مفاتيح القلوب... حسين نصر الدين

 إشْرَاقَة ُ شمسِ الصباح ِ (7) :

خاطرة صباحية (مَفَاتِيحُ القلوبِ)(1):بقلم حسين نصر الدين .

قالَ أحد ُالحكماء:مفاتيح القلوب ليس لها نسخ أخرى،فإن أضعتها،اعلم أنها ستبقى مُغلقة ًبوجهك للأبدِ .

وهنا نتساءَلُ:(كيف تفتحُ قلباً مُغلقَاً.؟)

يقول الله تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) الآية24 من سورة محمد .

في أثناء تعاملك مع من حولك من البشر،تحدثُ أحياناً خلافاتٌ بينك وبين بعضهم،أو تباين في الآراءِ والاتجاهاتِ أو وجهاتِ النظر،أوحتى سوء فهم،أو غير ذلك،وهذا واردٌ بالطبعِ فتكون هذه الخلافات والتباينات سبباً في إغلاق قلوبهم في وجهك،وعدم تقبلها لوصالِكَ،أوالاستماع لرأيك، وهنا تنزعجُ وتكون في حاجةٍ ماسةٍ لفتح هذه القلوب المُغلقة،وإصلاح هذه العلاقات المتدهورة وعودة مسارات التواصل بينكما كما كانت من قبل،وخاصةً لو كان من أُغلقتْ قلوبُهم دونك هم من القُرْبى أو صلة رحم أوذو دم ٍ وقربى أقارب ،جيران،أصدقاء ،زملاء خلان أحباء .

ولنا أن ْ نعلمَ ونتيَقَنَ أنَ هذه القلوب كالخزائن المقفلة، ُفلا تُفتَح إلا بمفاتيحها،وهي أي هذه المفاتيح لكثيرة ومتعددة الأنواع ومختلفة الأنماط . وتختلفُ وتتباينُ وتتشكلُ مُعطياتُهاعلى حسب أنواع القلوب التي يتعامل معهاكلُّ إنسان يكون مفتاح قلبه،لذلك سنتوقفُ هناعلى(مفاتيح القلوب المغلقة) وكيف تفتحُ قلباً أُغلقَ في وجهك يوماً ما؟،وكيف تُوصل حبال الودِ التي قُطعت بمعية ِ الطرفِ الآخر؟ ،وكيف تستعيد حرارة المحبة التي بردت؟وتُعيدُ هذه العلاقات التي انهارت؟ .

وأقولُ هنا مُجتهداً وبالله التوفيق :أنَ أول هذه المفاتيح هو الابتسامة ، نعم الابتسامة ،الابتسامة الرقيقة في وجهِ الآخرَ هي أسرعُ سهم ٍ تغزو به قلب الطرف الآخر بل وتتملكه ، والابتسامة هي عبادة وصدقة كما قال المُصطفى صلوات الله وسلامه عليه (تبسمك في وجهِ أخيك َ صدقة) في الحديث الذي رواه عنه أبو ذررضيَ الله عنه وأرضاهُ ورواه مسلم(لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ)،(أي بوجه باسم مستبشر،وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الوحشة عنه،وجبر خاطره،وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين)،فالابتسامة في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب،وأقرب باب ٍإلى النفوس،وهي من الخصال المتفق على حسنها وامتداح صاحبِها،وقد فطر الله الخَلْقَ على محبة صاحب الوجه المشرق البسَّام،وكان نبينا صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تبسُّمًا،وطلاقة وجهٍ في لقاء من يلقاهُ،وكانت البسمة إحدى خصالِه الكريمة حتى صارتْ عنواناً له،وعلامة تميزه،وكان لا يُفَرِّق في حُسْن لقائه وبشاشته بين الغنيّ والفقير، والأسود والأبيض والأسود ،حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم،ويُحسِن لقاءهم،يعرفُ ذلك كل من صاحبَه ورافقَه،وفي سنن الترمذي:(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ قَالَ:مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) وللحديثِ بقية ٌ إنْ كان في العمرِ بقية ً.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي