي ومضيت بعد أم نقدت البائع ثمنها أحدّث نفسي رحم الله أيام زمان عندما كان البائع يترك دكانه ويذهب لأي مكان دون أن يحسب حسابا لأي شيء فقط يؤمّن بجاره على رزقه..كان معي في الطّريق شخص آخر فقال  ما هذا الجيل..يا لطيف على هذه الدنيا كيف أصبحت..فعلا الحاجة أم الإختراع أنظر عندما ضاعت الأمانة احتجنا إلى كاميرات المراقبة

____________________________________________

د.عبدالله دناور.     ١٦/١/٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي