اعترافات خطية...بفلم الشاعر حسن يحيى المداني

اعترافات خطية
                      شعر/ حسن يحيى المداني
توطئة : لا تعجبوا من خيل ضحى وافتدى فرسانه بل إعجبوا من فرسان خذلوا خيلهم
تركناك في البحر تغرق
وفي فرن  نارين تحرق
وفي شدة الظرف تفنى
وفي قبضة الحبل تشنق
تركناك من غير ظهر
يقي ظهرك الخرق والشق
رميناك /  للنار / قشا
وللريح  ثوبا  ممزق
وبعناك  بيعا رخيصا
فتبا .. لبيع  تزلق
على كف  ثلج  لصيق
بصخر الشتات المشقق
خذلناك في يوم هتك
لعرض الصهيل المخلق
تركناك عن فعل قصد
جبان  خؤون  وأحمق
وفد كنت تستجدي منا
وقوفا  شجاعا مع الحق
ولكننا ..  في  ثوان
هربنا  هروبا  محقق
إلى الخلف في يوم شر
بسيف الربيع المعلق
على كف  فكر  مقيت
عثا  منكرا  حين  أزهق
دم الحب من صان عهدا
 شبيها  بشهد  معتق
ومن صان عرضا وأرضا
 ومن لعصا الصف ما شق
ومن  بالنهار المفدى
تغنى  وللأمن  صفق
فقال الفدى ألف طوبى
لخيل على الأرض مطلق
كريم السجايا حليم
حكيم حصيف مصدق
من الأرض فعلا وقولا
ومن نبض قلب  تعلق
بها  وافتداها وضحى
لها منذ  دهر  موثق
بحبر الفدى في سجل
ومشفى ومبنى  ومرفق
وحقل  وورد  وعشب
ومجد وصرح  وبيرق
ومرسى ومسعى وممشى
لسير الخطى من تنشق
ظلال المنى في طريق
على كفها الورد أبرق
وفي  وجهها  نور أمن
ومن حولها الزهر ملحق
لورد الضحى من كساها
حريرا  مهيبا مطوق
بأضواء  نبض  مشع
بقلب الثرى الحر يخفق
فطوبى  لفجر  تعالى
على  ليل  شر  تملق
لمن  مزقوا روح خيل
ومن للدم الحي  يلعق
تركناك يا خيل تدمى
وتحت الرحا آه  تسحق
وقد كنت خيلا عظيما
ولا خيل  إلاك  يسق
رياحا من  الشرق هبت
 تحيك  اغتيالا منسق
مع  شلة  البيع  سرا
وجهرا على الفجر أطلق
رصاصا أماتت حصانا
بقلب الشذى كان يعبق
سلاما  ثلاثين  عاما
وأمنا .. كنهر  تدفق
على مهجة الأرض أمنا
وفجرا على العين أشرق
إلى  أن  غزانا  ربيع
لصيق  بشر  تسلق
جدار الضحى مستعينا
بمن للندى البكر  مزق
وقلب الندى ما توانى
عن الذود عنا  فما رق
لصوت الندى كل صوت
جثا فوقه الصمت مطبق
الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٩ م