تأملات مسافر... سالم المشني
تأملات مسافر.....
كلما رأيت في هذا الطريق المتعرج الطويل شجرة جلست بظلها،أذكر كل شيء صادفني في هذه الرحلة الطويلة الشاقة..؟
إنني أجلس تحتك أيتها الأشجار لأستمتع بكل شيء أخضر،فهنا تحت أغصانك أيتها الأشجار أسمع ترانيم،ألتمس الراحة،أتأمل الأرض الفسيحة بجبالها العالية،وثوبها السندسي الأخضر،أستمع إلى صوت بلبل وهو يغازل بلبلته الجميلة بأناشيده العذبة،إنه يرسل صداه إلى كل الجهات،فترد عليه جميع البلابل بأغاني لا تنتهي أبدا،ليجتمع الصوت ويحدث أجمل سمفونية في عالم النقاء....
أي إخوتي....
إن الحب والجمال شيئان يقتربان من الإتحاد،فلا فرق بين كلاهما إذ هما شيء واحد ....!
ألا توافقونني يا إخوتي على أن الحب والجمال هما ميزتان مهمتان في حياة كل من كان قدر الحياة التي يحياها لكي يُثبت لنفسه ولغيره من الناس أنه عاش الحياة كما لو كان مثل هذه البلابل يعيش فيسعد ويُسعد من حوله بأنغامه الجميلة التي تعود على نفس سامعها بالغبطة والفرح العظيم.....!
إنها لراحة أزلية أن يكون الإنسان كطائر طليق حر في الفضاء لا يتعدى على حدود غيره من الطيور وذلك لأنه عرف معنى الحرية وما تحمل من سعادة لبني جنسه....
إنني أُكلم نفسي....لماذا.....؟
هل لأنني ما تعودت أن أرى الناس في حب وإخاء؟
سوف أقوم وأواصل طريقي قبل أن أُفاجأ بأي شيء يُعكر صفوي وأُصبح من النادمين....!
سأترك هذا المكان وبكل قوتي حتى أصل إلى القمة حيث البيت الأمين،حيث التاج المرصع بالدر والياقوت،سأمكث هناك حتى آخر أيامي الباقية...!
سأتفرغ للأتباع حتى لا ينقطع الأمل،وتحل الظُلمة بعد النور من جديد....!
لقد أرهقتني نفسي وأصبحت من اللاهثين يتصبب العرق من حبيني.....!
الماء سبيلي الوحيد،سأتجه إلى تلك البئر في سفوح الجبال المقابلة. سأملأ قِربتي وبعدها أُواصل الطريق،لن يعوقني شيء فما زالت قدماي قادرتين على تسلق الجبال العالية والوثوب فوق الصخور.....ٕ!!؟
سالم المشني....
تعليقات
إرسال تعليق