ليلة عاصفة… قصة للكاتبة امال قزل

ليلة عاصفة/قصة قصيرة
**********
كان الطقس شتاءً حينما غضبت السماء وبكت على الأغصان ورقاء وتحول الغيم أسوداً حينها هرولت الشمس لتختبئ وراء الأفق ليصبح الجو قاتما  مخيفاً ما جعل قلبي يرتجف  خاصة حين صوت هزيم الرعد الذي تلاه البرق، كان  وميضه يخترق زجاج الغرفة  وبدأ المطر يهطل بغزارة  مما جعل الشارع المقابل لبيتي  يخلو من المارة في ثواني حتى التيار الكهربائي قطع وبدت البلدة كأنها مدينة اشباح،  في تلك الليلة لم يتوقف صوت المطر وكانت تصاحبه رياح شديدة الهبوب تبدو كأعصار قادم من حيث المجهول ليعطي قصاصاً للبشر الذين تمردوا على تعاليم الله، لم أنم تلك الليلة ولم تترك لي الطبيعة مساحة لأغمض عيني التي تأبى النوم  في جوٍ مرعب كهذا،كنت أنصتُ للصوت في الخارج وأنا متلحفة غطاءً سميكاً من الصوف ورغم ذلك أرتجف من البرد ،لا زلت أذكر حينما قطع حبل خوفي صوت قطة تموء بدا لي صوتها وكأنه صوت طفل صغير تركته أمه ورحلت كان قلبي يتقطع شفقة على هذا المخلوق الذي كان يستجدي ويتوسل لأنقاذه من تحت وابل الأمطار الشديده لم أستطع أن أمكث في فراشي  أكثر فأنتفضت ونسيت الخوف من الظلام ومن صوت غزارة الأمطار والرياح  الهوجاء وبدأت
أفكر كيف أستطيع أن أخرج لأبحث عن مكان القطة لأنقذها من براثن هذا الطقس والبرد القارس ووقفت أستطلع عبر نافذتي إن كنت أستطيع أن اجدها بناظري لكن العتمة والضباب حالا دون أن أرى شيئاً ،عدت لسريري بعد أن أخفقت كل طرق تفكيري  وسرعان ما وجدت مخرجاً لفكرة وحيلة ،أشعلتُ شمعة وبحثت عن صندوقا بلاستيكيا  كان مركوناً في المخزن بداخل البيت وتناولت من الثلاجه طعاماً كنت قد طبخته في النهار يحتوي على  الأرز والكباب ووضعته في هذا الصندوق  وفتحت باب المدخل الرئيسي  وركنت الصندوق هناك وفرائسي ترتعد خوفاً وكأن أشباحاً تطاردني وتكاد أن تقض علي وتقتلني فأنا مذ نعومة إظفاري أخاف الظلام ولدي فوبيا قوية منه ،عدت أدراجي مهرولة لغرفتي اتنفس بسرعة قوية وكأنني مطاردة من جهات وملاحقة من سياسات معينة
لم أشعر كيف غفوت  ساعات قليلة قبل أن يطلع الفجر وأفتح عيني وأرى النور وقد ملأ السماء حينها لم أنتظر ،تذكرت تلك القطة المسكينة ولم أدر كيف قطعت أدراج بيتي الداخلية نزولاً لأفتح الباب وأرى القطة وهي مبللة بالمطر ومسترسلة  بهدوء فقد أشتمت رائحة الطعام وأهتدت الى ملجأها .. نظرت اليها متعجبة!! ومعجبة بنفسي وابتسمتْ ونظرت الى السماء وشكرت نعم الرب ورحمتهُ التي لا ينسى بها أحد..
آمال قزل/فلسطين
23/12/19

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا