الوفاء غلب التحدي… للكاتب كمال الدين حسين القاضي

قصة قصيرة بعنوان  الوفاء غلب التحدي
أستيقظ نجاد ذات يوم مبكرا، وأخذ يفكر تفكيرا عميقا ومجهد،ا

ويسأل نفسه لقد حصلت على  المؤهل وطرقت كل الأبواب فلم أجد أي فرصة

عمل حكومي  لكي أبني نفسي واستطيع أن اكون أسرة  ولو أنتظرت أي عمل رسمي ومكتبي  لمضى العمر بدون فائدة

. فما هو الحل   فخطر على باله السفر إلى الخارج ثم  تذكر من أين أحصل التأشيرة  و أنا اكثر من العدم وليس لدي ما أبيعه للسفر.

فكاد يصل إلى حالة اليأس  والقنوط، ثم أستراح لحظات من التفكير  . فجاءة هبت عليه فكرة أن يعمل بائعا متجولا في القرى المجاورة

ولكن وجد مشكلة صعبة جدا وهى رأس المال وهو لا يملك  أبيضا ولا أسودا ولا كثيرا من المال ولا قليلا.
فأخذ يبحث عن الحل
وقبل أن يقوم من مقامه تذكر صديق له من أيام الجامعة  كان هذا ألصديق أغلبية  أهله يعملون بالتجارة  ليأخذه كضامن  ويستطيع أن يحصل على

البضائع   فذهب اليه  في المدينة  فقالوا له غير موجود الأن  قد  سافر إلى القاهرة. وسوف يحضر بعد أسبوع

فعاد إلى بلده  واليأس حوطه من كل جانب فتذكر مقولة  لايأس مع الحياة  ولا حياة مع اليأس ورسمت عل وجهه الأبتسامة

بعد أن مر  أسبوع عقد العزم والنية أن يذهب إلى صديقه مرة اخرى  وفي صباح اليوم الثامن توجه إلى  صديقه   فوجده قد عاد من القاهرة
 وعندما تقابلا أخذ كل منهما الأخر بألاحضان  ويبدو الشوق على كل منهما للأخر.

وقص نجاد لصديقه قصته و ما يريد أن يساعده فيه  فرحب صديقه  وذهبا معا إلى أحد أقرباء  صديقه وطلب منه  أن يعطيه بضاعة و منتجات  ويبعها  ثم يأتي بثمنها
بمختلف أنواعها فقال   التاجر  أسف علينا ديون والوضع لايسمح  فأصفر لونه نجاد  وكاد يدمع  من سوء الحظ  فقال له صديقه لاتحزن

سنذهب أ إلى أخيه فهو أفضل منه ورجل طيب  وخدوم  وبالفعل ذهبا اليه  فلم يجدا  إلا  الصبي  فقال  نجاد خلاص ليس لدينا نصيب
فقال له أنتظر سنذهب أ إلى ابن خالى وذهبا اليه  وكان على وجهه البشر الصلاح والفلاح والتقوى والزهد

فقصا عليه مطلبهما فرحب وقال المحل كله تحت أمره  فسر كل من نجاد وصديقه

وتأجر سيارة  وحمل البضاعة  وقبل أن يغادر كتب على نفسه وصل أمانة  فرفض التاجر أن  يأخذ وصل  الامانة    ولكن نجاد أصر على ذلك
وأنطلق نجاد إلى قريته ببضاعته..،
بدأ نجاد يمارس النشاط التجاري  ويجول في الأسواق بصفة مستمرة يحمل بضاعته على كتفه  ويتجول في القري

وكانت النساء يفضلن الشراء منه  دون الباعة لحياءه وأخلاقه وصدقه  وسماحته  ووسامته

فكان هناك في القرية بعض الفتيات يشترين منه ومن بينهم بنت احد الأثرياء   تدعى  ولاء   و كانت معجبة به  لأنه مكافج و  مجاهد  يشق طريقه
بين الصخور ولم يركن للدعة والخمول. ،، في يوم من الأيام سألتة لماذا يا نجاد لم تتعلم. ،، فقال لها  وهل معنى  إنى أتجول في كل القرى
مشيا على الأقدام دليل على أنني جاهل.  أنا حاصل على مؤهل عال بتقدير جيد جدا  فتعجبت من قوله

فقالت له كيف     الم تجد أي عمل ولديك هذا التقدير  قال نعم..  فحدث بها ميل قلبي ووجداني اليه وهو لايبالي بميلها له 
وكل همه أن يكون نفسه ويقف على أرض صلبة

دون أن يعلم  لأن  هذا الامر مستبعد عنده نهائيا.،ولايتخيلة  فيها بنت الأكابر  وهو تاجر متجول بسيط الحال

وأعتاد نجاد أن يذهب إلى هذه القرية بصفة مستمرة، وكل مرة تلتقي به ولاء لشراء ما تحتاجه  من ملابس  وبدأت  تنظر  اليه نظرات

أعجاب وأنبهار  وتعودت على أن تراه  وإذا ما تأخر في أحدى المرات  أوغاب  يضنيها الشوق وتعيش في قلق  وضيق نفسي
فلا يهدأ لها بال إلا برأيته  فقد وصل بها التعلق به إلى  حد الشغف
.
 وبعد مرور بضعة شهور تقدم لخطبتها مهندس مدني  فرفضت بحجة أنها  سوف تكمل دراستها العليا  للماجستير والدكتوراة

فقد حصلت على ليسانس الحقوق بتقدير جيد في العام المنصرف.

وأخذت تفكر لماذا  أنا رفضت  المهندس ليس به أي عيب  فرد ضميرها  لأنك تعلقتي بنجاد  الست أنت التي تنتظري قدومه بشوق وتلهف
وكانت ولاء تنظر إلى نجاد نظرات حانية تنبع من بحر الشوق والحب

 وتوالى إليها المعجبون من أبناء الأثرياء والمتعلمين  فنالوا الرفض،  فتحيرت في أمرها الأسرة  لماذا عازفة عن الزواج

برغم عدم وجود أي عيب في كل من تقدم لخطبتها، وما هو السر   وقد تضايق  والدها منها  وكاد أن يضرب

وقاطعها  والدها وأمها    ولاقت في بداية الامر تحدي صارخ حيث أراد الأب أن يزوج بالقوة الجبرية لمهندس  وهو نجل  رجل ثري  ولكن لم تخضع لطلباتهم  وأصرت على قرارها  وكان نجاد قد شعر بأن  ولاء تحبه

حب منقطع النظير  ولكن أعتقد أن الأرتباط بها ضرب من المستحيل  وهي بنت الذوات  والحسب  والنسب

 ونجاد أيضا من أسرة عريقة الأصل  لكن الظروف الأقتصادية كانت متردية  وعدم وجود فرص عمل رسمي

 في يوم من الأيام  ذهبت ولاء إلى  والدها  وقال  لوالدها  يا أبي  هل مالديك  من مال  وفير  ورثته عن أبيك

قال لها كل هذا نتاج رحلة طويلة من الكد والكفاح  فقد بدأت بالتجارة فكنت  أجمع  الحديد القديم وأبعوه

لبعض الشركات  فجمع كمية من المال ثم أشتغلت في تجارة  الأخشاب  والعقارات

فقالت يا الله بنيت نفسك بنفسك أنت  أب مجاهد وعصامي

ومرة على هذا الحديث ثلاثة أيام  وذهبت إلى  والدها  مرة ثانية  وقالت  له سأحضر  لك مشروب   فأحضرت

نوعين من المشروبات  وقدمت له في بداية الامر مشروب لايطيقه وينفره  منه  فرفضه  ثم قدمت له مشروب  أخر يعشقه

فشربه وشكرها..فقالت له.. هكذا يا أبي النفس لاتقبل إلا ما تريد  وأنا لاأقبل أي واحد من الذين تقدموا لخطبتي
ولكن أقبل شخصا لاتعرفه  وستعارض بشدة عليه  ولكنني مصممة علية ولا أختار له بديلا

أنه بائع متجول أسمه نجاد      ولكنه من أسرة طيبة  وطريقة   وحاصل على ليسانس فأصيب بهولة  وأنتابه الفزع 

وقال لها هذا جنون  كيف وكيف أزوجك لبائع متجول، فرد بكل ثقة الم تكن  ياوالدي  مثله في بداية حياتك
وقد بنيت وكونت كل هذه الثروة بقصة كفاح وأنصرفت

وأقبل الليل وأخذ والدها يفكر  ويتذكر الأيام  التي كان يدفع  بيده حاملة صغيرة عندما كان يجمع  الخردة

وفي النهاية أقتنع برأي  أبنته  وقال من ألافضل  أن  أزوجها  لمن تحبه  فلو زوجتها لغيره سيعيش زوجها في

أمر تعاسة وهي أيضا تعيش في تعاسة

فلما نما الحب في صدر نجاد وتعلق بها  قال لها  أترضين بي  كزوج  فقالت  نعم   وهل يرضي والدك

قالت أن شاء وقد رسمت عليها علامات البشر والسعادة.

ومرت الأيام  وتزوج نجاد من حبيبته  ولاء وقد كانت  عليه قدم السعادة وأصبح تاجرا كبيرا
لا يقل عن مال وثراء والدها

بقلم....كمال الدين حسين القاضي
٩...١٢ ...٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا