عود بخور...بقلم سلام جعفر

عــود بخــور..
:::

أنـا..عـنـدَ من أهـواهُ..أحملُ عنبراً..
مِـسْكاً..وقـيـثـاراً..وعـودَ بخـورِ

وأراهُ...حـيـنَ أراهُ..وردَ بـنـفـسجٍ
يلـتـاعُ مثـلَ العاشــقِ الـمـسحــورِ

أهــواهُ..كــــلّا..بــل أذوبُ صبـابـةً
كصبـابـةِ (السـيّابِ) فـي (جـيْـكـورِ)

يـا منتهى أرجِ الغصونِ بـزهـــرِهـا
وترنّـمَ ( القـبّنـجيْ) بــ(الماهــوري)

منـكِ..وفيـك المـائـلاتُ مـن الـمهـا
غـازلنَ(شوقي)..بَـلْـهَ..و(الفـيتوري)

أنّـى أراكِ..أرى زبـيــدةَ تـشـتـكي
هـارونَـهـا فـي وحـشـةِ الـديـجـورِ

قلبي..بكسرتهِ..يـتوقُ لضمِّها
شتانَ بينَ الضمِّ والمكسورِ

لولا العذولُ لبحت باسمِ حبيبتي
وكشفتُ طيَّ الباطنِ المستورِ

هي حرّةٌ والطيبُ بعض صفاتها
من أيكةٍ شرقيّةِ الناطورِ

لولا سيوفُ الفتحِ ما وصلَ الهدى
أرضَ العراقِ بربعِهِ المعمورِ

قد قالها يوم الفخارِ (فرزدقٌ)
يزري على (الراعي) ذرىً و(جريرِ)

وهناكَ (كعبٌ) خُلِّدتْ أبياتهُ
لمّا استعاضَ سعادهُ بالحورِ

والوحيُ خلّدَ أمتي بخيارِها
وأتى على ذكرِ الأُلى بالطورِ

دارتْ بنا الـدنـيـــا..وقـــدْ آلَ النهـى
بـجـهــالـــةٍ..لـلفـاســقِ الـمخــمــورِ

وتراجعتْ بعضُ العـقـولِ منَ الورى
تفتى..على ما لا يُرى..(الـبـاقــوري)

أحصيتُ أسبابَ الضلالة في الورى
فحصرتُها بـالـجــــاهــلِ الـمغـرورِ

عــفواً..إذا أسرفـتُ..ربّي..عفوكَ ال..
...عفوُ الذي في ظلمتي كالنورِ

مــــن يشتكي كُـرَبَ الحيـــاةِ فـإنّـهُ
جهَــلَ الـمـــآلَ..وليسَ بـالـمعــذورِ

هـيَ هكـذا الدنـيـا سـرابٌ لم يزلْ
دولابُــهـــا الدوّارُ كـالـنـــــــاعــــورِ

والدين منهجُهُ عبادةُ مخلصٍ
يا ويحَ قلبي..عادَ كالمهجورِ

عودوا..نعدْ للمجدِ دونَ غضاضةٍ
رغمَ السفيهِ ومبغضٍ مثبورِ

هذا كتابُ اللهِ هادٍ للورى
فتمسَّكوا بالفارقِ المذكورِ

***
سلام جعفر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا