كوني لي... مستور الحارثي

 كُوني لي لأكون وتكوني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت ابحث عن أنثى تنفظ عني غبار الحزن

أنثى تكون لي سحابة يهطل غيثها على واحة

قلبي الذي أضناه العناء طيلة سنين عمري 

لقد أجدبت واحاته،وذبلت أزهاره ،

كنت أهيم على وجهي في بيد هجيرها يلفح 

القلوب،

وذات لقاء كانت نقطة تحول في حياتي،لاح لي في سماء الحظ شخصك،نعم هي أنت،إنها الحقيقة

الأنثى اللتي طالما كانت تشكل حلمي المنتظر

لم أكن أعلم أن قلبينا كانا يبحث كل منهما عن الآخر

إلا حينما حدثني قلبك في خفاء لم تعلميه،حينما نطق بلغة

لا يفهمها إلا القلوب،حينما همس لي قائلا:هلم فأنت

من أبحث عنه.

حينها فقط أخبرني قلبي الجريح وقد تنفس الصعداء

لقد وجد ضالته،وأوشك على احتلال مملكة طالما حلم بها

ياقلب هدئ من روعك،فلعله حلم قد تستيقظ على فقدانه

كلا إنه الواقع...إنها الحقيقة...إنها هي

هدأ قلبانا،وبدأت لغة العيون...ويالها من لغة عجيبة

نظرت إلى عينيك فوجدتها مساحات شاسعة تضاريس 

عميقة،رأيت هناك سبلا فجاجا

هنا وثقت أنني سأضيع حتما،وفعلا كان الأمر كذلك

ولكن سرعان ما هبت النجدة من شفتيك مسرعة

لإنقاذي بابتسامة رقيقة،عندها رأيتني كمخمور أفاق 

من سكرته،وعاد ليمارس طقوسه الطبيعية

عدت أسألك:من أنت ؟وأين كنت طيلة هذه السنين؟

وماذا فعلت عيناك بي؟وماذا..وهل..وكيف..إلخ

اسئلة لم أظفر عليها بأية إجابة سوى جواب واحد:

كنت أنتظر قدومك أيها الحائر!

حينها كان ردي فقط :وأنت من كنت أبحث عنها.

ولقد وجدتها.

نعم ..إنهاأنت..فإليك قلبي ..بل إليك كلي

جسد متهالك، هيكل محطم ،أشلاء إنسان

فهل لك أن تلملمي أشلائي؟

وهل لك أن تعيدي هيكلتي؟

وهل لك أن تجمعي شتاتي؟

هأنذا اليوم بين يديك..فكوني لي لأكون وتكوني

بقلمي:د.مستور محمد الحارثي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلك الزوجة الحكيمة... للا ايمان الشباني

سيدي... فاطمة الزهراء احمد

انا مسافر... محمد حمريط