انتظاري... محمد جعيجع

 اِنتظاري : 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا بمحطّةٍ رهنَ الانتظارِ  ... 

لأرحلَ عن حياتي بالقطارِ  

وراء أميمتي وأبي لِحاقًا ... 

وَوِجهَتُنا إلى دارِ القرارِ 

أُقَضّي الوقتَ بالتِّرحالِ ليلًا ... 

أفكّرُ فيه دَومًا بالنّهارِ 

أحسُّ بداخلي نفَسًا ضعيفًا ... 

بَطيئًا منه صدري في انحصارِ 

فَزُجِّجَتِ العُيونُ وغابَ نَبضي ... 

وأحسبُ قد دَنَوتُ مِنَ المَسارِ 

يَدٌ تَمتدُّ ماسِحةً بِصوفٍ ... 

وماءٍ صَوبَ ثَغري مِن جِواري 

وأخرى تَمسِكُ السَبّابَةَ اشتا ... 

ءَتِ التَّشهيدَ في ظلِّ الحصارِ 

فإن كان المُنى جاوزتُ خَطبي ... 

وتغسيلي وتكفيني بِداري 

صلاةُ جماعةٍ من سنّةِ المُصـ ... 

طفى والدفنُ رِمسٌ بالديارِ 

قضاءُ الدَّينِ يخدمني بقبري ... 

ونفسي أُسدِلت سَدلَ الستارِ 

جَوابي عن سؤالٍ مَن إلهي ... 

وما ديني به خَوضُ الغِمارِ 

وماذا عن رسولِ البعثِ فينا ... 

دعاءٌ لي يَشدُّ مِن الإزارِ 

له ألمٌ شديدٌ يَعصرُ الجسْـ ... 

مَ والأطرافُ باردةُ المَجاري 

بدا بَدني ثقيلًا في وداعي ... 

وفي بَصري شُخوصٌ بالجِدارِ 

وفي ألمٍ بَدَت سكراتُ مَوتي ... 

تُراودُني مَرارتُها كجاري 

فَحَشْرَجَةٌ وغَرْغَرَةٌ  ويأتي ... 

المَلائِكُ بالبِشارةِ لِلخِيارِ 

وروحي في تَردُّدِها بِحَلْقي ...  

وتخرجُ بِانتهاءٍ لِاحتضاري 

لقد طابَ المُنى مَن فاضتِ الرُّو ... 

حُ منه بِحُسنِ خَتْمٍ بِانتصارِ 

وقد خابَ المُنى مَن فاضتِ الرُّو ... 

حُ منه بِسُوءِ خَتْمٍ بالخَسَارِ 

هَذِ الدنيا تَضيقُ عليَّ صَبرًا ... 

وما الدنيا سِوى جُحرِ الوِجارِ 

يعيشُ بها الكريمُ بِوَضْعِ قَهرٍ ... 

وللذُّلِّ الهَوى عيشُ البُشارِ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر – 11 نوفمبر 2021

تعليقات

  1. ... شكرا جزيلا لحضرتكم الكريمة الفاضلة ... ممنون

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا