في ليلي البارد... عبدالله محمد

 في ليلي البارد...

في صحراءِ العمر القاحلة...

لا أحتاجُ اليومَ سواك...

لم يعُد يعنيني الكونُ بأسره...


كنت لي قطرةَ غيثٍ خالصةِ النقاء ، روّت روحيَ العطشى..بعد أن كادَ الظمأ يُرديها...

كنت البسمةَ التي رُسِمت على شفاهٍ أوشك الحزنُ أن يُنسيها معنى الابتسام...


كنت الأملَ المستحيلَ الذي ساقهُ ربي ،  ليُخرجني من ضيقِ شرنقتي ...شرنقتي التي حبستُ نفسي فيها طواعيةً سنينَ مديدة... حتى قدومَك الميمون...يوم أخرجتيني برفقٍ وحنانٍ ، كمريضٍ تماثل تواً للشفاء... 

دفعتَيني أن أفردَ جناحَيَّ الواهنين ، لتُجبر كسرَهما أشعةُ شمسٍ حانية...


بك ..و معك...علّمتَيني أن أحلّقَ عالياً مع النسمات ... أن أغادرَ القاع حيثُ دفنتُ زهرةَ الأعوام ...


أيتها النبيله ، التي جائت في زمني الضائع... بقدومِك ابتدأ عمري ... فكلُّ ما قبلَك كان ضياعاً و هباء.. وما مضى كان وهماً وسرابا... ها أنا أُبعثُ من جديد... فأيُّ حياةٍ أحسبُها وأنت غائبٌة عنها...وأيُّ دهورٍ أؤرّخُها قبلَ خفَقان روحي بين يديك... 

أيتها الأصيله.... مابقيَ لي من أنفاسٍ أنا مدين لك بها... لولاك لمكثتُ في عالمِ الصقيع والظلام والنسيان....


عهداً ...سأبقى أدعو لك الرحمن في ظهر الغيب...دعوةَ محبٍّ لحبيبته...

 ولو عزَّ لقاؤنا في دنيانا الفانية ، فثقتي أن الله لن  يحرمَني  لقاءَك .... حيثُ الخلودُ الأبدي...

عبدالله محمد،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلك الزوجة الحكيمة... للا ايمان الشباني

سيدي... فاطمة الزهراء احمد

انا مسافر... محمد حمريط