سل الاوطان... عماد الأسدي

 عن بَلدي أتكلم...قصيدة (سَلِّ الأوطان).


سَل الأوطان.


سَل الأوطَانَ عَن زيدٍ وعن عمرٍ

عَن الأيَّام سَل فيها وَماضيها

 

تَرى الأيَّام في طَمْثٍ بلا طهرٍ

لها كُفرٌ يقود القومَ حَاديها


ترى الأيّام فينا ظُلمها قهراً

بها يندُب عزيزُ القوم واعيها


وَعلجُ القومِ في وَطني لهُ وطرٌ

لهُ حكمٌ أذاقَ المرَّ أهليها


فَجازَ الحقُّ في سيفٍ لباغيةٍ

أَطاحت رأسهُ سَحقاً بماضيها


فَولَّى البَغي فِينا شرَّ سَابقهم

فقد مَلَؤوا لَنا ظُلماً أقاصيها


بدِين الباري قَد نادوا وما كانوا

لَهم دينًا ولا صِدقًا لِباريها


تُنادِي مِنهمٌ الدُّنيا أَيا غَوثاً

طُغاةٌ خَيرهم شَرٌّ يُغطِّيها


لَقد شَاخوا على الأحرارِ سَادتهم

وَقالوا نحنُ خُدَّامٌ لِمن فيها 


أشَاعوا حِقدهم فينا بِلا ذَنبٍ

وَمصلحةٍ لهم كانت مَراميها


دِماءُ الشَّعب تَنزف ما إذا خَصِموا

فَقد أعطت لهم داعش مَسَاعيها

   

فقد روَّت دماءُ الخَلقِ مَطمَعَهُم

فَلا زَالت مَطامعهم حَوالَيها


سَل الأيتام والثكلى بلا زجرٍ

وَسل أيْمَ الحَرائر عَن مواضيها


عَن الأباءِ سَل رِفقاً وَما كانوا

قُلوباً حَرَّها فَقداً لأهليها


فَلا راعٍ وَلا كفٌّ لَها تمسح

رؤوساً، مَن إذا رَجفت يُغطِّيها


وَهل حَنَّى لَهم زيدٌ على رأسٍ

فَما دمعٌ لهُ رقَّت يُواسيها


وهل أملى لهم من جوعها بطناً

فقد كانت لها كفٌّ تغذيها


وَسَل أُمَّاً وَسَل ثكلى إلا تسعد

وَأَرض العِزِّ روحٌ منها ترويها


سَتُقرِح ما إذا قَالت لِسائِلها

جفوناً دمعها صارت مَداميها


فقد ضحَّت بكبدٍ كانَ دُنْيَتها

جميلُ الخلق بدرٌ في معاليها


تَقِفْ وَالقَبر تأبى أنْ تفارقهُ

فَمنْ ذا زيدُ أو عمرٌ يساويها


فَلا يوماً لها ضَحَّوا كما ضَحَّت

ولا أَعطوا لها يوماً كراسيها


#عماد_الأسدي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا