يا من بموجك..شفيق علي القوسي
يا من بموجك قد أعلنت إبحاري
أمضى أشق طريقا بات مشواري
يا من تخاطبه روحي ويعشقه
بوحي وتنظره بالتوق أقماري
أنت الصديق الذي أزهو بصحبته
في كل عمري وأهدي لحن أوتاري
أيا صديقا تمطّى فوق أروقتي
شوقا وأشرق في عزمي وإصراري
إني منحتك آمالي وأمنيتي
وذكريات وتسبيحات أفكاري
هيَ الصداقة بحر لا نظير له
وأنت فيها غدوت الدهر تياري
فأنت وحدك من بالصدق أحسبه
يرضى جنوني وأخطائي وأعذاري
فقد جعلتك نبضا لا يفارقني
بين الحنايا وفي أغوار أغواري
وفي انتباهي وفي صحوي وفي وسني
وفي انبلاجي وفي طيّات أشعـاري
يا من ترافقني حبا وتحملني
صَبّاً وتردفني في كل أسفاري
أنت الصديق الوفي الشهم منبته
وأنت ناري وإشراقات أنواري
عهد الصداقة فينا نحن نكلؤه
عشقا فقد بات من ترنيم أقداري
فأنت روحي التي أحيا لها وبها
وأنت في كل صقع شاسع داري
أنت الشموس إذا الليل البهيم دنا
وأنت في عطش الصحراء أمطاري
صداقة الطهر لا شيء يكدرها
ولن تكون بتاتاً طعْم أشرارِ
هي السعادة في أبهى مفاتنها
هي السكينة في زهو وإبهارِ
إن الصديق الذي يهواه صاحبه
يسابق الدهر ميلاده لأنواري
لما رأى صدقه أعطاه كل هوىً
صِرفاً وشقّ إليه كـل مضمارِ
وصار غايته القصوى وروعته
وسَمته ورحيقاً بين أزهــارِ
بحر الصداقة لا جزر ينغصه
كلا ولا المـدّ يطـغيه بتيّارِ
إن الصداقة يعقوب ويوسفها
صدق المشاعر في جهر وإسرارِ
واذكر صداقة خير الرسل قاطبة
مع خليفته في داخل الغـارِ
صدق وتضحية حب بلا كلف
أكرم بهذا مثالا في الورى ساري
وأختم القول من يرجو الهنا سلفاً
إلى الصداقة يمضي دون إنكارِ
...
*شفيق علي القوسي*
٢٠٢١/٠٣/١٥م
تعليقات
إرسال تعليق