يا ربية النهدين...معذ غالب الجحافي
يا ربة النهدين
معاذ غالب الجحافي/ اليمن
هَاتِي؛ فَحُبُّكِ جَنَّتِي وَهَلَاكِي
وَسَعَادَتِي وَشَقَاوَتَي بِهَوَاكِ
يَارَبّةَ النّهْدِين, فِيْكِ.., وَمَا أَنَا
فِيْمَا أَنَا, يَا مُنْيَتِي لَوْلَاكِ
أَنْتِ الّتِي مَلَكَ الحَوَاس جَمِيعَهَا
وَأَنَا الّذِي أَقْسَمْتُ لَا أَنْسَاكِ
وَنَذَرْتُ, مُذْ أَحْسَسْتُ بَيْنَ جَوَانِحِي
رَقَصَاتَ هَمْسَكِ, مَا لَدَيّ فِدَاكِ
وَأَنَا بِعُمْرِ البَدْرِ لَيْلَ تَمَامِهِ
وَمَضَى الزّمَانُ, وَلَمْ أَزَلْ أَرْعَاكِ
يَارَبّةَ النّهْدَين, أَيْنَ عُرُوبتي..؟
لَمْ يَبْقَ لَيْ مِنْ مَجْدِهَا إِلّاكِ
قَدْ غُرّبَتْ حَتّى العِتَاقِ, وَمُزِّقَتْ
حُلَلُ الخَلِيْلِ, وَأُمْرِكَتْ صَحْرَاكِ
وَمَضَى الحُثالَةُ لِلقمامةِ وَالخَلا
لَكَمَا البَعُوضةِ, لَا تُطِيقُ صَفَاكِ
وَتَعَفّنَتْ بَعْضُ العُقُولِ تَفَيْنُقاً
وَغَدَتْ تَدُسُّ السَّمَ فِيْ رَيَّاكِ
أَفَيَحْسَبوا تِلْكَ المَزَابِلَ, بِئْسَهُمْ
كَنَسِيمِ عِطْرِكِ أَوْ سُلَافِ لُمَاكِ؟!
خَابوا بِمَا جَاءوا جَمِيعاً, والذي
بَيْنَ الضُلُوعِ بِخَافِقِي أَرْسَاكِ
هَاتِي, فَحُبُّكِ يَسْتَبِدُّ جَوَانِحِي
وَيُذِيبُنِي شَوْقاً إِلَىْ لُقْيَاكِ
وَجَبِينُكِ الوّضَاحِ يَضْرِمُ مُهَجَتِي
وَتُدِيرُنِي لَكَمَا الرّحَى عَيْنَاكِ
وَخُيُولُكِ الشّقْرَاءُ تَرْكُضُ فِيْ دَمِي
وَبِخَافِقِي صَوتٌ لِوَقْعِ خُطَاكِ
2004/إب
تعليقات
إرسال تعليق