يا نهر...رشاد عبيد
............ ( يا نَهْرُ )
يَا نَهْرُ ..
يَا نَبْعَ المَحَبَّةِ .. والعُذُوبَةِ ..
وَيَا سِرَّ الحَيَاةْ .
طَهِّرْ بِمَائِكَ القُدْسِيِّ آثَامَنَا ..
وَمَا قَدْ يُدَنِّسُهُ البُغَاةْ .
يَا عِشْقِنَا الأَبَدِيّ ..
يَا خَيْرَاً يَفِيضُ .. وَيَرْوِي الأَرْضَ .
وَيُزْجِي الأُمْنِيَاتْ .
فَتَخْضَلُّ المُرُوجُ .. وَالبَيَادِرُ تَزْدَهِي ..
وَيَرفُلُ الحُسْنُ .. فِي شِفَاهِ الوُرُودِ الحَالِمَاتْ .
وَتَسْمَعُ تَغرِيدَ الطُّيُورِ وَشَدْوِهَا ..
تُرَدِّدُ لَحْنَهَا العَبْقَرِيّ ..
وَتَتْلُوهُ كَتَسْبِيحٍ .. فِي ابتَهَالاَتِ الصَلاَةْ .
يَا نَهْرُ ..
كَمْ تَائِبٍ بَثَّ نَجْوَاهُ ..
بَينَ أحضَانِ الرِّيَاضِ السَّاحِرَةْ .
أَصَاخَتْ لِشَكْوَاهُ نُسَيمَاتُ الضُّحَى ..
وَأَشْجَارُ النَّخِيلِ السَّامِقَاتْ .
وعَاشِقٍ قد صُعِّدَتْ زَفَرَاتُهُ ..
فِي ضِفَّتَيْكَ ..
بَينَ أََفنَانِ الغَرَبْ .
بَكَى مِنْ وَجْدِهِ الصَفْصَافُ حُزْنَاً ..
وَأَضْنَاهُ التَعَبْ .
يَا نَهْرَنَا .. يَا عِزَّنَا ..
يَا رَمْزَ الأَصَالَةِ .. والمُرَوءَةِ .. والسَّخَاءْ .
عَلَّمْتَنَا مَعْنَى الرُّجُولَةِ .. وَالإِبَاءْ .
يَا حُبَّنَا الَّذِي سَكَنَ الرُّبُوعَ الطَّاهِرَةْ ..
يَخْطُرْ بِهِ المَوْجُ زَهْوَاً ..
فِي اللَّيَالِي ...... المُقْمِرَاتْ .
يَا مَنْ تَرَبَّعَ فِي القُلُوبِ ....... كَمَعْبَدٍ ..
يَغْشَاهُ أَهْلُ الدَّيْرِ فِي صلَوَاتِهِمْ ..
تَاهُوا بِهِ فَخْرَاً ..
وَأَسْمَوهُ ...... الفَرَاتْ .
.. رشاد عبيد
سورية - دير الزور
تعليقات
إرسال تعليق