الحورية..ل..محمد الادريسي

 الحورِيَّة  

الحَياةُ مَدْرَسَة 

نَحْنُ تَلامِذَة

تَشْبَهُ الأُرجوحَة

يَومٌ في القِمَّة

يَومٌ في النِّهايَة

الحَيُّ يَعْشَقُها 

أبْيَضٌ أسْوَدٌ دَرَجُها  

يَتَخَرَّجُ السَّعيدُ مِنْها 

يَتْعَبُ الشَّقِيُّ فيها  

اللَّيلُ النَّهارُ الحَقيقَة 

ظِلُّ الشَّمْسِ السَّاطِعَة

شَواطِئُ البَحْرِ الشَّاسِعَة

لَفَظَتْ جِسْمَ حورِيَّة

لِتُعيدَ لَنا أيّامَ الطُّفولَة

بَيْنَ الرِّياحِ السّاحِرَة 

نَتدَحْرَجُ بَيْنَ الرَّمْزِيَّة

نَتَساءَلُ بِخَيال البَراءَة

أهِي سَمَكَة

بِجَمال اِمْرَأَة

تَشْبَهُ الحَبيبَة

كالقَمَرِ السَّاحِر 

كالنَّجْمِ السَّاهِر

كالعَيْنِ النَّاظِرَة

كالأنْوارِ المُضيئَة  

 كالآذانِ الصَّاغِية 

كالسَّمْفونِيَّةِ العالَمِيَّة

حورِيَّة تُفَضِّلُ التَّبَخْتُرا

 زارَني الشِّيبُ باكِرا  

هَمْهَمَتْ زادَكَ وَقارا

قالَتْ مِنْكَ لا فِرارا 

فُؤادي يَحْتاجُ أخْبارا 

الأرضُ عَطِشَتْ مَطارا

عَطَشٌ يَشُلُّ تَفْكيرا

العِشْقُ يُغَيِّرُنا كَثيرا

دونَ أنْ يُقَدِّمَ عُذْرا

  يَحْمِلُ في طَيّاته أسْرارا

أيُّها الحبيبُ حانَ الأوان

لِتَخَطّي تِلْكَ الأحْزان

أيُّها المَعْشوقُ الغالي

أنا حبيبَتُكَ أنْتَ غَزالي  

أنا العاشِقَةُ أنْتَ خَليلي 

أشْفِقْ على حالِ حالي

اِبْتِسامَتُكَ أجْمَلُ الصُّوَر

أجْمَل ما رَأى البَصَرُ 

بِحُبّي اِسألْ عنّي القَمَر

مِنْ أجْلِكَ تَعَلَّمْتُ السَّهَر

تَخَيَّلْتُكَ جَنْبي مُنْذُ الصِّغَر

قَلْبي ما عَشَقَ يَوماً سِواك

عَيْناي اِشتاقَتْ إلى رُأْياك

دَقَّاتُ فُؤادي تَهُزُّ الجَسَد

تَراهُ يَخْشى عُيونَ الحسَد

أريدُكَ صدراً حَنوناً يُكَفِّنُني

حَصْناً مَنيعاً نَبَضاتُهُ تَكْفيني

تَوَّجْتُكَ مَلِكاً على وِجْداني

  اليَوْم أنا سُلْطانَةُ قَصْري 

لَنْ يَدْخُلَ حَريمَكَ غَيري

فأنْتَ مُحيطات اِخْتِياري 

أموتُ خارجَ مِياه بحْري

كُنْ لي سَيلانَ أنهاري

طنجة 31/10/2020

د. محمد الإدريسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا