عيناك... رشيد العلمي
بعنوان: عيناك
عيناك أثقل النوم جفنها...
وألحق بهما الضرر...
عيناك تمج...
بالحزن والأسى...
وقت السحر...
وقلبك بسواد ليل...
اشتدت به النيران...
تأجج شرارة...
ثار وانصهر...
وعيونا تنام ...
قريرة العين...
أنهكها فرح السهر...
وأخرى تعانق الأقداح...
تناجي الليل أن يطول...
تعزف الوتر...
ترقص تغني...
أنشودة السمر...
عيناك تتكلم...
في صمت رهيب...
توحي نظراتها...
بشتى الفكر...
ألم يسمعو حسيسها...
تحكيهم تناشدهم...
بشتى العبر...
أم يقولون ذاك...
من صنع القدر...
فهل للقدر قلب يقسو...
كما تقسو...
قلوب البشر...
فهل عميت...
بصيرة القلوب...
أم عمي البصر...
وهل للقدر أيد...
يبطش بها...
يحفر بها الحفر...
فكم من كفيف...
تعثر وانكسر...
وكم من بصير...
تاه في أعماقها...
ولم يعد لوجوده الاثر...
وهل له أفواها...
يلتهم بها...
حقوق البشر...
وحوافر يدوس بها...
على الرقاب...
فيخلف وراءه...
الأسى والضرر...
عيناك بكت على حضن...
لم تنعمي بدفئه...
عند بزوغ القمر...
فنمت على وسادة...
بللتها دموع الكدر...
وحضنك لم يحضن دمية..
لم تلبسيها من لباسك...
لباس عروس...
فضاع الحلم...
على برعوم الصغر...
فكيف يشتد عوده...
ويعلو في الكبر...
بعدما غاب الظل...
والسماء من حوله...
لا تجود بالمطر...
وطين الارض...
غير خلقه...
اعتلا وتجبر..
بالجدور لم يبالي...
فتخلى عنها وغدر...
ليتني لم أهوى عيناك...
حتى لايلحقا بقلبي الضرر...
ولا سال الدمع...
من عيناي وانهمر...
ولا تألمت نفسي...
كلما أمعنت...
فيهما النظر...
بالله عليك...
كيف اغير نظرات عينيك..
حتى لا ينقضي عمرك...
و يضيع هدر...
وكيف أجعل النجوم...
تتلألأ في عينيك...
وينيرهما بهاء القمر...
وأمسح دموعك...
وأجعلهما تدر الدرر...
فيا ليتني كنت النسيم...
لأهب على خصلات شعرك...
حتى أراها ترفرف...
على جبينك...
كما ترفرف اجنحة الطير..
ليتني كنت الربيع...
لأراك فوق بساطي...
تسابقين الفراشات...
تقطفين أجمل الورد...
وأبهى ما في الزهر...
ليتني كنت الظل...
أرافق خطواتك...
لأحميك من قساوة القر...
نظرات عيناك...
سهام في قلبي...
رماح في قلوب البشر...
جرحها عميق لا يلتئم...
لمن له ضمير...
ولبوح نظراتك اعتبر...
فكيف نسامح قلوبنا...
القاسية كالحجارة...
او هي أشد قسوة...
من صلابة الحجر...
وإن من الحجارة...
لما يتفجر منه الأنهار...
وإن منها لما يشقق...
فيخرج منه الماء...
وإن منها لما يهبط...
من خشية الله...
فيا ليتني...
لم أكن من طينة البشر...
رشيد العلمي
تعليقات
إرسال تعليق