حكايات طائشة 27… للكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة
الحكاية رقم ( ٢٧)
الى الاصدقاء الاعزاء الذين طواهم الموت في ظلامه الدامس ... ومنهم ((عادل))
وحيدا في الليل (عادل) ليس معه سوى افكاره ... وأمرأةممددة جواره كالخشبة ، تصدر اصواتا غريبة .. وفي الجهة الاخرى من السرير منضدة عليها اوراق مبعثرة ، بقايا قصائده ... واقلام رصاص يقول عادل عنها :
—- كثرما سمعتها تبكي وانا اشحذها بالموس .. لذا غالبا ما اتركها غير مدببة .
يكتب عادل كثيرا باقلامه الرصاص تلك وكتاباته في الحقيقةتجسد أختياره لوجوده ، ليكون حاضرا باستمرار احلامه التي لاتنقطع ، في ان يرحل بعيدا عن الزمان احيانا  او المكان اكثر الاحايين ..
هاهو بعيد وان كان هنا .. نحيلا كالشعر ، يسافر في مساحات واسعة كالشروق ليكون في اللاوجود ، في الليل .. والنهار .. اللانهائي ، ينطلق مرتحلا حيث افكاره تمر بتغيرات هائلة كل لحظة ، وكأنه ينشد تجاوزا لمأساة ضميره ، في محاولة للعثور على ذاته المرتبكة في عالم ضائع تماما ..
— لماذا انا هنا ..؟؟؟ ماهي الروح ..؟؟ متى انام ؟ ومتى انهض ..؟؟
شغف في الاحلام عند عادل يتشكل بشكل فطري ، صدى يتردد في منامه وأستيقاضه ، رفضا للواقع بكل تفاصيله ليسرق وبشكل يومي البهجة التي يفتقدها دوما .. لذا فهو دائم الهروب ، واحيانا تراه ينهمر كما المطر.. وتحت عيونه عدد لايحصى من السفن العائمة فوق المحيطات ، يكون شراعامرة ، ومرة اخرى يكون ريحا صرصرا عاتية .. يخرق الشمال والجنوب بلحظات وبدون جواز سفر ولا استأذان .
يغمض عيناه ويشكل عوالم من وحي خياله، يضاجع شقراء في سويسرا احيانا واحيانا يقود رجلا اعمى في جنوب افريقيا .. يصلي في الكنائس مرة .. واخرى ملحدا تماما .. حاملا قصائدا تكتب نفسها عندما يشعر بالحب يشعل وجدانه فيصرخ :
— انا لن اموت كالاحمق ..
عواصف من العواطف تقود عادل .. تمرد على كل الارواح التي يعتبرها مباعة للشيطان .. وحينما يصحو لثوان يبكي بالخفاء ليأتيه صوت أمرأة احبها ..
— ارجوك عد بسرعة .. فحياتنا قصيرة جدا ...

         (( صباح خلف العتابي ))

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا