الام..احمد صلاح

 الأم

مَاذَا سَأَكْتُبُ عَنْكِ سَيٍِدَتِيْ وَمَا

فِي الْكَوْنِ أَفْضَلُ مِنْكِ يَاحَوَّاءُ


مَهْمَا جَرَتْ أَقْلَامُنَا بِمَدَائِحٍ

أَوْ عَدَّدَتْ أَوْصَافَكِ الْأَسْمَاءُ


سَتَظَلُّ عَاجِزَةَ الْبُلُوْغِ إِلَى الْمَدَى

حَتَّى وَإِنْ بَلَغَ الْمِدَادَ خَوَاءُ


يَا مَنْ خُلُقْتِ بِلَمْسَةٍ أَزَلِيَّةٍ

بِيَدِ الرَّحِيْمِ تَكَوَّنَ الإِنْشَاءُ


مِنْ ضِلْعِ آَدَمَ حَيْثُ أَوْدَعَ قَلْبَهُ

لِتَذُوْقَ رَحْمَةَ رَبِّهَا الْأَعْضَاءُ


وَتَجَسَّدَتْ صِفَةُ الرَّحِيْمِ بِقَلْبِكِ

فَتَدَفَّقَتْ بَيْنَ الضُّلُوْعِ عَطَاءُ


مِنْ نَبْعٌهَا الْفَيَّاضِ أَثْمَرَ بَيْنَنَا

زَرْعُ الْمَوَدّةِ فَاضَ مِنْهُ جَنَاءُ


أُمَّاهُ يَا هِبَةَ الْكَرِيْمِ وَفَضْلَهُ

يَا جَنَّةً فِي الأَرْضِ يَا أَنْدَاءُ


أَنْتِ السَّعَادَةُ وَالْمَسَرَّةُ وَالْهَنَا

لِقُلُوْبِنَا وَالْحُبُّ وَالْإِرْوَاءُ


فِي الْيُسْرِ وَالْإِعْسَارِ ثَغْرُكِ بَاسِمٌ

حَتَّى وَإِنْ لَفَّ الزَّمانَ عَنَاءُ


حَمَّالَةُ لِلْهَمِّ دُوْنَ تَذَمُّرٍ

تَهَبِيْنَ دِفْئًا وَالْمَنَاخُ شِتَاءُ


ذُقْنَا الأَمَانَ بِدِفْءِ حُضْنِكِ نِعْمَةً

وَعَلَى يَدَيْكِ تَوَالَتِ الْنَّعْمَاءُ


فِيْ مُقْلَتَيْكِ السَّاهِرَاتِ مَنَامُنَا

وَجُفُوْنُكِ حُرَّاسُنَا الأُمَنَاءُ


كَمْ أَسْبَلَتْ عَيْنَاكِ دَمْعَةَ حُزْنِهَا

إِنْ صَابَ صِحَّتَنَا أَذَىً أَوْ دَاءُ


فَتَبِيْتُ تَرْعَانَا بِمُهْجَةِ مُدْنِفٍ

نَبَضَاتُهَا بَيْنَ الضُّلُوْعِ دُعَاءُ


 لَا تَسْتَسِيْغَ الزَّادَ حِيْنَ تَذُوْقَهُ

أَوْ يَجْرِي فِي الْحَلْقِ الْجَدِيْبِ المَاءُ


حَتَّى يُغَادِرُنَا البَلَاءُ مَفَارِقًا

وَيُرَىَ عَلَى وَجَنَاتِنَا الْإِمْرَاءُ


وَتَرَىَ الْتَبَسُّمَ فِي عِذَاقِ شِفَاهِنَا

يُمْرِي الْحَيَاةَ وَفِي الْعُيُوْنِ غُنَاءُ

|

أحمد صلاح

اليمن-صنعاء

٢٠٢١/٣/١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فاتنتي الحبيبة... عصام الصامت

لاتجزع... محمد مصطفى

ملك روحي... فاتي رضا