صرخة... رشيد العلمي

 بعنوان: صرخة


صرخة مدوية في الٱفاق...

هل من سامع يخمد بركانها...

الثائر في الٱعماق...

وهل من يد تمتد لها...

توقف قدف حمامها...

التي تثوق للإنعثاق...

صرخة تحترق فوق جمر...

وجمر لا يريد عنها الفراق...

تستنجد...

تستغيت...

لا الفراق يستجيب...

ولا لهيب جمر...

خمدت نيرانه في الأعماق...

صرخة يتردد صداها...

فيلف النفس الإختناق...


صرخة يتألم لها القلب...

فيعم الأجواء الصمت...

ويضيق بها المكان...

ويستقر من جديد... 

في الكيان...

أهي وليدة يوم...

أم جاءت مدوية عبر الأزمان...

وملأ صداها...

الصرح والدرب والمكان...

فاستوطنت... 

العقل والقلب والشريان...


صرخة تاه العقل بها...

على درب ضجيج...

يعج بصخب الأحلام...

أحلام تتعاقب عليها...

عبر السنين والشهور والأيام...

خفق لها القلب بنبضاته...

جعلت الروح تستنجد بالأوهام...

فكيف ذاك... 

وهي من طينة بني الإنسان...

الذي بها استهان...

واحتقرتها أرواح الأقوام...

عبر العصور والأزمان...

لم تكثرت لصداها...

تجاهلت معناها...

شرحت مغزاها...

من قاموس...

ثم أسدلت عليه... 

غبار النسيان...

فجفت عن ذكرها الأقلام...

فسقاها البؤس غربة...

فتاهت عن خطى...

طريق الأجرام...


فنزف الشريان...

دماءا على أرض الطغيان...

فسقاها الطغيان كرها...

ملأها جورا...

وحيفا بلغ العنان...

وفي لهفة...

هناك من زرع صاعا...

وهناك من حصد الأكوام...

عبر السنين والأعوام...

لم يدع على الأرض...

مؤونة يسد بها... 

رمق الأيام...

ولا حتى لنملة... 

تجمع منها شتاتا...

يكون لها رغدا...

إذا داست بيوتها...

الحوافر والأقدام...


أصرخة خلقت هي... 

لتنحني...

لتقديم الولاء...

للخضوع...

لمن لم يرحم لها...

دموع البكاء...

ظهرها ظهر قوس سهم...

أعياه الركوع والإنحناء...

لا السهم للأهداف أصاب...

ولا القوس استطاع...

أن يخفف عنه العناء...

فضاقت بها الارض...

ولم تبكي عليها العيون...

فبكت عيون السماء...


صرخة في كل وقت...

في كل صوب وحين...

تدوي في الاجواء...

يتحطم لها الصخر...

يلين لها الحديد...

ولا تنكسر القيود...

ويعود صلبا من جديد...

كم حاولت فك قيودها...

ولم تستطع التحرر...

من سجن عتيد...

ومن سوط بألوان مأساة...

كان قد رسمها...

على أجسام العبيد...

قي وقت بعيد...

سوط لا يكثرت... 

من صراخ...

لا يحن... 

من استنجاد...

يقول عندي المزيد...

فيصبح السوط...

للصراخ عنيد...

يقول إن عادت الصرخة... 

فأنا السوط لها أعيد...


فيا صرخة كيف غاب...

وقعك عن المسامع...

وهو الذي وصل... 

عنان السماء...

وتخلت الخطى عنك... 

وسرت وسار نعشك...

في صمت رهيب...

لا احد يناشد لك البقاء...

وجودك وجود عنقاء...

تنكروا لوجودك...

وإن كنت يوما...

لم يعد لوجود اليوم...

على الارض بقاء...


كذلك حكت لي... 

عن الصرخة...

أرواح الكائنات...

في الليالي الحالكات...

وحدثتني به...

الملاحم والأساطير والأزليات...

في الأيام والسنين الغابرات...

فهل مازلت تسمع أنت صداها...

تعرف مغزاها...

تبارك مسعاها...

أم باتت عندك عنقاء... 

لم تسمع يوما حسيسها... 

ولم تهتدي وقتا...

لزمن خطاها...


        رشيد العلمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي