تمهل يا ملك الموت....بقلم حميد شغيدل الشمري

تمهل يا ملك الموت

تَمَهلْ أيٌها المَصلوبُ ظُلماً
فأمْسى المَوتُ يأتينا إشتياقا

تغازلكَ الأماني بذكرياتٍ
سَيأتيكَ الرَدى عَجِلاً خِفاقا

تمَهلْ شَدّ ناصيةً ركُوباً
وَطارَ بِحِملهِ رَكِبَ البُراقا

لقَدَ عَشقَ العراقَ ودِجلَتيهِ
وعانقَ أهلَنا أيما عِناقا

وَصَبّ لَهيبهُ في القَلبِ صَباً
معَ الريْعانِ في وَجدٍ تلاقا

فقُلتُ يا مَليكَ المَوتِ رِفقاً
لَقدْ أضْنَيتَ في المَوتِ العِراقا

تَناثَرتْ السُنونُ بهِ وَشاخَتْ
وَضلَ دِماهُ في وَلهٍ مُراقا

وَعاثَتْ في الرُبوعِ ذئابُ وَحْشٍ
تُمَزِقُ فيهِ أوصَالاُ شِقاقا

تَمَهلْ يامَليكَ المَوتِ إني
رَأيتُ الصَبرَ يَتبعُهُ خِناقا

فأيمَ الله إنّ المَوتَ فينا
يَشُدُ ظَفائِراً وَغَدا وِثاقا

إذا سارَتْ جَنازةُ في شَهيدٍ
نَصُبُ الدَمعَ نَبكيهِ إشتياقا

لأَنا والدُمُوعُ عَلى وئامٍ
وصِرنا لَنْ نحيدَ له إفتراقا

يُعاتبني الأحبةُ حينَ أسلو
وكانَ الحُزنُ في وطني سياقا
ايا وطنٌ جِراحُهُ مُردفاتٌ
وبَلسَمهُ القلوبَ إذا أفاقا

نَخيطُ الجُرحَ بالجرحِ إضطراراً
ونشربُ مِنْ مآقينا إحتراقا