خيارات..ربيع دهام

 (خيارات)


سألوني : 

" أيهما الأقوى

السيفُ أم الحسامْ؟ "

قلتُ : 

" الثاني قلبٌ 

والأول عظامْ

يصنعُ الحسامُ نصلَ السيفِ

ويحمي النصلُ الحسامْ "

وقالوا :

" ما الحق من دون قوةٍ ؟"

قلتُ : 

" الحقُّ حبرٌ على ورقةٍ

أو شعرٌ موزونٌ 

يبتدعُ الكلامْ

إن لم يقترن الحقُّ بالقوةِ

فعلى الحقِّ السلامْ "

وقالوا : 

" ما هو الأمل؟"

قلتُ : 

"الأملُ مثلُ النثرِ

كلامٌ بكلامْ

إن لم تتبعه إرادةٌ

يعيشُ حالةَ انفصامْ

رغبةُ الماء

تكسِّرُ الصخرَ

وتصدّع الوردةِ

الحطامْ"

وقالوا :

"ما يعني لك الحياد؟"

قلتُ :

"وما الحيادُ إلا كذبة

تختلقها أوهامْ

حتى المطالبين بالحيادِ

ليسوا بحياديينَ

الحيادُ سلاحٌ 

يفرضه القويُّ 

على من الضميرَ في عقلهِ

نامْ

أَحمِل غصن زيتونٍ بيديك

وقدّمه إلى العدوِّ الهدّام

من اقتلع الشجرَ

من دمّر أوطانْ

 كيف له؟

كيف له أن يرى في الغصنَ

سلام؟

أبالزيتون تقاتله

يا غلام؟"

وقالوا : 

" ما الفرق بين الجبناءِ والشجعانْ؟"

قلتُ :

" الشجعانُ جبناءُ

تفوّقوا على خوفهم

وحفروا في الجبالِ

قنواتَ النورِ

والجبناءُ

احتبأوا في جحورهم فئران

والشجعان يُصالحون الخيِّرين

والجبناء 

يمضون مع المستكبرين

صكوك استسلامْ

 لا يغير الله بقومٍ

ما لم يغيّروا بأنفسهم

حتى النملةَ تكتبُ قدرَها

لو قرّرت يوماً

أن لا تُهانْ "

وسألوني :

" أي رجل دين تتبع؟"

قلتُ :

" لو اجتمع حولي كل 

تجّار الدينِ

هؤلاء الذين عباءاتهم من حريرٍ

وقلوبهم أصنامْ

لا يُساوون عندي

إصبعاً في قدمِ فقيرٍ

لو حملَ في قلبه الخير 

والجنانْ

أنا أتبع المسيحَ الذي

لوحدهِ جابهَ الطغاةَ

ورفع سبّابةَ النورِ

بوجهِ الظلامْ

أنا أتبع الحسينَ الذي

 تعملق بدمه على السِنانْ

أعشق من حمل في صدره

الله

لا من داس على الله

بالأصفرِ الرنّانْ"

وسألوني :

" أتطبّع مع الصهيوني 

ونحن في عصرِ السلامْ؟"

قلتُ :

" أنا والصهيوني نقيضانْ

من اليوم حتى آخر الزمانْ

أتقول للمسيحِ

أن يهادن الشيطانْ؟

أتطلب من الحلال

عقد قرانه على الحرام؟

ليس بالأمرِ حربٌ

 أو سلامْ

ألصهيوني جاء لقتلي

وقتل أولادي

لو سلّمته نخاع رأسي

طالب بجمجتي عظامْ "


( بقلم ربيع دهام)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا