ارحلي الي... عبد الباري احمه
ارحلي إلي ..
لو الحبُ يشيخُ يا سيدتي لصفعتهُ بمكيالٍ من الحنطةِ
وصبغتُ يائهُ الملثمةَ بحناءِ سبابةِ أمي
حتى أدفنَ وجههُ في دكةِ الشرودِ
واقتفي غبارَ دفنهِ على شاهدةِ انكساره
ثم أسيرُ تحتَ ظلالِ مدينتهِ المنكوبةِ
كي يغرق كاملاً في دخانِ غليونهِ
الممتلئ بخيوطِ مجدهِ المهزومِ
لو الحبُ يشيخُ يا سيدتي
لدعوتُ القوم ليُغطوا صلواتهم الجنائزيةَ
بملاءةِ المحظيات
ويذبحوا القرابينَ في ممراتٍ مجهولةٍ
حتى تستفيقَ يا حبُّ
من اللعناتِ المخبأة بين قوافي الاعتذار
ليسَ الحبُّ يا سيدتي
ضحكاتٌ على وسائدِ القدرِ
وليسَ الحبُّ حكايةُ قبلاتٍ في كواليسٍ معتمةٍ
الحبُّ قضيةٌ
ألمٌ يجددُ النزفَ في سواقي الروحِ
ويبرأُ وجنتيهِ من حيرةِ الأهدابِ
ويأخذُ من وجهكِ شذى الغفوةِ
الموسومِ بشهقةِ الخوفِ من غضب الله
سأخبركَ أيها الحبُّ
عفواً أيتها السيدةُ الحنطية
إن زخرفةَ نياشينِ الانتصارات
فوق النهدينِ لا يمنحكِ البقاء بتمامهِ
فجنونُ المكحلةِ حين يغوص في المقلتين
لا يخفي رسائلَ النزوحِ من الشرفاتِ المهزومة
يا حبُّ
لا تلون شفاهي بفتنةِ الحلماتِ
كي لا تشتهي أناملكِ المهووسةُ اللعبَ
في حقيبتي المطليةُ بأحمرِ شفاهك
وتتركني أكتبُ قصائدَ بلهاءَ من بذخِ الاستغاثة
لو الحبُّ يا سيدتي كالسفرجلِ يشيخُ
لو يدري كم أرهقت الطحالب
رغبه اعتلائي
وكم من اللبلابِ تسلقَ ياقتي
وجفَّ على ضفافِ غيرتي
لركلَ نفسهُ بسوطِ اللعنةِ
ارحل يا حبُّ نحو ضفافِ الصخبِ
طهر نوافلكَ بقبلاتنا الخريفية
وأغلق أزرارَ قميصكَ
كي لا تلسعك صرختي في لهاث إغوائك
حتى يمنحكَ مزارُ جدي غفوتك الأخيرة
وتستريحَ من لوعة النارنجِ في صباحك الأخير..
تعليقات
إرسال تعليق