قبلها بليلة...بقلم محمود شواهنة

قبلها بليلة قبل ان تمطر السماء قذائف موت وان تهاجم طيور الموت احياء الفقراء وتنفث لهيب الموت وصرخات الدمار اعتذرت السماء بعواصف رعدية وبرق لامع وامطار غزيرة تمسح غبار الحزن والاتربة التي تعلو مساكن الفقراء البؤساء فامتلأ الاناء خيرا وحبا وابتسمت الارض لاقتراب اللقاء كانت هناك ثورة وضوضاء خلف القضبان المنسية والقيود الصماء ثورة اسير رفض الانحناء والانكسار والانزواء لم تمنعه العتمة ولا الوحدة ولا الاسر ولا ضيق المكان عن ابتكار الضياء واسلوب الحياة ان يغني لتردد خلفه الجدران وان يرتل القرأن وان ينتفض انتفاضة عز فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى وفي زاوية الموت البطيء وجرعات السم كان برعم الارادة يصنع معركة الارادة والصمود وينتفض في وجه الغول والسجان والقمع والعتمة لن يموت الامل وسنبقى نعشق الوطن وننظر من كوة صغيرة الى السماء فلن تحجبوا النجوم ولا القمر ولا انسام الفجر حين تتسلل رغم انف الاسلاك والابراج والبارود والجنود وهي تغني يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلام ليس بعد الليل الا نور فجر يتسامى...نحن يا فلسطين ابناؤك اليتامى نحن يا فلسطين للكرامة علامة لن تجف دماؤنا لن تنحني لنا هامة موعدنا الفجر والليل للفجر علامة...
 هناك تسقط كل الرايات الا راية واحدة وتختفي كل الالوان لتتجمع في اجملها وانقاها حمرة الدم وخضرة الارض وبياض القلب وسواد التراب والليل فانصت جيدا واسمع لحن الخلود والحب يترد صداه في الزنازين المنسية التي صنعت يوما ثورة وانجبت دولة وحققت حلما وفاح عبير ربيعها حرية وهي لم تزل خلف قضبان الاسر فهل تذكرتم ايها الجالسون في القصور من يسكنون قبور الاحياء تذبل زهور شبابهم وتاكل البرودة اعمارهم لتعيشوا ولتتقلدوا المناصب وتجلسون خلف المكاتب ...لن تموت الارادة ولن تسقط الراية وسيحلق طائر الفينيق في سماء الاسر حرا مضيئا مشعا ومن جناحيه يلمع البرق خوفا وطمعا نورا ونارا....
محمود جميل شواهنة...