بوح امرأة..فدوى عثمان

 بوح امرأة ....


كانت تخبئ له الوقت كما كانت تخبىء لها جدتها  حفنات من الزبيب في جيب فستانها المزركش  الأنيق 

  استعارت من شهرازد ألوان فساتينها  فكانت تزهو بألوان قوس قزح  وصوتها يموسق الأحرف ليتيم بها  ،  مارأته إلا  شهريارا

قصت له الكثير الكثير من القصص والحكايا 

بوحها المسائي كان سخيا يفيض 

 دهشة وعبقا 

سمفونيات المطر والنغم ترافقها 

و شريط الذكريات العالق على أروقة  الوقت المضمخ بدمع الفراق القدري ، شكوى وعتابات لا تجدي 

كانت تختلس  الدفئ والحنو  من كانونة الذكرى 

كما كانت تختلس والدتها  شيئا من الشمس وتخبأه في ثياب 

تاقت لأنامل تحملها بحب وتعلقها على حبال الود 

نعم كانت كعرافة تاروت تفرش له كروتها  لتعمق من بصيرته للحياة فتضمر له  ضمرة وتوهبه الفرح ثم تنتظره على شرفات النهار بأزرار زهر   ،  وسؤالات لا تعشق إلا ردوده  التي تتوق للرضى والجزاء  

كان صغيرها حينا  فتدلله  وسلطانها في كثير من الأحيان فترضخ  لجبروته ، ثم تحيك له مكائدا من حب وشغف  تسلب لبه وفؤاده 

فيهدأ  بين يديها كطفل رضيع يستشعر ما يحتاجه للبقاء  ...إنما النور كان صادقا في إظهار الجانب المظلم من كل شي 

في الظلام كان هو يشحذ رمحه المبتور ليرميها بقلب لا يعرف الرحمة ..

  

           فدوى حسن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا