الارض امي....بقلم احمد اوغلي

الأرضُ أمي...
قَـبّـلَ جبينها ويديها مودعـاً قلبَه الكبير...
وانحنى ليحمل حقيبته فسقطت دمعات...
 تريدُ حَملَ حقيبته فضمها بيدين
ناعمتان باكيا ماذا تفعلين...
أماهُ أنا من يحملك على كَـتِفَيْ
وينام تحت قدميك...
أنا إن بَكيتِ بَكَت الدنيا لأجلك....
ففاضت بالدموع واختلطت دموعهما...
وبكفيه لملم دموعها ومسح بها وجهه...
وحملها إلى سريرها مُقَـبّلاً جبينها ويديها...
وحمل حقيبته واتجه نحو الباب...
واستدار مودعاً روحه...
أدعوا لي يا أماااااااه...
قالت له بُني يرعاك الله الذي جعلك رجُلاً...
حَـصّنتُكَ بلا حول ولا قوة إلا بالله...
وهَـبّت نسمةُ ربيعٍ جعلتها تغفوا...
كان.طيفه لا يفارقها في البيت والحقلِ
وحتى في الحًلُمِ...
كأن يقول لها أنت أمي فتفرح....
ولكن أمي الحقيقية لست أنت فتغضب...
أماهُ .... وينحني نحو تراب الأرض....
ويحمل حفنة من التراب يقبلها ويضعها
على راسه ويقول تلك أمي يا أماه....
ألسنا من ترابها خلقنا ومن ماءها جُبِلنا....
كما أحبك يا أماهُ أحبها...
والذي خلق السموات والأرض لايطأها غريب
محتل إلا على أجسادنا ودماءنا....
زارها في الحلم مُقَـبّلاً جبينها ويديها وهو يضحك...
فاستيقظت وقطرات حارة تنحدر من جبينها...
وأعلنتها مدوية أستشهد أبني...
ووصل صوتها إلى كل أهل القرية....
كيف علمت ومن أخبرها...
وجاء الخبر أستشهد احمد...
فبكت بكاءاً لا صوت له....
وتذكرت هَمسَهُ بأذنها...
إن رأيتني بالمنام أقبل جبينك...
فقد تحقق حُلُمـي....
لا تبكي وافرحي وتزيني وضعي
الطرحة البيضاء وزغردي....
ففعلت ووضعت الطرحة البيضاء...
وجاء أحمد ملفوفاً بعلم تلك الأرض....
وكان عبق دمه يفوح عطراً طيب ثرى القرية...
وزغردت وزغردت وزغردت نسوة القرية....
ووقفت أمامه ضاحكة....
الآن تتركني وتذهب إلى أمك الحقيقية....
لن أبكيك ولن أصرخك....
بل لِأمِـكَ أُسلِمُك...
ولِربٍ رحيمٍ نُـودِعُك...
وحضنته أمهُ الأرض...
بحضنها الدافء....
ونظرت أمه إلى ترابِ قبرهِ...
وقالت حفظتُ الامانةَ والآن بأمانتكِ...
وهُمِـسَ بأذنها طابَ بهِ الترابُ...
وطابَ هو بمسكنٍ مِسكٌ ترابـهُ...
إنه ترابُ الوطن الأمُ الغالية
على قُلوبِ كلّ أبناءها....
منها خلقنا وإليها نعـود
ومنها نَخرجُ مرة أخرى...
بقلمي أحمد اوغلي ...
2019/03/27

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا