أسباب قتل الحب… مقالة للاديب عز الدين ابو صفية

أسباب قتل الحب قبل وبعد الزواج  :::

كثيراً ما يتوج الحب النابع من أحاسيس صادقة يتوج بالزواج، ويستمر هذا الزواج لعدة عقود وقد يمتد إلى مدى الحياة وذلك إذا لم تُعكر  صفوه أزمات ومطبات الحياة أو المشاكل الصعبة التي ينتج عنها الكراهية والحقد وصعوبة استمراره، فهنا ينتهي الزواج بالإنفصال أو الطلاق الذي يكون ضحيته البنيان الأسري نفسه والأبناء .
وينسحب ذلك على باقي الزيجات التي لا يكون أساسها الحب بل يرتبط الزوجان نتيجة عوامل أخرى وهي الرغبة في تكوين أسرة فيبحث الزوج عن زوجة مناسبة له ولتفكيره وبيئته وظروف حياته الإجتماعية والنفسية والفكرية والإقتصادية، وإن قَصَدَ الزواج خارج تلك الشريحة الإجتماع فسينهار الزواج خلال أشهر أو خلال سنوات قليلة لاسيما وأن الفارق الطبقي والمعيشي يتفوق عند أحد الزوجين عن الآخر .
وينطبق ذلك على زواج المصلحة ، من جهة حاجة الزوج لزوجةٍ عاملة لتوفر له مصدر دخل أو لتتعاون معه في بناء الأسرة وتربية الأبناء، فإن زواجاً كهذا إن سكنه التفاهم والقناعة فقد يعم الاحترام والمحبة بين الزوجين فيستمر الزواج ، ولكن إذا ما كان الهدف من الزواج الفائدة المادية التي يسعى لتحقيقها أيٍّ من الزوجين فإن أجواء الحياة سيملؤها الملل والضجر الذي يتنامى ويصل إلى حد الكراهية مما يؤدي ذلك لانهيار الحياة الزوجية.
هذا وتلعب أسباب أخرى في تدمير الحياة الزوجية حتى وإن كان هذا الزواج قد بنيَّ على الحب والتفاهم، وذلك إذا ما مرت الأسرة ممثلة بالزوج أو الزوجة بظروف قهرية كفصل أحدهما أو كلاهما من العمل، وعدم سهولة حصول أيٍّ منهما على عملٍ جديد نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي العام في الدولة وانتشار البطالة المسببة للفقر وهو العدو اللدود  والرئيس للحياة الزوجية، لا سيما وأنه أحد أهم العوامل في التسبب بالكراهية، والدافع الأكبر للزوجين أو أحدهما للبحث عن شريك حياة جديد دونما الاكتراث للأبناء أو للبنيان الأسري وسبب ذلك أنه سكون لكل من الزوجين رغبات وطلعات وأهداف أخرى خاصة، وبعيدة عن المشاعر العاطفية وعن حبهما القديم، فهنا تهجر الزوجة زوجها وكذلك الزوج يهجر زوجته مع من رغب بالهروب إليها للهجرة من الوطن سعياً وراء تحقيق أهدافه ورغباته الذاتية.
كما أن للغيرة دور لا يُستهان به لتدمير الحب بين الزوجين، واليوم تساهم وسائل التواصل الإجتماعي بفتح مساحات واسعة جداً  من العلاقات السرية والتي تدفع بالزوج أو حتى الزوجة بالإحساس بحالة حب وعشق وهمي يشق طريقه داخل أحاسيس كل منهما فتبدأ تظهر التغيرات على مظهر وسلوك كل منهما، فيبدأ الشك يلعب دوره المدمر في إفساد السلوك العائلي والحياة الزوجية، مما يدفع بالزوج نحو الزواج من أخرى وتتجه الزوجة نحو طلب الطلاق أو الخُلع، والنتيجة انهيار مفهوم الحب عند الزوجين ونمو الكراهية بينهما والتي تستحيل الحياة معها فتنهار العلاقات بينهما وينتهي الأمر بالطلاق .

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا