يازارع المحبة...محمد الادريسي

 المَرْءُ يَحْصُدُ ما زَرَع

يا زارِعُ المَحَبَّة

يُهيمُ العَقْلُ بِزَرْع المَحَبَّة

خِيارُ النّاسِ مِنَ الصَّفْوَة

وُجوهٌ تَسْكُنُها الابْتِسامَة

قُلوبٌ بِالسَّعادَةِ الدّائمَةُ


يا زارِعُ السَّلام 

قُلوبٌ وَفِيَّةٌ تَدْعو لِلسَّلام

بِعَذْب الحُروفِ و الكَلام 

السِّلْمُ و الوِئامُ هُما المَرام

تَنْوي الخَيْرَ لِكُلِّ العالَم


يا زارِعُ العَداوَة

العَداوَةُ الخِصامُ البَغْضاء

 بَيْنَ النّاسِ و قَطْعُ الرَّجاء

تُغَيِّرُ وَجْهَ صِدْقِ الاِخاء

تَدْعو لِلْهَجْرِ لِعَدمِ الوَفاء


اِعْلَمْ أنَّهَ لا دَوام لِلثَّراء

إنَّ خَيْرَ الوِصال اللِّقاء

لا أحَدٌ سَرْمَدِيَّ البَقاء

نِهايَةُ كُلِّ مَخْلوقٍ الفَناء


لا خَيْرُ في اِمْرِئٍ بَخِيل

عَطاءُهُ في الوِدِّ قَلِيل

لا يَعرِفُ لِلْحِقْد بَدِيل

 و لا يُعْرَفُ لَهُ عَدِيل


إنَّ حَسَدَهُ لا يُشْفِيهِ غَلِيل

يَنْكُرُ بِحِسِّهِ هَذا أنَّهُ عَلِيل

و ما أصابَهُ مُنْذُ زَمَنٍ طَويل

لا يُعْرَفُ عَنْهُ اِحْساسٌ نَبيل


لا تُبْنى العَلاقاتُ بالنَّظَر القَصِير

لا تُبْنى الحياةُ بِفُقْدان الضَّمِير

بِزَرْعِ العَداوَة لَنْ تَكونَ الكَبِير

اِسْأَلْ صاحِبَ التَّجْرِبَة الخَبِير


مَنْ يُريدُ دوامَ العَداوَة جَاهِلٌ

فَهُوَ بِسُوء الأوْصافِ كامِلٌ

بالكُرْه بِسَوَاد القَلْبِ عامِلٌ

و ما حَلَّتْ بِنَفْسٍ قالَ قائِلٌ


 بِعُيونِ الكُرْهِ ما بُنِيَتْ القَبائِل

  في الخَلْق لِلإنْسان الشَّمائِل

إمّا يُعْرَفُ بِمَحاسِن الفَضائِل

إما يُعْرَفُ بِمَساوِئِ الرَّذائِل 


بَلْ دَمَّرَتْ ما بَقِيَ مِنْ الآفاق 

لا تَخْدَعُكَ اِبْتِسامَةُ المُنافِق

قَدْ تَخَلَّى عَنْ كُلِّ الأمْرِ الرافِق

فهُوَ ذاك العَدُوُّ بِلِباس الصّادِق   


أيا باغِيُ العَداوَةِ لَسْتَ دائماً

أعْدَى الأعْداءِ عَقْلُكَ مُخاصِماً   

ما أبْقَيْتَه ضِدَّ نَهْجِ السَّلامِ عازِماً

 بِتَجَيِيشُ السُفَهاءَ تَرْشو أقْلاماً


كَفاكَ شَرّاً كُنْ مَعَنا مُسالِماً

عَن زَرْعِ حُبّ الغَيْرِ مُتَكَلِّماً

فَكُنْ بآفات النِّهايات عالِماً

قُلْ لِلْبَغْضاء و لِلشَّرِّ سَلاماً


يا زارِعُ الوَرْدِ بِقَلْبي أسْتَنْشِقُه

بُسْتانَ الوَرْدِ لِلْحَبِيب أهْدَيْتُه

نَسيمُ عِطْرِهِ رائِحَةُ مَنْ أعْشَقُه

الجَمالُ الوُرودُ فازَتْ صاحِبَتُهُ


سَأَفْتَحُ دُكَّاناً لِبَيْعِ الياسَمِين

أبِيعُ الزُّهورَ الوُرُودَ لِلْعاشِقِين

اِشْتَر اِضْمامَةً أهْديكَ اليَقِين

خَيرُ الهَدايا الوُرودُ لِلْمُحِبِّين 

ازرعوا الحب بين الناس أجمعين   

طنجة 17/03/2021

د. محمد الإدريسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا