القط المحتال... غنيات نعيمة

 .................القط المحتال ................

كان يا مكان في قديم الزمان ، قط محتال اشتهى اكل الفئران  ، و كان هناك اتفاق بين الجيران احترام  حرية الحيوان  و عدم المساس بحياة الأرواح  و كل واحد  له  الحق أن يعيش بسلام ، و في أحد الأيام  طلبت القطة من زوجها القط شراء لها الطعام  ، خرج  القط إلى السوق و بينما يتجول رأى فأر صغير  من بعيد فذهب إليه مسرعا وألقى التحية : صباح الخير أيها الصغير الجميل فأجابه الفار و هو يرتعد من شدة الخوف و البرد انى ضائع و ابحث عن امي و بدأ يبكي،  وضع القط يده على رأسه و هدأ من روعه و قال  : أين امك ؟ الفأر: استيقضت في الصباح الباكر لم أجدها خرجت ابحث عنها اضعت الطريق،  فوجدت نفسي هنا ، القط :لا تخاف يا صغيري سأبحث عنها و أخذك إليها،  فرح المسكين ، قال القط : انت متعب نذهب معا إلى البيت تأكل لقمة ساخنة و بعد ذلك نبحث عنها معا ، انك جائع جدا هيا معي ، فقال الفأر: لا اذهب معك ، لا أعرفك اني اخاف ، القط : لماذا تخاف أيها الصغير،  الفأر : حدثتنا أمي كثيرا عن القطط و قالت إنها اكبر  عدوا لنا و امي دوما توصينا لا نذهب مع أحد لا نعرفه،  القط : نعم امك محقة،  لكني أخشى عليك إذ بقيت هنا في السوق وحدك تلتقي بقط ياكلك،  لا بديل لك إلا الذهاب معي إلى البيت ، بدأ الفأر يبكي و قال :من انت ؟ و ما اسمك ؟ فأجابه: اسمي أرنوب، فرح الفار و قال : كانت امي تقول لنا الارانب طيبون ليسوا مثل القطط ، فرح القط في نفسه و قال : أجل كلام امك هو الصواب ، تفطن القط و قال : هل تعرف الارانب ، الفأر: اول مرة ارى أرنب،  القط: ها قد عرفتني ، نحن  معشر الارانب الطيبون،  الاوفياء  ، نحترم الكبير و نعطف على الصغير و نمد العون لعابر السبيل ، امد لك المساعدة  ارجو لا تحرمني من عمل الخير ، فرح الفأر و اطمئن قلبه،   القط : هيا إذن نذهب و أعدك أن ابحث عن  امك و ساخذك بيدي إليها،  امسك بيديه الصغيرة و الباردة و بدأ يداعبه و بينما هما في الطريق بدأ الفأر يبكي و ينادي: امي،  يا امي اني خائف ، القط : لا تخف ساهتم بك و احميك،  فاطمئان الفأر مرة أخرى ، و عند منتصف الطريق بدا يبكي بشدة و يقول يا أرنوب انى خائف،  اخاف ان تتهجم علينا القطط و لا تستطيع الدفاع عني،  القط: نحن الارانب نتميز بالخفة و السرعة و الرشاقة ، القطط تخشى التقرب منا عند رؤيتنا تفر مسرعة أنها جبانة ، صدق المسكين كلامه و عند وصولهما البيت ، طرق الباب ، فتحت القطة   اندهشت فأر يأتي بقدميه إلى بيتها   فصاحت قائلة ، يا فرحتاه   يا فرحتاه و بدأت تصفق و اغمي عليها من شدة الفرح ، امسكها القط و رش عليها الماء حتى استعادت وعيها ، و همس في اذنها انت أرنوبة،  فهمت و قالت اهلا بالضيف العزير  و  مرحبا و قدمت له  الحليب و الكثير من الطعام،  اكل حتى شبع و اغتسل و أعدت له الفراش ، نام  من شدة التعب ، القطة : كيف احضرته  يا بطل انا فخورة بزوجي الذكي يا قطو،  قاطعها انا أرنوب و انت أرنوبة لا تنسي كلمة السر،  أجابت برأسها نعم ، و قالت أشتهي حساء باللحم ،القط أين اللحم ، أشارت باصبعها إلى الفأر  ، القط: لا ما زال الوقت انه صغير و هزيل لا لحم و لا شحم ، لا يسد الرمق،  نهتم به حتى يزيد وزنه ، ابتسمت القطة و قالت ساهتم به جيدا ، عاش الفأر الصغير مثل الأمير ياكل كثيرا و يلهو في البيت كما يشاء،  كل صباح تأخذ اليه الحليب و العسل إلى فراشه و تناديه باسم فرفور حتى نسى امه تماما،  و القط و القطة يحرمان نفسهما من الطعام اللذيذ من أجل أن يكبر فرفور في أسرع وقت ، و في مدة شهر كبر و زاد وزنه كثيرا،  و عبث بالبيت كنا يحلو له  و القط  و القطة  غافلين همها الوحيد أن يكبر الفأر لأنهما  مشتاقين إلى لحم الفئران ، و في  أحد الليالي الباردة و الممطرة تناول الفأر طعامه و ذهب إلى النوم ، تذكر امه دمعت عيناه و حزن كثيرا اشتاق إليها، ذهب إلى غرفة  أرنوب و أرنوبة ، قبل أن يطرق الباب سمعهما يتحدثان بصوت خافت،  انصت بإذنيه جيدا و سمع أرنوب يقول : يا قطة هذا الملعون كبر و ثخن جسمه ملئ باللحم و الشحم ، أشتهي في الغد لحم مشوي منذ خمسة سنوات لم أتذوق اللحم بسبب ذلك العقد المشؤوم و اليوم لا أحد يعلم بوجود فرفور عندنا ، قالت  القطة: كما تريد  ساحضر لك أشهى أطباق بلحم فرفور ، يضحكان و يتغامزان يقول هو لحم يفور و تقول هي مرق بلحم فرفور  ، القط: حان  وقت النوم في  الغد نستيقظ في الصباح الباكر انه يوم ليس ككل الأيام،  فهم الفأر كل شئ و علم أنه في قبضة عدوه و أدرك أن القط احتال عليه ، خرج من النافذة مسرعا و يترقب من بعيد حتى غادر الغابة تماما  و عاد إليه الاطمئنان و نجا من مكيدة دبرها له القط،  هرب و لم  يبقى له أثر،  استيقظ القط و القطة في  الصباح الباكر و نسى فطورهما من شدة الفرح،  ذهبت القطة إلى غرفته و تنادى باستهزاء يا صغيري  ، لم تجده بحثت في كل  مكان بلا فائدة تفقدت المنزل فوجدته خراب عرفت انه هرب من شدة الصدمة اغمى عليها  و ارتفع ضغطها ، أما القط حزن حزنا شديدا  و تحسر  و عرف انه حفر حفرة و وقع فيها و خسى ماله الذي أنفقه على الفأر من أجل أن يأكل لحم مشوي و طري و خسر أصدقائه ، و قاطعته الارانب عندما سمعت ان القط انتحل شخصيتها  من أجل الإطاحة بالضحية و إستغلال ضعفه و التحيل عليه و لم يجنى القط المحتال إلا الخسارة و الندم 

غنيات نعيمة الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا