حب لم يمت…قصة للكاتب بركات الساير العنزي

الكاتب القاص..بركات الساير
من مجموعتي القصصية الثالثة
حوارات وأفكار
حب لم يمت الجزء الثاني
وكثيرا ماكنت أبكي أنا وأمي حزنا لمفارقتي المدرسة يومها شعرت أن جزءا من حياتي قد قطع مني . قالت ضحى : هذا ظلم من أبيك لماذا تهزه حادثة بسيطة تحدث لكل البنات ؟ إن بعض الآباء يظلمون أولادهم بقلة ثقافتهم وجهلهم رعم حنانهم وعطفهم .لقد فكر أبوك بأنه حماك   من الخطأ ولكنه وقع في خطأ لا يغتفر عندما منعك من المدرسة . قالت شجون : نعم ولانستطيع مخالفة أبي فأمره مطاع حتى أمي لاتستطيع أن تناقشه في موضوع  معين معه .لقد اعتدنا جميعا أن يكون أبي الناهي الآمر في البيت .
تسنمر الحياة في قهري ياضحى كبرنا وصبرنا على أمرنا ، وتزوج أبي من امراة ثانية وقل اهتمامه بنا لم يعد يسكن معنا ، سكن مع زوجته الجديدة . وأصبح إخواننا الصغار هم من يعين البيت في حاجاته . أصبحت العيون تلاحقنا . والنساء يتكلمن عن جمالنا ، وأصبحنا محط الأنظار عند العائلات ، تقدم لنا رجل من عشيرة أبي يخطب البنات الثلاثة لأولاده . حيث خطب  فوز لابنه سالم الكبير ، وخطبني لابنه حامد الذي يدرس في كلية الطب ، وخطب لمى لابنه الصغير سعد . وتمت حفلة الكتاب لأختيّ فوز ولمى لأولاد دهام عبد الله المنشي ،  وبقيت أنا حتى انتهاء امتحانات حامد  حيث يدرس في كلية الطب في الكويت . ، وأصبحت الخطبة حديث الرجال والنساء في الجهراء والقيروان.وتم زفاف الأختين فوز ولمى. فرح الجميع بهذا الزواج وكنا نظن ان السعد قد فتح لنا أبوابه . من الخطا الذي وقع فيه أبي أنه لم بسأل عن العرسان الثلاثة ، فزوج أختي لمى كان ضابطا برتبة نقيب ،وحامد خطيبي يدرس في كلية الطب ، ولم يسأل عن الكبيرالذي كان موظفا في شركة. فوجئت أختي بأن زوجها مريض نفسيا  وأن أعصابه ليست على مايرام ، وأنه غير مثقف . وقام بتطليق فوز منذ الشهر الأول بحجة أن أخواتها أجمل منها . لقد أخفى  أهله حالة ابنهم عنا ولم يعلمونا بمرضه النفسي غضب أبي غضبا شديدا وأصر على طلاق البنات الثلاث من أزواجهن ، انا لم أتزوج بعد وهكذا وقعنا في مشكلة كبيرة . رفض سعد تطليق لمى بشدة ورفضت أختي الطلاق ، فقد أحبت زوجها . وزوجها أحبها ، ووقعنا في حيرة شديدة . خضع أبي لأمر لمى وزوجها مرغما ، ولم يستطع أن يفعل شيئا وبقي مصرا على عدم زفافي لحامد . أحببت حامد حبا كثيرا وأحبني هو حبا لا يوصف وأصر على الزواج مني مهما كلفه الأمر. كانت الرسائل بيني وبين حامد هي وسيلتنا في الوتساب ،..حاول أبي مرارا أن أنسى موضوع الخطبة ورفضت ، وأخذ هاتفي ومنعني من الخروج من البيت وهدد أمي إن سمحت لي بالخروج أو التكلم بالهاتف . حاول حامد مرارا وتكرارا مع والدي ، لكن أبي رفض كل الزيارات وكل الكرامات وكل الجاهات ، حتى أصبحت قصتنا على كل لسان ، والقاصي والداني يعرف قصة حب شجون وحامد ، وابي يزداد إصرارا وعنادا، بل كان يطالب بطلاق لمى . ثلاث سنوات مضت وتزوجت أختي الكبرى فوز ، ولم تفلح كل الجهود في زواجي من حامد ، وشعرأهل حامد بالإهانة والذل وغضبوا من ابنهم الذي وضعهم في هذا الموقف ، وضغطوا عليه  وطلبوا منه أن يترك شجون ويتزوج . تركني حامد وتزوج من فتاة غيري، كان يوما محزنا بالنسبة لي ، فقد انتزعوا حبا أردت أن أعلو به وأرتفع في طموح كبير أبنيه مع حامد . رنت علي أخته تسمعني صوت الفرح في بيتهم فتناول حامد التلفون منها وقال لي لاتهتمي ياشجون لن أنساك أبدا .
حاولت أن انسى حامد واهتم لبقية حياتي ومستقبلي ، فالحزن لا يفيد والعناد لا يبني لا بد من العقل والتضحية في الحياة ، فليس كل ماتريد تستطيع أن تناله .وأن القدر يسير عكس التيار أحيانا .وأن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن.وليس بوسعي إلا الاستسلام لقدري.
تقدم لخطبتي ابن عمتي نواف  وهويكبرني بثلاث سنوات ،  كان متزوجا وتوفيت زوجته وله ولد وبنت منها يعيشان مع أمه ، قبلت به على مضض لم أكن أحبه ولا أشعر بشيء يقربني إليه  فهو لا يشبه حامد ،  قال لي  عندما تقدم للزواج مني . ألا زلت ياابنة خالي تحبين حامد؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا