على خط الاعراف... سناء شمة

 (( على خطِّ الأعراف ))


قدَّ الفؤادَ إذ مالَ لهواه

عيونُ الشوقِ أبحرتْ حيث المدى 

تلتمسُ موجةً تركبُ الخلاص

من أتونِ الليلِ السقيم 

والنجمُ الثاقبُ يمدُّ أذرعَ السنا 

يخترقُ حجراتِ مُغلّقةَ الأبواب 

مهادُ أعوامٍ توارتْ بصيرتها 

حجبتْها غيومُ الحرفِ الأليم

حتى زَعمتْ أنّ الموجةَ ثائرةٌ 

ترتجي رمالَ البحرِ العنيد 

غضبَ المدُّ إذ تشابهتْ فصولُه

لا صقيع يُرجفُها أو رمد في العيون 

أين تمضي خافقاتِ الفؤاد؟

إلى وعرِ الروحِ تضجُّ بالخناق 

أم سربٍ يبتهجُ بقصائد ممحاة 

كزرعٍ يهيجُ فتراه مُصفرّ الوجود .

كان نثيثٌ من بقايا غيوم 

يبلِّلُ حوايا تغمّدتْ بأسيافِ عذاب 

أرصفةُ غربةٍ  تهرِّبُ الوجدَ

في أخاديد الليل وهالةِ الأقمار 

جرتْ مقاديرُ الوصال متعثرةً

إذ يحرثُ الأشواقَ بفأسِ لوعةٍ

على منابتِ السُهدِ الدفين 

إذ تطاولتْ أوجاعُه كأسنمةِ بخت 

يتبخترُ بحروفٍ على ورقٍ مزجاة 

تجعّدَ كالكفِّ من هلعِ الأيام .

قدَّ الفؤادَ حيث سرى منتشيا 

أن يبلغَ مواسمَ الحصاد 

لكن أودعه كقابضِ جمرٍ

 على خطِّ الأعراف ينوح .

يُكوِّرُ عَجَلَ المنى في طين الأوهام 

ترى يمناه يشعُّ في أوجِ ضباب 

ويسراه حالكٌ في ثوبِ النور .

عجباً كيف يصبو لضالّةٍ

فقأتها أشواكُ النذور . 

توهمَّ أن النبعَ يدرُّ الشراب 

وما استسقى منه إلا وحلاً

بنى في الجوفِ جُدُرَ خراب .

كان يتنطعُ بموروثِ الهوى 

يدلو بأقبيةِ المُرِّ حيث أصاب 

يشبه الأغصانَ إذ تتلفّتُ 

لمظلّاتِ الخريف ورياحِ الشطآن 

أ تكسرُ كبرياءَ الدمعِ وتنتحبُ الأحداق؟

أم تنثالُ بهسيسِ خطاها 

على منابعِ الرمقِ الأخير 

ويندلقُ الشهدُ من الكأسِ الحزين .

أوَ  ينجو من مهدِ أعرافه ؟

ببطاقةٍ مخبوءةٍ خلفَ السراب

 إن وهبتْه الريحُ موسمَ الغفران .


    بقلمي/سناء شمه 

   العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا