مما روته قريتي....بقلم جبر مشرقي

(مما روته قريتي)
                                 جبر مشرقي ▪
_________________________
أنا..
شاعر
لي دار من الطين
جذوره في شفاه الرمل خاوية
تهسهسني
الأطيار
تموسقني السنابل
تغنيني الساقية
تدثرني الرياح
أقتات خبزي
من تنور (البادية)
أقبع
في( قرية ريفية)
مكفنة
بأكفان حرمان بالية
في
كل صباح
تذهب (سيدة فقيرة )
تجتر دلوها إلى النهر
فتجد عيون النهر نائمة
تلعب
الرياح (بشالها)
وتقبل الأشواك
أوجان قدميها
بوخزاتٍ دامية
أنا ..
شاعر ٌ
في كفي
حاءت أربعة
حاء
غائب عني
وحاء
لم أرتشف عذوبة ماءه
وحاء
اتأرجح على أرصفته المجدبة
وآخرهم
لفحتني ناره
ومقصلتني أظافره الموحشة
أنا ..
شاعر
في جسدي
أثر لأنامل (أمي)
عندماكانت تغسلني
(بدلوها) الصغير
أنام
على خطو (أبي )
وهو يتسلل رويدا رويدا
في وكنات الليل
ذاهبا إلى المسجد
لصلاةِ الفجر
في يده مصباح ضئيل
أقوم
على بكاء
(أخي الصغير )
أتحدث
إلى لغة( التنور)
(وأختي) تَحشي أحشائهُ حَطبا (وغازا )
أنا ..
شاعر
ولكني لم أستخدم الوشم ،
ولم أغتسل تحت انشودة المطر ،
ولم أمر على شظايا الرماد،
ولم أصغي لشاعر الخضراء،
أخاف أن أستخدم هذا
فأموت في الثلاثين
ليكتب عني الآخر
حياة شاعر عمره قصير

أنا
شاعر
تأخذ الريح صوتي
للبعيد لتستعيد حنجرته ،
أنام على رماد حرمان لا تشتعل نيرانه،
تزرع الأقدار في كتابي نصا
مقتول الأمل لا تعرف عنونته ،
لأصير شبحا لا يقوى على النظر إلى قريته ،
يد الأحزان مقصلة رئته ،
أعصر من شفاه النجوم نبيذ حلمي
المتأرجح على اللا شيء ،
أحتسي رشفة يأس
من جيوب السراب ،
أنا ...
شاعر
(كساه على مقعد مهمل
كسؤال ينسى أن يسأل)
كشجرة
خاوية الجذر
تناهشتها رياح الدجى
زرع الزمان
صفصافة في درب عمري
نأت عنها زهور الربيع

أنا ..
 شاعر
فقدت ذاتي في وحل (قريتي)
لم يسافر الضوء إلى ثغر داري
يغفي علي ظلال الهم في كل آونة،
لم يزورني الحب ،
وحبيبتي..
لم تعرف ماهو الهوى ؟
سماء الحب مظلمة في (ريف )كوني،
لعل الحب سافر وتعب ونام بعيدا عن (قريتي)ولم يدخلها،
لأن الأخرون لا يريدوا لهذا الحب أن يكون(تهاميا)،
هذا بعض ماروته(قريتي )
إن لم تخن الذاكرة
رغم إني شاعر
وروحي شاعرة
لي ..
في تلك الديار
خَلف(سرير والدي)
شطر بيت لم يكتمل
وغطاء يراع أكلت منسأته الأرض
شحب وجه الشمس
ولون الضفاف مات ظمأ
       فتَهشمت رؤوس السنبلة▪
______________________
    ✍/جبر مشرقي ▪