جدران المهانة... مصطفى الحاج حسين

 ** جدرانُ المهانةِ.. *


      أحاسيس : مصطفى الحاج حسين. 


في أصقاع عطشي

يتفتَّتُ الماء

ويتراكم دمع الصَّدى

وتتوسَّع أصداء الحنين

تنوح قفار الصَّمت في دمي

تتوغَّلني كثبان الندى

يسوقني لهيب الحلم

إلى قاع الرَّحِيلِ الرَّاعف بالحيرة

َوالرَّماد

تتبعثر طرقي على سفوح الهلاك

تنقض على لهفتي مناقير التَّشتت

ومخالبُ الضَّياعِ

ورياح المواجع العمياء 

تعاركني خطواتي 

يسابقني سقوطي 

تتمسَّك بأنفاسي الرِّمال 

تجرُّني صرختي 

يجرفُني السَّراب 

ويخنقُني الأمل 

من كل صوبٍ تتقدَّم نحوي غربتي 

يسألني العدم عن هويتي 

تفتُّشني الفاجعة 

ويعتقلني القنوط 

ويأتي صرير الجفاف لإغتصابي 

الشَّمس تلعق إرتجافي 

الجهات تجلس على جراحي 

والسُّكون يطبق على إنفجاري 

يحملني موتي إلى بوابة الجحيم 

ترحِّب بي ملائكة السَّعير 

يستقبلني اللهب السَّاخط 

السمسار يساومني على نسلي 

صاحب البيت يريد مني كلية 

رعبوناً للآجار 

المسكن مفتوح على المقبرة 

ويطل على الجوع 

بلا ماء

بلا هواء 

وبلا جدران وسقف 

كان سابقاً مكبَّاً للنفايات 

تحوَّل بقدرة العصابات المتّحدة 

إلى مأوى غير آمن 

وغير واقي من الحرائق 

وفيضانات الحقد الأسود . 


               مصطفى الحاج حسين . 

                      إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي