هواك كخرافة عراف... سناء شمه
هَواكَ كَخُرافَةِ عَرّاف
أسألُكَ أيّها الواهنُ في مقصلةِ الصمت .
بأيِّ سَحابةِ موبوءةُ المطرِ تَدَثّرت؟
وبِأيِّ خيلٍ فاقد الدَربِ
في ليلِ الضبابِ رَكبت ؟
أراكَ مُضطرباً في مَدائنِ الهوى.
تَتَخبّطُ بأرصِفةِ المجهولِ
وباللّوحِ المكسورِ لِلشِعرِ كتبت.
فاتِنةُ الحَيِّ تَنَحّتْ عن مِحرابِها
ألقَتْ قصائِدَ الزيفِ في مَحرَقةٍ
وأضرَمَتْ قلبَها بكلِّ ما تَلَوت.
لا تَتَعَجّب كيفَ باتَ الهوى غريباً بينَنا.
وأنتَ الغادرُ بِصُحبتِه
لِكُلِّ مَوازينِ الوَصلِ نَسَفت.
عيناكَ ما لحقَتْ إلاّ غُبارا
فتَوَهّمتَ أنّ بيتَ العَنكبوتِ قَلعَةٌ خضراء
تَحرسُها بأوهامِ النصرِ المُعَرّى، وعلى أكتافِه صَعَدت.
أينَ أنتَ من نهرِ العشقِ؟
ها قد غَيّرَ مَجراه بعدَ فَوات.
أيقَنَ هراءَ العَهدِ المَكتوب بالرماد
لا يَبلغُ صَرحَ الفؤادِ حتى المَمات.
أ تَحسَبُ أنّ دِيارَ ليلى أمسَتْ مُدهمةً؟
وأنّ رياضَها ما زالتْ بِكَ مُغرَمَةً
كلاّ تَمَزّقَ ثوبُ الرجا
لا شفيعَ اليوم في حضرةِ الدَعَوات.
كيفَ الخباءُ في كَهفِ التِيه؟
وبأمطارِ الحُزنِ العميقِ تَبَلّلت.
لا تَقربْ من تاجِ الأميرةِ
فأنتَ مَنْ أحرَقتَ السفنَ وأضَعت.
إن بكى طفلٌ في مَهده
يُهدهده ضلعٌ ينطقُ بالحنان.
أمّا بُكاؤكَ مقتولٌ بينَ الأهداب.
فاشربْ مِن زَبَدٍ أنتَ جامِعُه في يومِ لظى
مُخَضّبٌ بالنَدَمِ أينَما رَحَلت.
هكذا تطيرُ النوارسُ باهيةً.
ينصاعُ البحرِ لها في ثبات.
لكنَّ جَناحَيكَ تَقَطّعَتْ آمالُها، ولِنَديمِ كأس الفراقِ قد تَجَرّعت.
أُجيبُكَ أيّها المَنفِيُّ في حِكايَتي
هواكَ كَخُرافَةِ عَرّاف يرقصُ على شَفَتيه مزمارَ الشتات.
يتَوَضّأ العاشِقونَ من عَينِ خميلةٍ
وأنتَ مسدولُ الشِراعِ
في موجِ الظُلُماتِ أبحَرت.
ما أصعبَ أن تدنو من أسوارِ السَنا بِلا راحِلةٍ
وفؤادكَ محزونٌ، في نابِضِه تَعَثّرت.
بقلمي /سناء شمه
العراق 🇮🇶
تعليقات
إرسال تعليق